الأربعاء 5 يونيو 2024

ياحجاج بيت الله.. بشراكم اليوم رحمةً ورضواناً

30-8-2017 | 17:35

بقلم – أحمد أيوب

قلبى تسكنه الأحزان شوقا، عيناى تذرفان دمعا، ورأسى يلامس الأرض ركوعا وخشوعا ولسانى ينطلق داعيا: اللهم بلغنى عرفات، حلم هو غاية المراد، ستر ربانى.. آه لو تحقق وكان مكتوبا لى على صخرة الممات، أنا عبد مشتاق للذة الحج ومتعة الإحرام، أنا باحث عن رضاء ربانى تلفنى رحماته بثوب أبيض تحلو به روحى وتسكنها السكينة من فرط الرضاء، أنا متيم بحب الحبيب، «أنا بدى أزورك يانبى وأملى نور عينى”، لا أبغى غير ركعتين ما بين قبره ومنبره تطال بهما درجاتى عنان السماء، أنا حالم بسعى بين الصفا والمروة أغسل به جسدى من ذنوب كثرت من فرط البحث فى دنيا الفناء ، أنا غارق فى بحر من الهموم متعلق بماء زمزم كى يرفع عنى بأمر الله كل البلاء.

أنا متيم بتلبية أكررها “ لبيك لبيك ربى” كى تطهر فمى بأريج عطر وتحفنى نسمات ارتياح لنفس موصولة بخالق لا يغفل عن عبد يلوذ به بعد عناء، أنا محلق من هنا فى أستار كعبة الأرض أطوف حولها داعيا المولى أن يتقبل منى الرجاء، أنا الخائف على بلد تشرف بذكره فى كتاب الله وكل أملى أن أنال الدعاء له فى باحة المسجد النبوى أو حضرة الكعبة كى يُتقبل الدعاء.

أنا العاشق.. أنا الغافل.. أنا الراجى.. أنا الساعى ، أنا كل ما على الأرض من ذنب ، لكن وهل من شك أن لى رباً هو خير من يقبل التوب ويبدل الذنب بخير الثواب، أنا ياربى عبدك الساعى إليك طلبا للعفو والصفح يامن لا ترد صاحب رجاء، أدعوك أن تكتب لى حِجة تغفر لى بها قبل يوم اللقاء، أرجوك أن تقبلنى ويسكن جسدى مسجى بين أطهر الخلق فى أرض البقيع أو تحت أرض حراء، دمعى ولو كان ملء البحر ما كفانى ندما على ما فرطت فيه من فرص كى أنال شرف المجيء إلى البيت الحرام، أنا مذنب بل أنا آثم يلوذ بباب الدعاء، رحماك يارب العباد، فقلبى معلق بالكعبة من بعيد، مشتاق لكن مع اشتياقى لا أملك إلا الدعاء، طامع لرفع الأيدى مناجيا من فوق جبل تشرف بأن سار عليه خير الأنبياء، رجوتك ربى ويقينى أنك ما خذلت عبدا، دعوتك وقلبى مطمئن لأن رحمتك تملأ الأرض عدلا.

أيا حجاج بيت الله كتبت لكم السكينة، نلتم الغفران وطابت خطاكم إلى الرحمن، لبيتم الدعوة لتكونوا أهلا لمحو ما فات من ذنوب، طبتم وطابت خطاكم، بشراكم اليوم رحمة من الله ورضواناً، وعلى نهجكم نسير، هنيئا لكم وعقبالى، حج مقبول وذنب مغفور، وتجارة مع الله أبداَ لن تبور.