توقعت مصادر عسكرية أمريكية وأوروبية أن يسعى الجيش الروسي حثيثاً إلى الحصول على دعم من الصين في صورة أسلحة عالية التقنية والتأثير والقوة التدميرية، ومرجح أن تأتي في مقدمها راجمات صواريخ مضادة للمدرعات محمولة على الكتف من طراز (HJ-12)، التي تضاهي في قدراتها وفعاليتها نوعيات أمريكية وأوروبية حصلت عليها أوكرانيا أخيراً، ضمن مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات تعهدت بها عواصم غربية لصد الهجوم الروسي الذي بدأ قبل عام.
وسلطت مجلة "ميليتري ووتش" الأمريكية الضوء على مضادات الدبابات الصينية من طراز (HJ-12)، التي تنتجها مؤسسة صناعات شمال الصين (NORINCO)، منذ عام 2014، وتصنف بأنها المنظومة الأكثر قدرة عالمياً من تلك النوعية المضادة للمدرعات والمحمولة على الكتف، والتي تنافس راجمات (Javelin) الأمريكية و(MMP) الفرنسية.
وكشفت المجلة المعنية بالشؤون العسكرية عن أن الجيش الروسي تمكن من اكتساب خبرات مكثفة وواسعة النطاق في القتال ضد الوحدات المزودة براجمات الصواريخ الأميركية "جافلين"، وأصدر كتيبات إرشادية لعناصره المقاتلة تتضمن طريقة استخدامها، ولاسيما بعد نجاحه في الاستيلاء على كميات كبيرة منها كانت في حوزة القوات الأوكرانية.
وفي ضوء تلك التطورات، فإن مضادات الدبابات الصينية المحمولة كتفاً تعد الخيار الأمثل للجيش الروسي، خصوصاً في ظل المواجهات المكثفة مع الجيش الأوكراني، الذي يمتلك أكبر قوة مدرعة على مستوى العالم، حيث واجهت روسيا هذا التهديد بنشر كميات هائلة وغير مسبوقة من الذخائر والقذائف المضادة للدروع والدبابات على الخطوط الأمامية لجبهات القتال مع القوات الأوكرانية.
وتشير الأرقام إلى أن أوكرانيا كان لديها قبيل اندلاع الحرب أكبر عدد دبابات في أوروبا بإجمالي 800 دبابة قتال ميدانية، وقد خرجت بعض المئات منها من الخدمة أثناء القتال، بينما تلقت في المقابل المئات من الدبابات التي تم تحويلها من بلدان غربية مختلفة. وساعدت تسهيلات نقل العتاد المدرع الغربي في حدوث زيادة كبيرة في أسطول دبابات (T-72)، السوفييتية الصنع، لدى الجيش الأوكراني، فضلاً عن قيام عدد من الدول الغربية بالتعهد بإرسال نوعيات أكثر تطوراً مثل دبابات "تشالنجر 2" البريطانية، و"ليوبارد 1" و"ليوبارد 2" الألمانيتين، و"إم 1 إيه2 ابرامز" الأمريكية. وعلى الرغم من التوسع الكبير لروسيا في إنتاج طرازات الدبابات القتالية الميدانية الأكثر تطوراً طراز (T-90M)، فإن وحداتها وفرقها المدرعة المشاركة في العمليات القتالية داخل أوكرانيا تستخدم على نطاق واسع نوعيات تعود إلى حقبة الحرب الباردة من طرازات (T-72A) و(T-62M).
وأسهبت مجلة "ميليتري ووتش" في استعراض مزايا منظومة (HJ-12) الصينية المضادة للدبابات المحمولة على الكتف، نظراً لأنها تزاوج بين القدرات القتالية الفائقة وتمتعها بخفة وزنها، الذي لا يزيد على 22 كيلوجراما، بما يسمح لعناصر القوات البرية ووحدات المشاة الحركة بسهولة في ميادين القتال، كما تزود الراجمات بصواريخ ذات قدرة عالية على المناورة، إذ أنها تصيب المركبات المدرعة من أعلى، المنطقة الأكثر ضعفاً في الدبابات والمدرعات، مثلما تفعل صواريخ "جافلين" الأميركية.
وتمثل مضادات الدبابات الصينية المحمولة كتفاً (HJ-12) ذروة عمليات التطوير للصواريخ الصينية المحمولة المضادة للمدرعات، التي استمرت عقوداً، وتفوق قدراتها إلى حد بعيد نظيرتها الروسية من طراز (Kornet). وترى المجلة أنه في حال تمكنت روسيا من إدخال الصواريخ الصينية خلسة داخل تشكيلات المشاة المشاركة في العمليات العسكرية في أوكرانيا، فإنها قد تقلب الموازين في ميادين المعارك، وتتمكن بذلك من إجهاض طموحات أوكرانيا لشن هجوم مضاد بالمدرعات في أشهر الربيع المقبل، داخل إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم الخاضعتين للسيطرة الروسية.