حوار: سمر عيد - عدسة: خالد الخادم
هى أحد العلماء الذين كان لهم إسهام كبير فى مجال الكمياء النباتية، ترى أن اهتمام الدولة بزراعة النباتات والأعشاب الطبية السبيل إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى فى الدواء، ولعملها الدؤوب فى هذا المجال حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات، كان آخرها جائزة النيل للتفوق العلمى والتى تعتبرها "نوبل مصر"، د. فايزة حمودة التى كرمها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الاحتفال بيوم العمل ضمن عدد من أفضل علماء مصر.
وحول رؤيتها لمستقبل البحث العلمى فى مصر ودور المرأة فى النهوض به، وأجدد أبحاثها فى مجال الكمياء النباتية كان لنا معها هذا الحوار..
وعن بدايتها مع الأبحاث العلمية تقول: حصلت على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة، والتحقت بالمركز القومي للبحوث، وحصلت على درجتى الماجستير والدكتوراه، ومع مجموعة من علماء مصر أنشأت وحدة بحوث النباتات الطبية والعطرية بالمركز، كما ألقيت عددا من المحاضرات في كليات العلوم المختلفة في أنحاء الجمهورية، ونشر أكثر من 140 بحثا في مجال كيمياء النباتات الطبية في المجلات العلمية العالمية منها 92 بحثا لمؤسسة "سكوبس"، و27 بحثا في مجلات دولية أخرى، و15 بحثا في دوريات محلية، بالإضافة إلى الإشراف على أكثر من 20 مشروعا بحثيا مع منظمة الغذاء والدواء الأمريكية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومرفق البيئة العالمي والاتحاد الدولي لصون الطبيعة، إلى جانب إشرافى على 80 رسالة دكتوراه وماجستير.
وماذا عن تعاونك مع القوات المسلحة المصرية بمنطقة وادي الشيح؟
كان ذلك مشروعا مشتركا بين المركز القومي للبحوث وأكاديمية البحث العلمي, وبالتعاون مع جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة وإحدى شركات إنتاج الدواء لزراعة نبات شوك الجمل, الذي ننتج منه مادة "السيليمارين", التي تستخدم في إنتاج علاج الفيروس الكبدي الوبائي"سي" بدلا من استيراده من الخارج بملايين الدولارات، وخلال هذا المشروع قمنا بزراعته في عدة محافظات.
وهل يمتلك المركز الإمكانيات الكافية لإنتاج هذه المادة وتصنيع الدواء محليا؟
لا أريد استباق الأحداث ولكننا بالفعل نجحنا فى استخلاص المادة الخام لـ"السيليمارين"، ونعمل حاليا على عمل بروتوكولات تعاون بين جميع الهيئات المشاركة لإنتاج هذا الدواء محليا.
أنشأت جائزة علمية بالمركز القومي للبحوث، فماذا عنها؟
هى جائزة سنوية تحمل اسمي في مجال كيمياء النباتات الطبية والعطرية لشباب الباحثين، يحصل عليها من يتفوق في مجال البحث العلمي، وقريبا جدا سأعلن عن جائزة أخرى، والهدف من هذه الجوائز تشجيع الشباب على تقديم الجديد في البحث العلمي.
كيف نقنن العلاج بالأعشاب خاصة فى ظل وجود عطارين غير مؤهلين يمتهنون تلك المهنة؟
هناك ما يسمى بدستور الأدوية ويتضمن المواصفات القياسية للمنتج الدوائى، كما ينص على ضرورة وصفه من قبل طبيب، أما بالنسبة للمكملات الغذائية المنتشرة بالتليفزيون وعلى شبكة الإنترنت فلابد أن تخضع للرقابة الدوائية، وعلى المواطنين عدم استخدامها إلا بعد التأكد من تسجيلها بالهيئة القومية لسلامة الغذاء والدواء.
صفى لنا شعورك عند حصولك على جائزة النيل، وبعدها تكريم الرئيس لك كواحدة من أفضل علماء مصر؟
لا شك أن جائزة النيل تعد تكريما لأي عالم مصرى لذا كنت سعيدة جدا بهذه الجائزة، لكن ما شعرت به عند تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي لى يصعب وصفه، وقلت له إنه أفضل تكريم وأعظم جائزة لمصر وشعبها، وأنا أدعو الله أن يوفقه في النهوض بهذا الوطن، وأشكره من كل قلبي على الاهتمام بعلماء مصر ودعم البحث العلمي.
ما تطلعاتك في مجال عملك؟
أحلم أن تنتج مصر كل الأدوية التي نستوردها من الخارج، وأن نزرع كل النباتات الطبية المستخدمة في تصنيع كافة الأدوية، كما أتمنى صناعة الأجهزة التكنولوجية التى تساعدنا على استخلاص النباتات الطبية والعطرية فى أوقات قياسية.
وماذا عن نشاطك فى مجال العمل الاجتماعى؟
أرأس حاليا مجلس إدارة الجمعية العامة لرعاية المرأة التي كانت ترأسها قبلي د. آمال عثمان، وزيرة الشئون الاجتماعية السابق، كما أنني كنت عضوة سابقة بمجلس الشورى المصري في الفترة من 1990 إلى 1993, وكان لي دور كبير في سن بعض القوانين المهمة مثل قانون منع استخدام الألوان الصناعية في ألبان وحلوى الأطفال، بالإضافة إلى أننى توليت منصب مستشار لرئيس المجلس، وكنت عضوة بلجنة التعليم والتدريب والبحث العلمي بالمجلس القومي للمرأة، إلى جانب اهتمامى بالمرأة المعيلة فهى همى الأكبر ومجال صحة المرأة .
وما تقييمك لوضع المرأة المصرية على خارطة البحث العلمي؟
مما لا شك فيه أن المرأة أخذت حقها تماما كعالمة, وأكبر دليل أن 52% من الباحثات في المركز القومي للبحوث من النساء اللائى حققن إنجازات لم يسبق لها مثيل وحصدن جوائز كثيرة، كما أن المجلس يخصص جوائز للنساء في هذا المجال اعترافا منه بدور المرأة المهم فى النهوض بالبحث العلمى.