البعض يعتقد أن الحب بمفهومه العام رفاهية، فيكبتون مشاعرهم ولا يصرحون بها حتي لأبنائهم، وأحيانا ننسي أن نحب أنفسنا والاهتمام بها بسبب المسئوليات والضغوطات، فهل الحب رفاهية كما يعتقد البعض؟ في السطور التالية تجيبنا استشارية نفسية فتابعي التفاصيل معنا.
تقول الدكتورة نادية جمال الدين استشاري العلاقات الأسرية والارشاد النفسي أن البعض يعتبر الحب من الرفاهيات العاطفية، والحقيقة أنه من ضروريات الحياة ولا يعتبر من رفاهيات المشاعر، فالحب ليس المقصود به الحب العاطفي فقط بل كعاطفة، فأي شعور جيد نحسه يؤثر علينا في حياتنا اليومية وتعاملاتنا الحياتية، سواء كان في العمل أو البيت، والحب يؤثر علي تكوين شخصياتنا منذ الطفولة.
وتضيف أن الحب من الحاجات الأساسية لأي انسان مثل المأكل والمشرب والملبس، ومنبع الحب الرئيسي لنا منذ الطفولة هو الأب والأم، والعديد من علماء النفس صنفوا الحب من الضروريات ووضع في هرم الاحتياجات ، ولكن للاسف عندما نكبر يعتقد البعض أنه ليس مهم، أو يربوا أبنائهم أن الحب والمشاعر العاطفية أو المشاعر الطيبة شيء ليس جيد علي الاطلاق ويعتبرونه من الرفاهيات، ولكن علي العكس فمن الضروري إظهار الحب للأبناء والتعبير عنه لفظا وفعلا من خلال الكلام والحضن.
وتوضح الاستشارية أن المشاعر الإيجابية دائما تدعم الفرد وتحثه علي بذل المزيد من المجهود، فالشعور بأننا مقبولين ومحبوبين من الآخرين أمر حيوي لصحتنا وسلامتنا النفسية، فمن منا لم يقدم أفضل ما عنده عندما شعر بحب الاخرين من اسرته ودعم نفسيا من قبلهم؟ وتختم دكتورة نادية حديثها أنه يجب علينا أن نحب أنفسنا أيضا، ليس لدرجة الغرور ولكن بالدرجة الصحية التي لا تجعلنا نهمل أنفسنا أو ننساها من اجل الآخرين، فلو لم تحبي نفسك لن تستطيعي القيام بدورك حتي لو كان بسيط، لذا يجب أن تزيدي ثقتك بنفسك وتشعري بالاستحقاق دائما لتستطيعي الاهتمام بها وبالمحيطين والقيام بكل ادوارك بكل نجاح.