الثلاثاء 14 مايو 2024

«فرقة رمسيس» الحلم الأكبر ليوسف وهبي.. سنوات عودة الروح للمسرح المصرى!

سيد محمود

فن9-3-2023 | 17:15

سيد محمود

● لم تكن أحلام يوسف وهبي تكوين فرقة، أو إنشاء مسرح تجارى، فهو ليس كبقية الفنانين العاملين فى المسارح المنتشرة فى مصر، ولكنه فنان يمتلك إرثا، أراد أن يقدم مسرحا عالميا بما لديه من رؤية وفكر جديد.
يمكن القول بأنه لولا عودة يوسف وهبي من دراسته بإيطاليا، وإنشاؤه مسرح رمسيس على نفقته الخاصة، لاستمر المسرح الهزلي طويلا، ولتقلص دور المسرح المصرى الجاد كثيرا، فقد تأثر المسرح ولسنوات طويلة بالحالة المتردية التى مرت بها الفنون فى سنوات ما قبل ثورة 1919.
جاءت عودة يوسف وهبي من ميلانو بعناء على رسالة من والدته بأن والده قد توفى، وعليه إذن العودة لتلقى العزاء مع شقيقه القاضى محمود وهبى، وبعد أيام كشفت له والدته بأن ميراثه كما أوصى به والده هو "عشرة آلاف جنيها ذهبا"، لم يتردد يوسف الشاب العاشق للمسرح فى البحث عن صديقه وأستاذه عزيز عيد، الذى كان قد مل من حال المسرح فكل مسارح عماد الدين التى تجاوز عددها الخمسة عشر مسرحا منتشرة على الجانبين وحتى شارع رمسيس من الناحية الأخرى، تقدم مسرحا ما بين المنوعات والكوميديا، والاسكتشات الضاحكة، وتقلصت مساحة المسرح الجاد، وهو ما أوقف نشاط عزيز عيد الذى كان جالسا بأحد مقاهي شارع عماد الدين حينما مر يوسف بك وهبى بحثا عنه.
تنفس عزيز عيد الصعداء بلقاء عاشق للفن، يمتلك موهبة الكتابة والتمثيل والإخراج، وبدأت فكرة تأسيس وبناء مسرح رمسيس، فى عام 1923.
فالشارع الممتد ببنايات تقدم ألوانا من الفنون منها المنوعات بفرق منيرة المهدية، وعلى الكسار، وفرق أخرى تعرض أعمالا مقتبسة من المسرح الغربي، لجورج أبيض، والريحاني، دون أن تكون هناك فرق تقدم مسرحا مصريا خالصا. بدأ وهبى يكتب ويختار نجوم فرقته، على أن يقوم عزيز عيد بالإخراج .
أحلام يوسف وهبي لم تكن تكوين فرقة، أو إنشاء مسرح تجارى، فهو ليس كبقية الفنانين العاملين فى المسارح المنتشرة فى مصر، ولكنه فنان يمتلك إرثا، ولديه فكر جديد، ورؤية، أن يقدم مسرحا عالميا، وبالفعل تعاقد مع متخصصون فى الديكور والإضاءة من فرنسا، وتعاقد مع عدد كبير من الفنانين المعروف عنهم حبهم للمسرح أمثال حسين رياض، استيفان روستي، روزا اليوسف، فاطمة رشدي، أحمد علام، حسن فايق، سرينا إبراهيم.. وغيرهم، وأن تبدأ الفرقة عملها خلال أقرب فرصة من التأسيس، وطلب من الجميع التفرغ، وأن يعكف هو على كتابة أول نص يقدم على خشبة المسرح ويخرجه أستاذه الذى كان قد اكتشف موهبته قبل سفره إلى ميلانو عزيز عيد فى عام 2016.
كتب يوسف وهبى فكرة العرض وبدأ جلسات العمل مع بعض أعضاء الفرقة، وفى أول أسبوع من شهر مارس عام 1923 انطلقت أول دقات مسرح جاد.. مسرح مصرى خالص بنجوم مصريين ومؤلف ومخرج مصريين. إذ تم افتتاح مسرح يحمل اسم "رمسيس"، وهو اسم مصري يهدف منه صاحبه إلى أن يتحدث العالم عن مسرح ينطلق من أرض مصرية وباسم يعبر عن قدم وحضارة المسرح.
قدمت الفرقة أول مسرحياتها "المجنون"، ولم تتوقف عروضها حتى انشغل يوسف وهبي بالسينما، التي أخذت الكثير من وقته، لكنه نجح فى أن يثرى المسرح فكتب أكثر من 53 عملا، وأخرج 41 عملا، وأنتج ثلاثة أعمال، ويرجع له الفضل فى إعادة المسرح إلى نهضته القوية بداية من 1023 وحتى ظهور أجيال جديدة.
قدمت الفرقة فى تلك الفترة مسرحيات "الطاغية"، "يد الله" و"ناكر ونكير" و"ألف ضحكة وضحكة"، "العدو الحبيب"، "الشبح"، "ابن الفلاح"، وانشغل يوسف وهبى بعد هذا الكم من الأعمال المسرحية فى سلسلة أفلام ليلى مراد ومنها أفلام "ليلى بنت مدارس، وليلى بنت الريف، وعريس من أسطنبول، وعاصفة على الريف، وبنت ذوات، وبرلنتى، وأصبح نجم السينما الأكثر انتشارا فى تلك الفترة، فتراجع دوره فى فرقة رمسيس.
ظل وفيا للفرقة حتى قدم من إخراجه مسرحية المليونير عام 1948، لأمينة رزق وفؤاد شفيق وكان هو بطلها أيضا. وعاد بقوة ليقدم للفرقة مسرحيات مستوحاة من الأحداث السياسية التى مرت بها المنطقة بسبب حرب فلسطين فقدم مسرحيات "شالومي" و"الصهيوني" و"اللص" و"عطيل" وقدم أكثر من عمل مسرحي ناجح، ومنها "شارع عماد الدين" وهى مسرحية باسم الشارع، وسفير جهنم، وأولاد الفقراء، والأيدى الناعمة، وراسبوتين، والخرس، والشيطان، وفى عام 1968 قدم مسرحية "غادة الكاميليا"، وفى 1969 مسرحية "بنت الهوى".
 وفى عام 1972 قدم يوسف وهبي من تأليفه وإخراجه وتمثيله مسرحيته الشهيرة "بيومي أفندي" مع أمينة رزق.. لينهى آخرها فيلم "السلخانة" للمخرج أحمد السبعاوى، بطولة مديحة كامل وسمير صبري، وعادل أدهم.

Dr.Radwa
Egypt Air