استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، بقصر الاتحادية فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، الذي يزور مصر، لمدة 3 أيام.
وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية المصرية، إن اللقاء شهد عقد جلسة مباحثات منفردة تلتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين، إذ تم تناول أبرز مجالات التعاون الثنائي المشترك بين مصر والمجر، فضلًا عن مناقشة الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل.
ووقع الزعيمان بعد انتهاء المباحثات على الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، الذي يُمثل إطارًا لترفيع مستوى العلاقات بين الدولتين الصديقتين، بما يعكس مدى وعمق التميز الذي وصلت إليه خلال الفترة الأخيرة، ثم شهدا مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين مصر والمجر في قطاعات التعليم، والتدريب في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والشباب والرياضة، وزيادة عدد المنح الدراسية الجامعية وما بعد الجامعية للأعوام 2023/2026، وبرنامج المنح الدراسية المجرية "ستيبنديوم" للأعوام 2023/2026.
وعقد الزعيمان بعد ذلك مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا، تضمن كلمة للرئيس المصري فيما يلي نصها:
فيكتور أوربان، رئيس وزراء دولة المجر الصديقة، أودُ في البداية أن أرحب بصديقي العزيز "فيكتور أوربان"، الذي تكتسب زيارته إلى مصر أهمية خاصة، في ضوء التوقيع اليوم على إعلان ترفيع العلاقات بين البلدين، إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بما يعكس قوة وعمق العلاقات بين بلدينا، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1928، وهي العلاقات التي توطدت بشكل خاص خلال السنوات الأخيرة، ونعتزم مواصلة دفعها للأمام.
إن العلاقات بين مصر والمجر تُعد نموذجًا يحتذى به في عالمنا، الذي يمر في هذه الآونة بصعوبات وتحديات لم يألفها منذ عقود طويلة، وسبب تميّز هذه العلاقات في تقديري، هو توافر التفاهم المشترك، والاحترام المتبادل، لمواقف وقيم الدولتين، فضلًا عن التوافق السياسي بين بلدينا إزاء الكثير من القضايا الدولية، وهي الأمور التي ناقشناها خلال المباحثات الثنائية التي عُقدت اليوم.
وقال الرئيس السيسي: "لقد تركزت المباحثات مع دولة رئيس الوزراء المجري، على بحث سُبل مُواصلة تعزيز العلاقات الثنائية الاقتصادية بين البلدين، إذ توافقنا على الفائدة الكبيرة التي ستعود على المستثمرين المجريين، من الاستثمار في مصر، وبشكل خاص في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. كما شددنا على ضرورة مواصلة تكوين الروابط بين الشركات المصرية ونظيراتها المجرية، فضلًا عن تبادل الخبرات في مجالي الزراعة وإدارة المياه والري، والنظر في سُبل التعاون لمواجهة أزمتي الغذاء والطاقة العالميتين، والعمل على زيادة عدد السائحين بين البلدين. وأكدنا أهمية تنفيذ العقد المبرم لتوريد 1350 عربة قطار سكك حديدية من المجر، خلال الأطر الزمنية المتفق عليها، وتطرقنا إلى ضرورة بحث سبل التعاون المشترك لتوطين صناعة عربات السكك الحديدية في مصر.
وتناولت مباحثاتنا كذلك أهمية مواصلة العمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات النقل، التجارة، الصناعة، الطاقة، السياحة، الزراعة والري وإدارة المياه، وكذلك في مجالي الثقافة والتعليم. وهنا، أودُ أن أتقدم بجزيل الشكر إلى رئيس الوزراء فيكتور أوربان، على قرار السلطات المجرية بزيادة عدد المنح الدراسية الجامعية وما بعد الجامعية المقدمة لمصر لتصبح 200 منحة سنويًا، بدءًا من العام الدراسي 2023/2024، كما أُعرب عن تطلعنا لزيادة عدد تلك المنح مجددًا في المستقبل في ضوء الاستفادة التي يحظى بها الطلاب المصريون من المنح المجرية ومن الدراسة في المجر.
وأضاف: "تم أيضًا خلال المباحثات تبادل وجهات النظر إزاء الأزمات الدولية والإقليمية التي يمر بها عالمنا اليوم، لا سيما في الشرق الأوسط وأوروبا، إذ يوجد تقارب كبير في وجهات النظر بين البلدين في هذا الصدد، من حيث ضرورة التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة الروسية الأوكرانية، في أقرب فرصة ممكنة، تحقيقًا لمصالح الشعوب وإنهاءً للمعاناة الإنسانية، وللحد قدر المستطاع من العواقب الاقتصادية الهائلة، التي ترتبت على استمرار تلك الأزمة، التي جاءت بعدما مر العالم بظروف صعبة غير مسبوقة على إثر تفشي جائحة كورونا.
وأكدنا ضرورة مواصلة التعاون المشترك بين البلدين في مجالي الهجرة غير المشروعة ومكافحة الإرهاب، أخذًا في الاعتبار النجاح الكبير الذي حققته مصر في هذين الموضوعين.
وفي الختام، أرحب مجددًا برئيس وزراء المجر "فيكتور أوربان"، والسيدة قرينته، في مصر، ضيفين عزيزين على مصر وشعبها، وأتمنى لهما إقامة سعيدة.