الجمعة 27 سبتمبر 2024

أشجع قرار

مقالات28-2-2023 | 15:05

إنهاء العلاقات التي يساورك الشك في حقيقتها منذ البداية سيكون أفضل، إذا شعرت بأن المجتمع مازال مصابًا بالازدواجية والتناقض ما بين القول والعمل فعد كما كنت قبل أن تقوم بإضافة قصة جديدة إلى موسوعة خيبات الآمال التي دأبت على الاحتفاظ بكل تجاربك السيئة بداخلها، إن هذا القرار بالانسحاب ليس جبنًا على الإطلاق، إنه أشجع قرار، هيا قم بإعادة حساباتك سريعًا قبل فوات الأوان. 

اقتربت في لحظة حسن ظنك ووجدت حساباتك غير صحيحة لابأس في هذا ، ولكن مهمة سرعة اتخاذ القرار لايجب أن تؤجل ، الابتلاءات كثيرة ونتائجها أصبحت مرعبة تؤرق إحساس الجميع بالراحة والأمان ، مازال هناك من يغمض عينيه وينسى ماأمره الله به فيختلق الأعذار لنفسه ويبرر إتيانه الذنوب والخطايا ، بل ويجتهد شيطانه فيدفعه لكي يقاسمها معك فيبرع في تزيينها لك حتى تتبع هواه. 

ليس جبنًا أن تفلت من بين أنيابه في أولى لحظات تعارفك عليه وحديثك معه الذي سيكشف لك عن خبث مقصده ، فأنت قد تعلمت من تجاربك السابقة وأصبحت تمتلك خبرة عظيمة في سرعة الحكم على الإنسان من بدايته، وحتى منتهاه، احمل معك مبادئك ولاتتخلى عن وزن ريشة منها ، فالعاقبة ستكون مؤلمة إذا منحت لهؤلاء الفرصة لكي يتمادوا ويتخطوا حدودهم التي وضعها الله لهم.

 لا تجامل أحدًا بإيمانك، لا تترجم إحساسك الذي وهبه الله تعالى إليك ترجمة غير صحيحة، لا تتجاهل إشارة منه تنذرك بالخطر، لا تتناول الأحداث الجسام على أنها حدث عادي أو بسيط سيمر دون ضرر، احمل أمتعتك ثم هاجر الزمان والمكان الذي قد يجمعك بهؤلاء غازلي الأوهام ، ناسجي الأحلام ، الذين يغزلون الوهم بمغزل من حسن ظن الناس بهم ، ثم ينسجونها بعد ذلك على جميع الأنوال ، غادرهم من البداية ، وكفاك ما كان.