تتغاضي بعض الزوجات عن أخطاء زوجها، حتى لو وصل بها الأمر إلي حد الهوان والذل، وذلك تحت مسمى أنه لا يوجد كرامة بين الزوجين، مما جعل الكثيرات تأتي على أنفسهن إرضاءً للطرف الأخر،.. والنتيجة، سلسلة من التنازلات ألانهائية والتي تصل حد إهدار المرأة لكرامتها في بعض الحالات،.. الأمر الذي جعلنا نتساءل عن ماهية الكرامة وحدودها بين طرفي الزواج...
تقول الدكتورة رحاب العوضي أستاذ علم النفس السلوكي، أن هناك بعض النساء يتحملن أزواجهن لدرجة تصل إلي استعطافه وتحمل كافة أشكال الاهانة إرضاءً له ، مما يشيد بينهما حاجز نفسي لا يمكن هدمه أو التخلص منه لأن الحب يعوض أما الكرامة إذا أهدرت فلن تعود، بل قد يصل الأمر إلي ترسخ فكرة عدم الاحترام والعنصرية بينهما، وتحطم أسر بأكملها، وهؤلاء الزوجات لديهن خنوع وقدرة على تحمل الأذى وضعف شخصية ولا تضع لكرامتها حدود، وذلك تحت مسمى التضحية من أجل الأولاد والبيت، ويرجع ذلك لتربيتها منذ الصغر على العنف الأسري والضرب والتعرض للإهانة إلى جانب غياب التعلم والثقة بالنفس وفقدان الاعتماد على الذات والخوف من النظرة المجتمعية الوهمية، مما جعلها تقتنع أن هذا السلوك طبيعي وعليها القيام به.
وأضافت أستاذ علم النفس السلوكي أن فكرة تحمل الزوجة لشريك الحياة ينبغي أن تقوم على التبادل والمشاركة، لأن التحمل من طرف واحد هي فكرة مؤذية نفسياً وعقلياً وعاطفياً، ولابد من احترام الطرفين لبعضهما وتحمل شريك الحياة وقت غضبه أو ضيقه أو مروره بضائقة نفسيه، دون أهدار للكرامة، فقبول المهانة يعني معاناة صاحبه بنوع من المازوخية فيتلذذ من تعذيب نفسه ويدمن التحدث عن معاناته وتقديم المبررات، منوهة إلى نوعية من النساء ليس لديهن الرغبة الخلاص من تحمل المهانة اللفظية، وربما البدنية أو حتى الخيانة، متوهمين أن المرأة الذكية هي التي تفعل هذا ولا تشعر ان هذا الامر ينتقص من إنسانيها وكرامتها، ما ينعكس سلباً على أولادها ، فإهدار والدتهم لكرامتها يولد داخلهم شعور بعدم الاستقرار النفسي، النقص، الخوف المرضى من الآخرين، عدم الثقة بالنفس، والترقب.