الجمعة 17 مايو 2024

مشروع قانون فرنسي لـ"ردع نجوم السوشيال ميديا" من استغلال أطفالهم لتحقيق الشهرة

البرلمان الفرنسي

عرب وعالم7-3-2023 | 16:28

دار الهلال

 يهدف مشروع قانون ينظر فيه البرلمان الفرنسي إلى منع الآباء الذين يسعون للحصول على الشهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من استغلال أطفالهم من خلال نشر صورهم على هذه الشبكات الاجتماعية.

وبدعم من حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، يستهدف مشروع القانون بشكل خاص مجموعة متزايدة من المؤثرين على "السوشيال ميديا"، الذين يكتسبون الشهرة والمال من خلال تأريخ حياة أطفالهم في ظاهرة تُعرف باسم "المشاركة"، بحسب صحيفة "the times" البريطانية.

نشر أكثر من نصف الآباء الفرنسيين صورا لأطفالهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر تسعة من كل عشرة صورا لأطفالهم عندما كانوا دون سن الخامسة. تمت مشاركة صور الطفل العادي على وسائل التواصل الاجتماعي 1300 مرة قبل سن 13 عاما، وفقا لمسح أجراه مرصد الأبوة والتعليم الرقمي.

وبحسب توماس رومر، مدير المرصد فإن بعض الآباء من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي يكسبون الآلاف شهرياً من "إلقائهم البطاطا المهروسة على وجوه أطفالهم".

واعتبر أن هذه الممارسات "ترقى إلى مستوى العنف الرقمي، رغم خوضنا معركة ناجحة لوقف الضرب والممارسات المهينة الأخرى".

ولاقى مشروع القانون الذي قدمه برونو ستودر، النائب البرلماني عن منطقة الألزاس، من حزب النهضة الذي يتزعمه ماكرون، استجابة كبيرة في ظل المدى الذي بلغه الآباء في نشر صور أطفالهم أمام الجمهور العام، وتعريضهم للإهانة في أغلب الأحيان.

ويهدف مشروع القانون الذي من المتوقع أن يجتاز المناقشة الأولى هذا الأسبوع، إلى "تعزيز خصوصية القاصرين، وتمكين قضاة محاكم الأسرة من حرمان الوالدين من حقوقهم في صور أطفالهم، ونقلها إلى طرف ثالث مثل اختصاصي اجتماعي. وسيُلزم الآباء بإشراك الطفل في قرار نشر صورته وفقا لسنه ودرجة نضجه".

وأصبح بعض الأطفال الفرنسيين نجوما يتابعهم آلاف الأشخاص، ويظهرون في مقاطع فيديو يُعدها آباؤهم على "تيك توك" و"إنستجرام" ومنصات أخرى.

وخلال السنوات الأخيرة الماضية، ظهرت العديد من "المقالب" التي ينفذها الآباء في أطفالهم مثل "تحدي الجبن" حيث يتم إلقاء قطعة جبن على وجوه أطفالهم وينشرون ردود أفعالهم، ومزحة "شرطة الأطفال"، والتي تعرض ردود فعل حينما يسمعون صوت ضابط شرطة وهمي يقول: "ابنك لا يطيعك. سنأتي لنأخذه ونضعه في السجن".

وحذر ستودر من أن الآباء من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي لا يدركون حقيقة أن 50% من الصور التي يجري تبادلها في منتديات الاستغلال الجنسي للأطفال مأخوذة من الصور التي ينشرها مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي لأطفالهم.

وقال: "بعض الصور التي ينشرها مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً صور الأطفال العراة أو الفتيات الصغيرات بملابس الرياضة، تثير اهتمام دوائر المهووسين جنسياً بالأطفال".

من جانبها، قالت شارلوت كوبل، وزيرة الدولة لشؤون الأطفال، التي أعلنت دعمها لمشروع القانون: "يمكننا تعليق حق الوالدين في التصرف في صور الأطفال إذا أساؤوا استخدامها بشكل خطير، وهذا ينطبق على من يستخدمون الصورة لكسب المال أو الشهرة".