يوم الحب أو عيد الحب أو عيد العشاق أو "يوم القديس فلانتاين"، وهو فى الأصل احتفال مسيحى، يحتفل به الكثيرون حول العالم فى الرابع عشر من فبراير من كل عام حسب الكنيسة الغربية، وفى السادس من يوليو حسب الكنيسة الشرقية.
الاحتفال فى الأصل هو بذكرى القديس "فلانتاين"، وفيه يُظهر المحتفلون مشاعر الحب والعاطفة، عن طريق إرسال بطاقات المعايدة أو بإهداء الزهور أو غيرها.
وتحمل العطلة اسم اثنين من الأشخاص لهما نفس الاسم "فلانتاين"، ويعتبرهم المسيحيون (شهداء) فى سبيل المسيحية فى بداية ظهورها، بعد ذلك أصبح هذا اليوم مرتبطًا بمفهوم الحب الرومانسى.
عيد الحب فى العصور الحديثة
قام "لى ايريك شميدت" بتتبع التغيرات التاريخية التى طرأت على الاحتفال بعيد القديس فلانتاين فى الأربعينيات من القرن التاسع عشر.
قال شميدت عن هذه: "لقد أصبح يوم القديس فلانتاين عطلة قومية فى البلاد على الرغم من أنه لم يكن كذلك فى الماضى".
وقد تم إصدار بطاقات عيد الحب بأعداد كبيرة من الورق المزين بزخارف الدانتيل لأول مرة فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت استر هاولاند والتى ولدت وعاشت فى ولاية ماسشوسيتس، والمولودة فى عام 1828 هى أول من أنتج هذه البطاقات، وقامت ببيعها بعد ذلك بوقت قصير فى عام 1847.
ومنذ عام 2001، قامت الرابطة التجارية لناشرى بطاقات المعايدة بتخصيص جائزة سنوية تحمل اسم "جائزة استر هاولاند" لأفضل تصميم لبطاقات المعايدة، وحسب الرابطة التجارية لناشرى بطاقات المعايدة فى الولايات المتحدة الأمريكية فعدد بطاقات عيد الحب، التى يتم تداولها فى كل أرجاء العالم سنويًا يبلغ حوالى مليار بطاقة، الأمر الذى يجعل هذا اليوم يأتى فى المرتبة الثانية بعد عيد الميلاد من حيث كثرة عدد بطاقات المعايدة التى يتم تداولها فيه.
وتشير تقديرات الرابطة إلى أنه فى الولايات المتحدة الأمريكية ينفق الرجال فى المتوسط ضعف ما تنفقه النساء تقريبًا على شراء بطاقات عيد الحب.
وقد حمل عدد من "الشهداء" المسيحيين الأوائل اسم فلانتاين.
أما القديسان المسيحيان اللذان يتم تكريمهما فى الرابع عشر من شهر فبراير، فهما: القديس فلانتاين الذى كان يعيش فى روما، وكذلك القديس فلانتاين، الذى كان يعيش فى مدينة تورنى.
الذى كان يعيش فى روما، وهو فى نفس الوقت قسيس المدينة، قتل حوالى عام 269 بعد الميلاد، وتم دفنه بالقرب من طريق "فيا فلامينا". وتم دفن رفاته فى كنيسة سانت براكسيد فى روما.
أما القديس "فلانتاين" الذى كان يعيش فى "تورنى" فقد أصبح أسقفًا لمدينة انترامنا "الاسم الحديث لمدينة تورنى" تقريبًا فى عام 197 بعد الميلاد، ويُقال: إنه قد قُتل أثناء فترة الاضطهاد التى تعرض لها المسيحيون أثناء عهد الامبراطورأوريليان.
وقد تم دفنه أيضًا بالقرب من طريق "فيا فلامينا"، ولكن فى مكان مختلف عن المكان الذى تم فيه دفن القديس فلانتاين، الذى كان يعيش فى روما.
لا يوجد أى مجال للحديث عن الرومانسية فى السيرة الذاتية الأصلية لهذين القديسين الذين عاشا فى بدايات العصور الوسطى.
وبحلول الوقت الذى أصبح فيه اسم القديس فلانتاين مرتبطًا بالرومانسية فى القرن الرابع عشر، فى حين أن الاختلافات التى تميز بين قديس روما، وتورنى قد زالت تمامًا.
ووفقاً للرواية الواردة فى كتاب "الأسطورة الذهبية"، فقد تم اضطهاد القديس فلانتاين بسبب إيمانه بالمسيحية وقام الامبراطور الرومانى كلوديس الثانى باستجوابه بنفسه.
نال القديس "فلانتاين" إعجاب كلوديس الذى دخل معه فى مناقشة حاول فيها أن يقنعه بالتحول إلى الوثنية، التى كان يؤمن بها الرومان لينجو بحياته، ولكن القديس فلانتاين رفض، وحاول بدلاً من ذلك أن يقنع كلوديس باعتناق المسيحية، ولهذا السبب، تم تنفيذ حكم الإعدام فيه.
صار اليوم عيد القدس "فلانتاين" عيداً للحب أو للمحبة على مستوى العالم كله، الكل يحتفل ويتبادل الهدايا ولا يعرف قصة الشهيد الذى ضحى بحياته فى سبيل عقيدته التى أحبها وعشقها.