الإثنين 1 يوليو 2024

في ذكري رحيله..ناجي العلي يحضر دائمًا رغم الغياب !

29-8-2017 | 16:13

الحقيقيون هم فقط من تدوم حيواتهم رغم الرحيل، سواء كان رحيلا هادئا أو مدويا كرحيل أهم الفنانين الفلسطينيين الذين عملوا على ريادة التغير السياسي باستخدام الفن "ناجي العلي" الذي تواكب ذكري وفاته الثلاثين اليوم 29 أغسطس بعد أن صوبت فوهة مسدس مأجور علي رأسه يوم 22 أغسطس عام 1987 في مقر إقامته بلندن، وظل متشبثًا بالحياة خمسة أسابيع حتى فاضت روحه وسط أسئلة حائرة لم تفك شفرتها إلي اليوم..

من قتل ناجي العلي؟

دفن ناجي بالعاصمة البريطانية بمدافن المسلمين في "بركوود" عن عمر يناهز 51 عاما بعد أن رفضت السلطات الإسرائيلية تنفيذ وصيته بدفنه في قريته «الشجرة»، ولم يتم دفنه فى مخيم «عين الحلوة» بلبنان الذى عاش فيه، لكن روحه قد عادت إلى «الشجرة».

يكتنف الغموض اغتيال ناجي العلي، فدمه قد تفرق بين القبائل، هناك من يقول إن الموساد الإسرائيلي هو المسؤول عن اغتياله، والبعض الآخر يقول إن منظمة التحرير الفلسطينية هي الفاعلة، كونه رسم بعض الرسومات التي تمس القيادات آنذاك، بل ذهب البعض بالقول إن للرئيس الراحل ياسر عرفات ضلوعًا في مقتله، وتبقي حقيقة مؤكدة، أن ناجي العلي كان صداعًا في رأس الكثيرين وكشفت رسوماته ستارًا لدى البعض الآخر، فكان مصيره المحتوم.

ولد ناجى العلى فى قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، بعد احتلال إسرائيل لفلسطين حيث هاجر مع أهله عام 1948 إلى جنوب لبنان وعاش فى مخيم عين الحلوة، ثم اعتقلته القوات الإسرائيلية وهو صبي لنشاطاته المعادية للاحتلال، فقضى أغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها، وكذلك قام الجيش اللبناني باعتقاله أكثر من مرة وكان هناك أيضًا يرسم على جدران السجن.

ناجي العلي من مدرسة الفن الثوري المبدع المقاوم الرافض للاستسلام أو المهادنة مع الكيان الصهيوني وما يشبهه في أي بقعة في العالم، حمل روحه على كفه وانطلقت رسوماته تفضح وتفصح عن ممارسات الصهاينة في أبناء وطنه الجريح، وكذلك كل من يحمل ظلما علي الإنسان، فكانت لديه شخصيات رئيسية بخلاف"حنظلة" تتكرر في رسومه، شخصية المرأة الفلسطينية "فاطمة"، هي شخصية لا تهادن، رؤيتها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها، وشخصية السمين ذي المؤخرة العارية ممثلًا به القيادات الفلسطينية والعربية المرفهة والخونة الانتهازيين.

وشخصية الجندي الإسرائيلي، طويل الأنف، الذي في أغلب الحالات يكون مرتبكا أمام حجارة الأطفال، وخبيثا وشريرا أمام القيادات الانتهازية.