الثلاثاء 16 ابريل 2024

سيناء وسماسرة الشائعات

مقالات26-2-2023 | 18:09

إن استرجاع الماضي ودروسه وعبره يمنح القدرة على استبصار الواقع ويصحح الحكم الموضوعي على ما فات من أحداث ووقائع وملمات كنا نظن أنها قدر لا يمكن الفكاك، منه فقد كان البعض يحاول وهو في سبيله لإسقاط هيبة جيش مصر استهداف شرفه العسكري على أرض سيناء عبر زرع يد الإرهاب التي كانت تتستر بأهالي مدن القناة الباسلة لتبقى ولتكون منطلقا لعملياتها القذرة الجبانة التي تخلو من أي معانى الرجولة أو المواجهة الشريفة وعلى الرغم من تمويل هذه الحرب القذرة في سيناء بالمليارات ومدها بتعاون استخباراتي من أنظمة معادية لشعب مصر كانت التضحيات كبيرة وهائلة وعلى الرغم من بنود التمويل اللا محدود التي انهالت على تلك التنظيمات الإرهابية إلا أن جيشنا الباسل وشرطتنا القوية كانت بالمرصاد تتلقى الضربات عن المصريين واستطاعت وقف التمدد الإرهابي على أرض سيناء لينحصر في أقل من 15% من أراضيها ورويدا رويدا وعبر عمليات التطهير التي قادها جيش مصر الباسل بدءا من هدم الأنفاق واستئصال وتجفيف منابع الإرهاب باتت سيناء اليوم على موعد مع عهد جديد عهد يعوض أبناءها سنوات الخوف التي اعتمدت توسعها على ضعف الدولة ومحدودية قدرتها على مواجهة هذا المخطط القذر.

سيناء اليوم باتت خالصة لأهلها ينعمون فيها بالأمن ويتطلعون للمستقبل فبعد أن أنجزت كتائب التطهير أعمالها  تتدفق اليوم كتائب التعمير تحيل ترابها ذهبا وترسم لها مستقبلا جديدا بعد عادت منتصرة أبية يملؤها الكبرياء إلى أحضان الوطن وبدلا من زراعة الألغام تم زرع الأمل وتحول شمال سيناء من مصدر لأخبار الإرهاب بات مروجا للحياة ومظاهرها ببناء المدن الجديدة والجامعات لتضم اليوم وحدها خمس جامعات حكومية وأهلية وتجاوزت مساحة ميناء العريش التي كانت 50 ألف متر  لتصبح اليوم 450 ألف متر بما يعادل 11 ضعف مساحته الأصلية بالإضافة إلى محطة الكهرباء بحي المساعيد ومحطة تحلية مياه البحر وكلها مشروعات تكلفت مليارات الجنيهات من بين ما يصل على 600 مليار جنيه أنفقت على مشروعات سيناء بصفة عامة كما أنشئت ما يزيد على  50 ألف وحدة سكنية .

كما امتدت المشروعات الصناعية والاستثمارية على أرضها حيث تم تنفيذ 5 مناطق صناعية ببئر العبد والقنطرة شرق وأبو زنيمة والعريش  وأنشئ مطار البردويل الدولي.. والقائمة طويلة لكنها ملهمة ومؤشرة إلى أن مصر قد انتصرت في معركتها مع دعاة الظلام وفلول الخراب .

من هنا كانت سخرية الرئيس السيسي من شائعات بيع قناة السويس لاذعة وقوية تتهم مصدرها بذهاب عقله أو الاستخفاف بمن يروجها بينهم فمن ينوي البيع لماذا يقدم الشهداء وينفق المليارات لتغيير وجه الحياة لكنها روح الغل والانتقام التي تسيطر على فئة تتوهم قدرتها على هزيمة الشعب المصري العظيم يوما ما ، وكلنا ندرك أن دعاياتهم لن تتوقف ولن تهدأ لذلك كان مسار المواجهة المسلحة معهم يسير جنبا إلى جنب مع مسار التنمية والذي قدمت فيه أيضا الشركات المدنية تضحيات عبر استهداف عملها واختطاف عناصرها في محاولة يائسة لإيقاف حركة دوران الحياة على أرض سيناء مرة أخرى.

إن حديث الرئيس السيسي عن التسريبات المفبركة التي استهدفت إشاعة إن مصر بصدد التفكير في بيع قناة السويس ليست إلا محاولة جديدة قديمة لاستراتيجية ثابتة وهي استراتيجية الشك التي تهيئ البيئة لعمل المخربين وتمنح إجرامهم شرعية وقداسة ولا تتوقف تلك المحاولات عند سيناء فقط بل تمتد إلى كل مساحة أمل تولد بين المصريين وأقربها محاولة الحكومة إنهاء أزمة الدواجن التي ترتبت على أزمة الأعلاف وحين تقترب الأزمة من الانفراج ينشط هؤلاء المثبطون ويكثفون أعمالهم لا لشئ إلا لأنهم يرغبون بشدة في أن يستمتعوا بآلام المصريين لشماتة تملأ صدورهم وتغرق ضميرهم .

وعلينا جميعا ونحن نتناول أزماتنا الحالية أن نستعيد تلك الأزمات الكبرى كالإرهاب في سيناء وكيف كان يصوره البعض على أنه من التحديات التي لا ينتهي وأن إعادة سيناء إلى أحضان مصر لن تكتمل، وعلينا أن نتذكر كيف قهرنا كل ذلك وأننا سنعيد الكرة مع كل التحديات الحالية أو المستقبلية فلن تستطيع أي قوة على الأرض مهما تعاظمت أن توقف مسيرة وطن اتحدت قلوب أبنائه على قلب رجل واحد ليشقوا الصعاب بطريق الأمل.