ليلة بكى فيها الرسول..حتى أنه بلل الأرض، وأوصى بها السيدة عائشة، هي ليلة النصف من شعبان، التي بدأت بعد مغرب اليوم وتستمر حتى فجر غدا الثلاثاء، وهي ليلة لم يختلف على أهميتها أو على ثوابها العظيم، وليلة ذكر فضلها عدد كبير من الأحاديث يعضد بعضها بعضًا ويرفعها إلى درجة الحسن والقوة.

دار الإفتاء.. ليلة النصف من شعبان سنة نبوية مطهرة

أكدت دار الإفتاء، السنة النبوية المطهرة على إحياء ليلة النصف من شعبان؛ فعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلا كَذَا أَلا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ».

فضل هذه الليلة

وعلى هذا تواردت أقوال علماء الأمة؛ فقد ذكر شيخ الإسلام تقي الدين السبكي في "تفسيره": [أن إحياء ليلة النصف من شعبان يكفر ذنوب السنة، وليلة الجمعة تكفر ذنوب الأسبوع، وليلة القدر تكفر ذنوب العمر كله] اهـ. نقله عنه الزبيدي في "إتحاف السادة المتقين" (3/ 427، ط. الميمنية.(

دعاء النصف من شعبان

اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، إِلَهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ".

الشيخ أحمد كريمة: ليلة النصف من شعبان لم يختلف عليها عالمٌ.

قال الشيخ أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: إن إحياء ليلة النصف من شعبان يكون بالصلوات والأدعية المشروعة..من بعد العشاء إلى مطلع الفجر.

وأوضح في تصريحات لبوابة دار الهلال: إن ليلة النصف من شعبان مشروعة وثابتة بالسنة النبوية وإجماع العلماء، من ذلك أخبار وآثار كثيرة: منها ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها: "أن النبي استأذن منها في نوبتها وحجرتها، فقال ذريني أتعبد لربي، وذهب إلى المسجد، ولما غاب عنها جاءت إليه فوجدته ساجدًا لله، وأطال السجود..حتى أنه بلل الأرض بدموعه؛ يدعو إلى الله تعالى دعاءً حارًا، فلما فرغ قال يا عائشة أتدرين أي ليلة هذه؟ قالت الله ورسوله أعلم..قال هذه ليلة النصف من شعبان، يطلع الله تعالى على العباد، فيغفر إلا لمشاحن.

وأكد إن ليلة النصف من شعبان هي ليلة لم يختلف على أهميتها عَالِم،ٌ مضيفًا وتحتفل المؤسسات الشرعية بها في مصر، حيث أرسل الرئيس السيسي نائبًا لحضور حفل رسمي عن هذه الليلة بتواجد وزير الأوقاف والمفتي والأزهر.