كتب : ناصر جابر
منذ سنوات طويلة وأنا أتابع الشاعر والكاتب الكبير فاروق جويدة سواء كان كاتبا أو شاعرا وكنت ومازلت أراه علامة بارزة ومضيئة في بلاط صاحبة الجلالة وعلامة أيضا كفارس وشاعر الرومانسية والوطنية على مدى ما يزيد علي نصف قرن من الزمان.
الآن نراه إعلاميا ومقدما لبرنامج اعلامي في كل حلقة يقدم روشتة علاج للواقع الآليم الذي نعيشه ولبعض الاحداث الراهنة التى لعبت ومازالت تلعب دورا مؤثرا في المجتمع المصري ففي احدي حلقاته التي يقدمها على القناة الفضائية (دريم 2) تحت عنوان مع فاروق جويدة كشف الستار عن اشياء وأسرار ودق أجراس الخطر.
تحدث عن خطورة تشويه رموزنا السياسية حيث أكد أنه في أحد لقاءاته مع الفريق حسين الشافعي (وكان نائبا للجمهورية آنذاك) قال له الشافعي ان الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان عميلا للمخابرات الأمريكية وكانت تربطه علاقات مشبوهة بجهاز المخابرات الأمريكية (السي آي إيه) وتخابر على مصر.
وبكل وطنية وحب تحدث عن ثورة 25 يناير وأكد أنه مع هذه الثورة وان التاريخ لن يرحمنا عندما نتعمد تشويهها وتشويه شباب الثورة الذين ضحوا بحياتهم وأرواحهم من أجل الخلاص من نظام المخلوع مبارك الذي افسد - كما جاء على لسانه - الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وان هؤلاء الشباب انقياء وابرياء لم يدفعهم سوى حب وطنهم ولولا جهود جيشنا الباسل والعظيم لكانت مصر الآن في تمزق وانقسامات وإراقة دماء المصريين.
وبكل تعمق كان محللا سياسيا متميزا عندما اكد ان الاخوان المسلمين أساءوا الى الثورة والثوار ومصر كلها وكشف الستار عن جريمة كبرى حاولت جماعة الاخوان فعلها عندما حاولت ان تعقد اتفاقا شيطانيا مع الشهيد عمر سليمان عندما كان نائبا لرئيس الجمهورية بان يقوم شباب الاخوان بالتصدي للثوار وتفريقهم بالقوة في مقابل هبات ومنح رخيصة
واختتم حلقته كعادته بقصيدته (عتاب ..من الشهداء) التى كتبها منذ ثلاثة اعوام وهي من اروع واجمل ما كتب فاروق جويدة
هانت علي الاهل الكرام دمانــا حزن التراب يعانـــــق الأكفــانــــــا
وتفرقت بين الرفاق خـطــانــــــــــا يتعانق الدم الجسور علي الثري
عدنا إلي الميدان نسأل حلمنــــا كنا نراه كنيســــــــــة وأذانــــــــــا
بكت الربوع وحزنـهــا أبكــانــــــــا في ساحة الميدان صلـينا معـــــا
أين القلوب تضيء في أرجائــه قمنا حشودا نرجــــــــم الشيطانـــــا
وتزف شعبا في الصمــود تفانـي ؟ وتطوف في الميدان أرواح بــــدت
أين الرفاق وأين صيحات بدت فوق البيــــوت أزاهرا وجـنــانــــــــا
للكون بعثـا عاصفــــا أحيانـــــا ؟ الكون صلي.. والربوع تطهـــــــــرت
أين الشباب وقد توحد نبضهـــــم من رجس عهد مظـلــم أعمانـــــــا
وتجمعوا في بأسهــم إخـوانــــــا ؟ هانت علي الأهــــــل الكرام دمانـــــــــا
أين الحناجر كيف قامت صرخة هل تذكرون شبابنــــــــــا وصبانـــــا
كم أيقظت بصهيلها الفـرســانـــا ؟ والأرض تحضن بالدموع دمانــــا ؟!
وجه الشهيد وقد تناثـر في المدي ونطوف في صخب الشوارع لا نري
وغدا نجوما في دجي دنيـــانـــــــــا غير الرصاص علي المدي يلقانـــا
جسد يحلق في الأيادي سابحــا وقذائف القناص تطفئ أعينـــــــــــا
في حضن أم أشبعتـه حنـانــــــــا فـيتيه بين جنــــوده نشـــــــــوانـــــا
هانت علي الأهل الكـــرام دمــانـــــا لم يرحم العين السجينة في الأســـي
نامت علي الدرب الحزين جوانح رسم النهاية خســـة وهوانـــــــــا
وتجمدت خلف الرؤي أجفانــــــــا يلقي علينا النار وهي خجولــــــــة
والناس تسأل: ما الذي يبقي لنـــــا والنار ترحم بعضـهـــا أحيانــــــــــا
بعد الشهادة موطنـا ومكــــانـــــــا ؟ كنا نري أن الوفاء ضريبـــــــــــة
يوما غرسنا الحلم في أعماقنــــــا حق لمن وهـــب الحيـــاة وعانـــــي
حتي غدا في يأسنا بــــركانــــــــــا عدنا إلي الميدان نســـأل: ما بـــــه؟
أن نطلق الشمس السجينــــة بيننا صرخ الحزين وبؤســـــــه أدمانـــــــا
ليطل صبح من خريف صبانـــــــــا حين انتفضنا في الشوارع لم يكن
في ساحة الميـــدان كنا أمــــــــة سوق الغنائم مطمعـــــــا أغرانــــــــا
وهبت رحيق شبابها قـربــــانــــــــا هانت علي الأهل الكرام دمــانــــــــــا
أجسادنا كانت تلـــوذ ببعضهــــا