الخميس 16 مايو 2024

"الفاو" تدعو الدول إلى تقديم مزيد من الدعم لصغار المزارعين

14-2-2017 | 16:57

حذر جوزيه جرازيانو دا سيلفا، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، من عدم التحرك الآن لجعل أنظمة الأغذية أكثر صموداً وقدرة على مواجهة التغير المناخي، ما سيهدد بشكل كبير إنتاج الغذاء في العديد من المناطق، ويمكن أن يؤدي إلى فشل الجهود الدولية للقضاء على الجوع والفقر المدقع بحلول 2030.

وقال "دا سيلفا"، خلال اجتماع مائدة مستديرة حول التغير المناخي في القمة العالمية للحكومات المنعقدة في دبي، "إن الزراعة هي المفتاح لحل اثنتين من أكبر المشاكل التي تواجهها البشرية في الوقت الحالي، إذ أنها تقضي على الجوع والفقر، وتسهم في الحفاظ على ظروف مناخية مستقرة تزدهر فيها الحضارة".

وأكد على ضرورة دعم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في الدول النامية؛ لمساعدتهم على التكيف مع التغير المناخي.

وأضاف: "الغالبية العظمى من الذين يعانون من الفقر المدقع والجوع يعتمدون على الزراعة في معيشتهم، وهم الأكثر عرضة لتأثيرات الاحتباس الحراري والظروف الجوية غير المستقرة".

وأشار المدير العام لـ"الفاو" إلى وجود طرق مبتكرة يمكنها أن تساعد هؤلاء المزارعين على تحسين محاصيلهم وبناء صمودهم، بينها السماد الأخضر والاستخدام الأوسع للمحاصيل المثبتة للنيتروجين، وتحسين الإدارة المستدامة للتربة، وتقنيات الحراجة الزراعية، ودمج الإنتاج الحيواني في نظم المحاصيل.

وأوضح "دا سيلفا" أن المزارعين يواجهون عوائق جسيمة، بينها نقص الحصول على الأموال وعدم القدرة على الدخول إلى الأسواق، والافتقار إلى المعرفة والمعلومات، وانعدام الأمان بشأن ملكية الأراضي، وارتفاع تكاليف تغيير الممارسات الحالية.

ولفت إلى أن 70 بلداً تفتقر إلى أجهزة الرصد الجوي، فيما تعمل "الفاو" مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لتطوير خدمات منخفضة التكلفة تصلح للمزارعين لتلبية احتياجاتهم في هذا المجال.

وأكد المدير العام لـ"الفاو" أن مواجهة تقلبات الطقس الذي أصبح من الصعب توقع ما سيكون عليه، تحتاج من صغار المزارعين الوصول بشكل أفضل إلى أنواع أخرى من التكنولوجيات والأسواق، والحصول على المعلومات والتمويل وتحسين شروط ملكية الأراضي وتحسين البنى التحتية للزراعة.

وتابع: "إن التأقلم مع التغير المناخي مجد اقتصادي، حيث إن فوائد التأقلم هي أكبر بكثير من كلفة تأثيرات التغير المناخي"، مؤكدًا على أهمية بذل الجهود على المستوى الوطني، ومشيراً إلى استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن التنويع الغذائي والأمن الغذائي والتغير المناخي، كمثال على ذلك.

مواجهة ندرة المياه

وأكد المدير العام لـ"الفاو" أن إدارة المياه من بين القضايا المهمة التي يجب العمل عليها، مشيرًا إلى أن ملايين المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في العالم يعانون في الوقت الحالي من مشكلة ندرة المياه التي من المرجح ان تتفاقم نتيجة التغير المناخي.

وقال إن هذا هو السبب الذي دفع المنظمة وشركائها خلال مؤتمر التغير المناخي الذي نظمته الأمم المتحدة مؤخراً، إلى إطلاق إطار عمل عالمي حول ندرة المياه في الزراعة يهدف إلى دعم الدول النامية على وضع سياسات وبرامج أقوى للاستخدام المستدام للمياه في الزراعة.