الخميس 28 نوفمبر 2024

مقالات

إلا من أتى الله بقلب سليم

  • 9-3-2023 | 11:09
طباعة

إعراضك عن الدنيا وزخرفها معناه أنك أدركت المعنى الحقيقي لقيمتها، تجنبك البعض خشية الفتن لا يعني أنك في حالة حزن، إنما هى يقظة ضمير يعلم أن موقفه أمام رب العالمين ليس بالشيء اليسير، دعنا نتخلص من إلحاح البعض ومحاولاتهم المتكررة غير اليائسة في رغبتهم بالزج بنا في طريق يباعد بيننا وبين ما أمرنا الله به.

دعنا من لوم وعتاب يتخذ منه الآخرون سبيلًا لجعلنا نرى أوامر ربنا ونواهيه شيئًا يسيرًا، لسنا بناكرين أننا في زمن فتنة تتجمل يومًا بعد يوم لتصيب قلوب أغلب البشر بالتردد والتحايل على شريعة الله وسنة رسوله، هناك من يختفي في ظلمة ليلك ويتهيأ متدثرًا بثوب الفضيلة للإيقاع بك. 

فلنحذر ذلك، ولتكن أسماعنا وأبصارنا وأفئدتنا وديعة بين يدي الله، فكما خلقنا الله من عدم دون معرفة منا سيحول بيننا وبين هؤلاء ويدمر خططهم ويحيلهم عدمًا حتى وإن كانوا على قيد الحياة يتنفسون كذبًا وتبريرًا لدعوات الإفساد في الأرض.

ما تخطه يميني ليس جزعًا بقدر ما هو نصيحة أدفع بها لنفسي ولغيري، تحذير من تسفيه الذنوب وتصنيفها على هوى هؤلاء المغرضين الذين يتبعون أهواءهم ويستغلون الأطهار ليلوثوا صفحاتهم النقية ويعكرون وِردهم الذي طالما حرصوا على البقاء عليه طيلة سنوات أعمارهم السابقة شفافًا رقراقًا. 

رسالة لكل من أراد الآخرة وسعى لها سعيها، رسالة لمن يرجو لقاء ربه بقلب سليم، إياك والميل، فالميل قد يأخذك للأسفل وقد تثقل عليك الفتن فتسقط في أعماقها، لست أعني أن الجميع سواء وإلا ما كنت لجأت لكتابة مثل هذه الكلمات، فقط أعني اليقظة والحذر لكل ما يحاك لنا من قريب أو بعيد ، لسنا مطّلعين على نيات البعض، ولكننا أمرنا أن نطيع أوامر خالقنا ونُعرض عن الجاهلين؛ والجهل هنا لا يعني أمية القراءة والكتابة، بل يعني أمية تفسير وقراءة ما بين سطور هؤلاء الذين اشتروا دنياهم بآخرتهم.

اللهم ثبتنا على الحق الذي لا نخشى فيه لومة لائم، اللهم أنصرنا على أنفسنا في زمن تعددت فيه وجوه الفتن وأنماطها حتى أنها كادت أن تدرّس ويصبح في ساحتها علماء وفلاسفة ينشرون فكرها ويروجون لوجودها.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة