قال الدكتور محمد فايز فرحات مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن منطقة دول آسيا الوسطى ستتحول إلى منطقة تنافس على الأقل، والتحرك الأمريكي الجديد في هذه المنطقة يمكن وضعه تحت عنوانين.
وأضاف خلال استضافته في برنامج "كلام في السياسة" مع الكاتب الصحفي والإعلامي أحمد الطاهري، على شاشة "إكسترا نيوز"، أن العنوان الأول هو احتواء ومحاصرة النفوذين الصيني والروسي، لأن هذه المنطقة هي ساحة نفوذ ضخم ومنسق بين الصين وروسيا، وهو جزء لا يتجزأ من محاولة محاصرة النفوذين الصيني والروسي حول العالم، والعنوان الثاني هو محاولة لتصحيح أخطاء الاهتمام الأمريكي ببعض الأقاليم.
وتابع أن هذه المنطقة تعيش حالة اتفاق بين قادتها على محاولة صنع التوازن في هذه الفترة، فمن جهة تحاول الحفاظ على علاقاتها مع روسيا بسبب الجغرافيا السياسية والعلاقات التاريخية، ومع الصين باعتبارها اللاعب القادم بقوة في المنطقة، بمشروع الحزام والطريق مثلا، الذي تشكلت بموجبه مصالح بين دول المنطقة وبعضها وبالصين.
ولفت إلى أن أمريكا لا تستطيع الدخول في صراع مع الصين وروسيا، ولكنها تحاول أن تحافظ على التوازن في المنطقة، وأميل إلى النزول بسقف الممكن في السياسة الخارجية الأمريكية، لأن الجغرافيا السياسية أصعب بكثير من أن تهزمها الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكر أن مسألة الصين أصبحت عابرة للأحزاب والمؤسسات في الولايات المتحدة الأمريكية، وبايدن أكمل خطوات ترامب في السياسات ضد الصين، لكن البنية الأمنية الموجودة في هذه المنطقة تقوم على استبعاد الولايات المتحدة، فكل المنظمات والأحلاف الأمنية المنضمة لها دول وسط أسيا تقودها الصين وروسيا.