الأربعاء 29 مايو 2024

بالصور.. مجزر «المعيصم» بـ«منى» يذبح 3 آلاف خروف أضحية في الساعة

28-8-2017 | 14:49

تقرير: صلاح البيلي

على بعد قرابة 1.5 كيلومتر من مخيمات الحجيج بمنى، يوجد مجزر "المعيصم" - الوحيد الذي يقوم بذبح الأضاحي عن الحجيج - خاصة الحاج المتمتع بالعمرة إلى الحج، وكذلك كل من عليه دم.

المجزر يتولى الذبح والتقطيع، ثم تعبئة اللحم وتغليفه وتبريده تمهيدا لإرساله لفقراء المسلمين في كل مكان، بدلا من ذبح الأضاحي وتركها نهبا للعراء، كما كان يحدث قبل سنوات.

وهناك طريقتان للذبح إما أن يقوم الحاج بشراء صك الأضحية من مكة وهو بقيمة 500 ريال من أحد فروع البنوك المخصصة لذلك أو الأكشاك الموجودة في الشوارع المحيطة بالحرم المكي وهي الطريقة السهلة التي يتبعها أغلبية الحجيج ليتولى البنك الذبح وكيلا عن الحجيج، وبذلك لا يذهب الحاج للمجزر ولا يأخذ نصيبه الشرعي من لحم أضحيته فقط يأخذ صكا معتمدا بأنه ذبح ودفع ثمن أضحيته .

أما الطريقة الثانية التي يتبعها قليلون جدا وكنت منهم، أن يذهب الحاج بنفسه من أول أيام عيد الأضحى المبارك - عصر رابع يوم - لمقر المجزر في منطقة "المعيصم" بمنى، ومن على بوابة المجزر يشتري نفس الصك بـ 500 ريال سعودي للأضحية، وله الحق في أن يدخل بنفسه للمجزر ويسحب "الخروف" الذي يروق له من حظيرة المواشي، ثم يأخذ به للمذبح ليذبحه بيده إن كان ذابحا بحسب السنة أو يدفعه للجزار، الذي يذبحه في ثواني ويكون مصيره كزملائه يتم سلخه وتقطيعه وتقسيم لحمه وتعبئته وتبريده؛ تمهيدا لنقله للموانئ والمطارات ليذهب لفقراء المسلمين في كل أرجاء العالم الإسلامي، ويتم أيضا تعبئة قلوب وكبد الخراف في صالات معدة لذلك ملحقة بالمجزر .

 

ويكون من حق صاحب الصك الذي اشتراه من المجزر أن يذهب لصالة تقسيم اللحم، ويدفع الصك للشباك فيعطونه ثلث أضحيته بحسب السنة، ويذهب بها فرحا يطعم من أضحيته هو وأهل بيته وأصحابه في مخيمات منى طيلة أيام التشريق الأربعة، حيث تتراص نساء حبشيات بـ"طشوت" واسعة ويقمن بتقسيم اللحم لقطع صغيرة وطهيها.

المفاجأة أن جميع الجزارين الشباب العاملين داخل المجزر من مصر، حيث يتولون ذبح وسلخ وتقطيع نحو 3 ألاف خروف في الساعة الواحدة، في مهارة ودقة وانضباط وحرفية لا توجد في غير الجزار المصري، وأيضا هؤلاء الجزارون مثلهم مثل سائقي الحافلات يؤدون فريضة الحج، فهم في مهمة عمل وعبادة في وقت واحد .

حقا الذهاب للمجزر رغم أنه بعيد إلى حد ما عن مخيمات منى؛ إلا أنه متعة لمن خاض التجربة بنفسه، وذبح بيده وأخذ نصيبه من اللحم ولم يكتف بدفع ثمن أضحيته في مكة، وأخذ الصك بذلك مع أن هذا الأمر الثاني جائز شرعا بحسب إجماع كل العلماء وهو رخصة لمن لا يقوى على الذهاب للمجزر، أو قد لا يقوى على رؤية الدم.

 وهنا يكون البنك مصدر الصكوك وكيلا عن الحجيج في الذبح، ولكن يبقى خوض تجربة الذبح في المجزر ومشاهدة ذبح الأضحية، وأخذ ثلثها متعة لا تساويها متعة بعد الفراغ من وقفة عرفات ورمي جمرة العقبة الكبرى أول أيام العيد، حيث يجوز للحاج بعدها أن يتحلل من إحرامه بعد قص شعره ورمي جمرة العقبة الكبرى.. وعدنا الله وإياكم.