اعترف قطب الإعلام المحافظ روبرت مردوخ للقضاء الأمريكي أن قناة "فوكس نيوز" التي يملكها رددت أكاذيب دونالد ترامب وأنصاره الذين ادعوا في نهاية عام 2020 أن الانتخابات الرئاسية قد سُرقت منهم، وفقًا لوثيقة محكمة.
وسلطت شكوى تشهير تم تقديمها في عام 2021 في ولاية ديلاوير (شمال شرق)، وتم الإعلان عن جزء منها في 16 و 27 فبراير، الضوء على العلاقات المتدهورة بين مردوخ، وهو ملياردير أسترالي أمريكي يبلغ من العمر 91 عامًا يملك مجموعة "نيوز كوربوريشن" الإعلامية، وترامب، الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الذي هزمه جو بايدن في انتخابات 7 نوفمبر 2020.
لذلك، منذ ليلة الانتخابات وحتى الهجوم على الكابيتول في 6 يناير 2021، وندد مردوخ ومديروه التنفيذيون في فوكس نيوز وسخروا من أكاذيب أنصار ترامب حول الانتخابات المسروقة المزعومة.
وردت هذه الخطابات في رسائل بريد إلكتروني ورسائل نصية بين المديرين التنفيذيين لشركة فوكس و"نيوز كوربوريشن"، والتي تم تضمينها في ملف هذه الدعوى المدنية ضد شركة فوكس التي رفعتها الشركة المصنعة لأجهزة التصويت الإلكترونية، "دومينيون فوتينج سيستمز".
تعتقد دومينيون، التي تسعى للحصول على تعويضات بقيمة 1.6 مليار دولار، أن قناة فوكس نيوز أرادت الإضرار بسمعتها. وزعمت القناة التليفزيونية المحافظة على الهواء أن أجهزتها كانت ستستخدم لتشويه نتائج الانتخابات الرئاسية في عدة أماكن في الولايات المتحدة.
تم الكشف عن الجزء الأكبر من ملف القضية، التي يعود تاريخها إلى مارس 2021 ويناير 2022، قبل عشرة أيام من قبل محكمة في ديلاوير وستجرى المحاكمة في أبريل.
وتظهر الشهادة التي أدلى بها مردوخ أمام محامي دومينيون في يناير الماضي أن اعتراف رجل الأعمال بأن مذيعي قناة فوكس نيوز، بمن فيهم لو دوبس، قد "أيدوا" أنصار ترامب على الهواء. ومع ذلك، سمحت إدارة القناة ببث نظريات أنصار ترامب غير المؤكدة على الهواء.
كما أكد مردوخ أنه كان لديه شكوك بشأن اتهامات الاحتيال التي وجهها ترامب بعد فوز بايدن في 20 يناير 2021.
واعترف مردوخ، الذي بدأت علاقاته مع ترامب بالتدهور في نوفمبر2020: "بالنظر لما حدث، أتمنى لو شجبناهم بقوة أكبر". كانت القناة على وجه الخصوص هي الثانية التي أعلنت خسارة الرئيس السابق في ولاية أريزونا، وهي ضربة لمعسكر ترامب.
ومن جانب أخر، سخر رجل الأعمال الجمهوري، الذي يخوض حملة لإعادة انتخابه في نوفمبر 2024، عبر شبكته الاجتماعية "تروث سوشيال" قائلا "روبرت مردوخ يتخلى عن مذيعيه" من قناة فوكس، "التي تخشى الكشف عن مدى التزوير الانتخابي" في انتخابات 2020 الرئاسية.
في ذلك الوقت، ندد اثنان من أنصار ترامب، رودي جولياني وسيدني باول، عن تزوير مزعوم على نطاق واسع. بعد ذلك كتب مردوخ على الفور إلى رئيسة قناة فوكس نيوز ميديا ، سوزان سكوت، للتنديد بما أسماه "الشيء المجنون حقًا" و "المضر للجميع"، وفقًا للمحادثات بينهما التي تم الكشف عنها في 16 فبراير.
وفي الوقت نفسه، وصف المذيع على قناة فوكس نيوز تاكر كارلسون، في رسائل خاصة، جولياني وباول بـ"الكذابين". يوم الثلاثاء، طعنت القناة مرة أخرى في مضمون شكوى دومينيون، متهمًة إياها "بإساءة تفسير القانون والوقائع".