غالبًا ما ينحصر رد فعل الآباء عندما يخطئ الطفل ما بين التوبيخ والتعنيف، دون محاولة استثمار هذا الخطأ في تعليم الطفل التصرف الصحيح، فيكون الخطأ فرصة ووسيلة لتقويم سلوك الطفل.
 

في هذا السياق تقول الدكتورة إيمان شريف أستاذ علم الاجتماع، إنه من الطبيعي أن يخطئ الطفل لأن خطأه هو وسيلته الرئيسية لتعلم الصواب، مشيرة إلى أنه عندما يخطئ الطفل غالباً ما ينحصر رد  فعل الكبار في عقاب الطفل وتوبيخه وغيرها من الممارسات الغير تربوية التي يكون لها انعكاسات سلبية على الطفل، والتي تزيده في كثيرا من الأحيان تمردًا وإصراراً على تكرار الخطأ، أو قد تزرع فيه الخوف ما يجعله أكثر انطوائية وخجلا كما يضعف ثقته بنفسه.
 

 وأشارت إلى أنه على الآباء مسئولية كبيرة إذا ما رغبوا في أن يستفيد أبنائهم من أخطائهم بشكل إيجابي، وذلك من خلال الحرص على تفهم طبيعة الخطأ الذي وقع فيه ومساعدته على إصلاحه، فعلى سبيل المثال في حالة وقوع الطفل في خطأ إنساني ,كإهانة أحد زملائه على سبيل المثال أو التعامل بأسلوب غير لائق مع شخص أكبر منه في العمر فإنه يفضل توضيح للطفل الخطأ الذي وقع فيه بقدر من الهدوء  والحوار وتعليمه قيمة الاعتذار للأخر وأثر ذلك على تحسين علاقته بالأخرين ومحاولة استخلاص له بعض القيم التربوية مما ارتكبه من خطأ كاحترام الكبير  وحسن معاملة الرفاق والأصدقاء .
 

وأضافت أما الأخطاء المادية الغير مقصودة والتي يقع فيها الطفل كأن يفسد أو يكسر شيئ من الأدوات المنزلية , فلا يجب مبادرة الطفل بالعقاب خاصة وإن كان خطأ غير مقصود , أما إذا كان خطأ متكرر ومقصود من الطفل فلابد من البحث عن الأسباب المؤدية ,فقد يكون وسيلة لتفريغ شحنات عنف مكبوتة لدى الطفل بسبب وجود مشكلة نفسية.