تواصل القوات الروسية تضييق الخناق على مدينة باخموت المحاصرة، في وقت اعترف فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن هذه المعركة "مؤلمة وصعبة" على الجنود الذين قد يجبرون على "التخلي" عن المدينة.

وأكد مؤسس مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية الخاصة يفجيني بريجوجين اليوم الإثنين، أن الجبهة بأكملها ستنهار في حال التراجع، ما سيعرض مصالح روسيا للتهديد، في ظل تقارير تشير إلى انسحاب وشيك للقوات الأوكرانية من أجزاء باخموت.

وفي السياق، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في كييف إن القوات العسكرية الروسية تواصل جهودها لتطويق مدينة باخموت في شرق أوكرانيا والاستيلاء عليها بالكامل، وأضافت "إنهم لا يتوقفون عن مهاجمة باخموت والمناطق المحيطة بها". وأوضحت أن المناطق المحيطة بباخموت تعرضت للقصف بقذائف الهاون والمدفعية، دون أن تذكر ما إذا كانت القوات الأوكرانية قد كسبت أو خسرت أي أراضي.

وبخلاف باخموت، أشارت هيئة الأركان العامة في كييف إلى أن القوات الأوكرانية تمكنت من صد هجمات أمس الأحد، وقالت إنه "كانت هناك أعمال هجومية فاشلة من قبل القوات الروسية بالقرب من أفدييفكا وشاختارسك في شرق البلاد"، مشيراً إلى أن قوات بلاده تمكنت من صد أكثر من 130 هجوماً معادياً في عدد من قطاعات الجبهة.

ومن جهته، قال مؤسس مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة إن قواته التي تشدد قبضتها الآن على مدينة باخموت الأوكرانية لا تحصل على احتياجاتها من الذخيرة، وإذا أُجبرت على التراجع ستنهار هذه الجبهة بأكملها.

وأكد معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، بأن القوات الروسية استولت على مواقع في باخموت قد تسمح لها بتجاوز بعض الدفاعات الأوكرانية، وأشار إلى أن الروس قد يحاولون محاصرة القوات الأوكرانية في باخموت، لكن القيادة الأوكرانية أعطت إشارة بأنها تفضل الانسحاب بدلاً من المجازفة بتطويقها.

كما أجرى المعهد تقييماً الأسبوع الماضي، توقع انسحاباً وشيكاً للقوات الأوكرانية من أجزاء من المدينة، وقال: إن "القوات الأوكرانية قد تجري انسحاباً محدوداً من الأجزاء الصعبة وخاصة شرق باخموت"، في الوقت الذي ستسعى فيه إلى منع تحرك القوات الروسية هناك وإغلاق طرق الخروج إلى الغرب.

وبحسب التقييم، لن يؤدي الاستيلاء على باخموت إلى منح المقاتلين الروس مكاسب نادرة في ميدان المعركة بعد أشهر من النكسات فحسب، بل سيؤدي إلى تمزيق خطوط إمداد القوات الأوكرانية والسماح لقوات الكرملين بالضغط باتجاه معاقل أوكرانية أخرى في مقاطعة دونيتسك.

وفي سياق منفصل، قال حاكم منطقة بيلجورود الجنوبية الروسية المتاخمة لأوكرانيا: إن "شخصاً واحداً على الأقل أصيب في المنطقة اليوم الإثنين بعد أن أسقطت القوات الروسية 3 صواريخ".

وأضاف الحاكم فياتشيسلاف جلادكوف على تطبيق تلجرام أن "الحطام المتساقط أدى أيضاً إلى سقوط بعض خطوط الكهرباء بالقرب من بلدة نوفي أوسكول ولكن لم يُعرف على الفورالنطاق الكامل للأضرار"، ولم يذكر جلادكوف من يعتقد أنه أطلق الصواريخ، لكنه اتهم في الماضي القوات الأوكرانية على الجانب الآخر من الحدود القريبة بشن هجمات مماثلة.