سوء الحظ الذي عاشر بيرم معظم سنوات حياته، قد حالف أعماله بعد وفاته، فلم يحظ إنتاجه بالتقدير اللائق بها من جانب النقاد والدارسين
لم يخرج شعر بيرم الفصيح عن الأطر التقليدية للبحور الخليلية التقليدية، وإن كانت هناك سمات خاصة بشعره فمن الممكن إجمالها في أنه أفاد كثيراً مما فى تراثنا من محاولات تجديدية
كان بيرم التونسي مولعا بالمعارضات، وهي من فنون التراث الأدبى القديم، وقد جدد بيرم في هذه الناحية فكان معارضته معارضة من نوع جديد لا نعلم أحداً غير بيرم برع فيه
لم يكن العقاد مجاملا حين أطلق علي بيرم التونسي لقب " عبقري الجيل "، فقد كان بيرم طاقة أدبية متفجرة وكانت إبداعاته، شعراً ونثراً، أكثر من أن تحصى
على الرغم من الحسى اللغوى والأدبى المرهف اللذين تميز بهما عقل وقلم بيرم التونسى، فإن صفة الزجال هى التي عرف بها حياً وميتاً فقد كان للمواويل والأغاني والأزجال التي عاشت في وجدان الشعب العربي بعامة والشعب المصري بخاصة، أثر كبير في تلقيب بيرم بـ " شاعر الشعب " وإضفاء صفة الزجال عليه بصورة تلازمية.
وقد ساعد على انتشار هذه الفكرة، ضآلة إنتاجه الفصيح من جهة، وإعراض النقاد ومؤرخي الأدب عن دراسة ذلك الإنتاج الفصيح الذى يتمثل في تلك القصائد القليلة التى نعرفها، وتلك المقطوعات التى تتخلل مقاماته التي نشرت في جزأين حتى الآن عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وفي تقديرى أن الحياة الشخصية المضطربة التي عاشها بيرم التونسي وما شهدته من تقلبات وما عاناه من عذاب النفى والتشريد ثم انهماكه في عدة أعمال صحفية لضمان لقمة العيش، ثم اندماجه فيما بعد في العمل الإذاعي والسينمائي والمسرحى، كل ذلك كان وراء قلة إنتاجه من الشعر الفصيح وغلبة اللغة الشعبية على فنه الشعرى بدليل هذا الكم الكبير من المواويل والأزجال التي خلفها والتي كان كثير منها أجزاء من أعمال أوبرالية أو مسرحية أو إذاعية قدمها بيرم فى مراحل مختلفة من حياته.
ويبدو أن سوء الحظ الذي عاشر بيرم معظم سنوات حياته، قد حالف أعماله بعد وفاته، فلم يحظ إنتاجه بالتقدير اللائق بها من جانب النقاد والدارسين. وظل معظم ما كتب عنه مجموعة من الكتيبات أو المقالات والبحوث التي قدمت في مؤتمرات أو في مناسبات مختلفة أحييت فيها ذكراه.
وإذا بحثنا في هذا الكم الضئيل مما كتب عنه عمن تناول أشعاره الفصيحة سنجد عملين اثنين هما :
- كتيب في نحو ثلاثين صفحة متوسطة من تأليف الأستاذ عبد الفتاح غبن نشر ملحقاً للعدد 2078 من مجلة الإذاعة والتليفزيون المصرية الصادر في 11 يناير 1975م.
- كتاب للشاعر عبد العليم القباني عنوانه " محمود بيرم التونسي " 1893- 1961 " يقع في نحو ستين ومائة صفحة صدر عن دار الكتاب العربي للطباعة والنشر بالقاهرة .
ومما يؤكد ما حدسناه من ملازمة سوء الحظ لإنتاج بيرم التونسي الفصيح أن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة أصدرت في مارس 1996 كتاباً تذكارياً عن بيرم التونسي يقع في ثلاث وتسعين ومائتى صفحة ويضم اثنى عشر بحثاً ليس من بينها بحث واحد يتناول شعره الفصيح بل يدور معظمها حول أزجاله ومقاماته ونقده للمجتمع .
لم يخرج شعر بيرم الفصيح في قوالبه الشكلية عن الأطر التقليدية للبحور الخليلية على الرغم من قدرته التشكيلية الهائلة التي تبرز أكثر وضوحاً في أزجاله. فجميع شعره الفصيح أتى في البحور التقليدية وإن كانت هناك سمات خاصة بشعره فمن الممكن إجمالها في أنه أفاد كثيراً مما فى تراثنا من محاولات تجديدية.
فقد كان بيرم التونسي مستوعباً جيداً للتراث العربى، وينقل صديقه عبد الفتاح غبن على لسانه شهادته عن استيعابه للتراث حيث يقول بيرم:
"لقد حفظت القرآن الكريم ودرست ستة كتب في تجويده وتلاوته بقراءته الثابتة عند أئمة الشريعة والدين . . واستوعبت دراسة الأدب العربي القديم من أمهات مصادره وشربته من أصفى ينابيعه ودرست البلاغة وعلوم اللغة وفقهها وأحطت بشواردها وأوابدها إحاطة السوار بالمعصم".
فإذا حاولنا أن نرى أثر ذلك فى شعره الفصيح – من حيث الشكل – فإننا نجد تلك القصة التي وردت فى كتاب "إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس" والتي تقول إن الخليفة هارون الرشيد كان يسير يوماً بصحبة وزيره جعفر البرمكى فوجدا فتاة تتغنى على بئر ماء بقولها :
قولي لطيفك ينثني
كي أستريح وتنطفي
دنف تقلبه الأكف
أما أنا فكما علمت
عن مضجعي وقت المنام
نار تأجج في العظام
على بساط من سقام
فهل لوصلك من دوام ؟
فسألها الخليفة: أهذا من مقولك أم من منقولك ؟ فلما قالت إنه من شعرها طلب إليها أن تمسك المعنى وتغير القافية فقالت :
قولي لطيفك ينثني
كي أستريح وتنطفي
دنف تقلبه الأكف
أما أنا فكما علمت
عن مضجعي وقت الوسن
نار تأجج في البدن
على بساط من شجن
فهل لوصلك من ثمن ؟
فكرر الخليفة سؤاله وطلبه فقالت أبياتها نفسها جاعلة كلمات دالية ثم عينية القافية مكان الكلمات الأربع الأخيرة من الأبيات.
مثل هذا التكنيك استخدمه بيرم فى إحدى مقاماته على لسان أحد المجاورين (طلاب الأزهر قديماً) واسمه المتيم بن ولهان الذي يصف وقفته في محطة الترام ناظراً إلى ساق إحدى الفتيات وقد مضى خلفها يقول متغزلاً في ساقها:
أيها الساق الذي قد دملجا
يتهادى يمنة أو يسرة
كلما سارت به ربته
كيف يلقاك محب واله
وتحاشى حجله أن يخرجا
خلفه أو خفة لا حرجا
خلتها عمداً تدوس المهجا
إن تمددت عليه ابتهجا ؟
قال المتيم بن ولهان: فمرت ولم تفهم فقلت إلى جهنم. ورجع إلى مكانه من محطة الترام فلما جاءت أخرى ذات نهد عظيم تبعها متغزلاً في نهدها وهو يقول:
أيها النهد الذي قد قبقبا
يتهادى يمنة أو يسرة
كلما سارت به ربته
كيف يلقاك محب واله
وغدا كالكأس حين انقلبا
فاتناً إفرنجها والعربا
أظهر الطيش وأبدى اللعبا
قد تلظى قلبه والتهبا
وقد كرر بيرم هذا اللون من التشكيل الفني في مقاماته أكثر من مرة وهو ملمح تراثى ملحوظ في غالب نتاجه الفصيح، وهناك ملمح آخر وهو اللزوميات التي تفرد أبو العلاء المعرى بالتوسع فيها في تراثنا الأدبى القديم حتى نسج على منوالها ديوانه الشهير المتفرد " لزوم مالا يلزم " وقد مارسها بيرم التونسى في شعره الفصيح ومن ذلك قوله ملتزماً قافية النون والكاف من قصيدته من شعره الجاد الذي يصف به سوء حاله ويتخيل نفسه يتحدث إلى محبوبة هي سليمى ويطلب منها أن توصل شكواه إلى طلعت باشا حرب مؤسس الاقتصاد المصرى الحديث والذى اقترن اسمه ببنك مصر الذى أسسه في العشرينيات يقول بيرم :
سليمى لم يكن بعدي
ولكن لم أكن ألقى
ولا قرشاً به أشري
عسى أن تصل الشكوى
هو الحرب الذي أضحى
لصد أو غنى عنك
بجيبي نصف افرنك
لعيني قطرة الزنك
لطلعت صاحب البنك
بمصر هازم الضنك
ومن لزوميات بيرم الفكاهة قوله في قصيدة (بائع الكفتة والكباب) يصف جلسة معهودة في الأسواق الشعبية حين يتحلق العامة حول باعة الأطعمة الذين لا تعنيهم صحة الناس في شىء فيبيعونهم الكفتة والكباب وما شاكلهما في ظروف صحية واجتماعية وأخلاقية يرثى لها:
وقدامهم حطوا صحون مخلل
ستصبح في مصر وزارة صحة
وتركب فيه المركبات سريعة
أرى للفتى الجربان في السوق نصبة
محبشة رقطاء تحسب نقطها
وحول الفتى رهط من الناس واقف
وقد جحظت أبصارهم من تلمظ
بحافات هاتيك الصحون هباب
بها يسبح الصياع، وهي عباب
شيوخ تردى تحتها وشباب
يباع عليها كفتة وكباب
من الفلفل الهندي وهو ذباب
عليهم دخان عابق وضباب
وعسر ازدراد بين ذاك سباب
وكتب بيرم محاولاً الإضحاك فإذا به ينظم هذه الأبيات الرائعة في تأمل الحياة، تختلط فيه السماحة بالألم والسخرية:
الأرض عندى كلها أرض فلا
والناس في نظري سواء كلها
ويغيظني أني رأيت جماعة
ولقد ضحكت من الجبابرة التي
باريسها تمتاز عن بيروتها
وشريفها ما امتاز عن عكروتها
حملت لتعرفها الدنى بكروتها
زلت بها الأقدام في جبروتها
ومما يتصل بهذا أيضاً ولع بيرم التونسي بالمعارضات وهى من فنون التراث الأدبى القديم، وقد جدد بيرم في هذه الناحية فلم يكن يعارض بالشكل الذي يعارض به معاصروه كشوقى وحافظ.
وإنما كانت موهبته الفنية تجعله يقلد أشعار معاصريه محاولاً تقمص شخصياتهم الفنية، فهي معارضة من نوع جديد لا نعلم أحداً غير بيرم برع فيه.
وقد تخيل بيرم أن مجموعة من شعراء عصره جلسوا يكتبون قصائد لهم عن زلزال قوى ضرب اليابان في الربع الأول من هذا القرن وكتب بيرم ما تخيل أن كل شاعر من هؤلاء كان سيكتبه ملتزماً الملامح الفنية الخاصة لكل منهم فقال على لسان خليل مطران:
تقطعت الأوصال من عزمة الفتى
عجبت وأرجاء السماء عريضة
تفجر صلصال الأديم وما درى
أفي كل يوم للسماء صواعق
وما الخطب إلا أن تقطع أوصال
عن الأرض أن يبقى على الأرض أثقال
على علمه أن البرية صلصال
وفي كل يوم للبسيطة زلزال ؟
ويتخيل بيرم التونسى ما يكتبه مصطفى صادق الرافعى عن الزلزال فيقول – على لسانه - ساخراً من جنوحه إلى الإثارة العاطفية والتفلسف والإغراق فى الفكر على حساب الحس والخيال الفني الذي يمنح الشعر بهاءه :
ما للورى ؟ هلك الورى ضل الورى
والموت ليس الموت بل هو نفسه
يا أمة الشرق قد أنزلت
أجدر بشعبك أن يعيد فخاره
إن كان من فوق الطبيعة من يد
أين الورى؟ ذهب الورى كهباء
يفنى فناء قبل أي فناء
بين الطبيعة من ذرى العلياء
بين الأنام بهمة قعساء
ما خلتها غير اليد الصفراء
أما حافظ إبراهيم فإن بيرم التونسى يقول على لسانه مستخدما طريقة نظمه التي تفضل البنية الخطابية الجهيرة التركيب لكي تناسب جهورية صوت حافظ الذى كان يتفنن في إلقاء شعره بنفسه فى المحافل والمنتديات :
بلد الشمس أي خطب دهاها
إيه يا مطلع الشمس لقد أظلمت
فطغى سفلها على أعلاها
ما بين ليلة وضحاها
حتى إذا وصل الشاعر أحمد رامى التقط بذكاء ما يميز شعر رامي من أن معظمه عن الحب، وأن كثيراً من القصائد التي كتبها رامي نونية القافية . . بل إن بعض التعبيرات التي استخدمها بيرم في تقليد رامى ما زالت تتردد في قصائده :
في رياض الهوى وتلك الجنان
واسقياني كؤوس ذكر حبيبي
خفق القلب وهو دار حبيبي
إن ما سألت عن خفق قلبي
خلياني فى سكرتى خلياني
واغلظا والحفا على السكران
ولهذا أخشى من الخفقان
لا تسل بعده عن اليابان
ويقول بيرم التونسي بأسلوب الشاعر إبراهيم عبد القادر المازنى الذى يظهر فيه اهتمامه برسم الصورة الشعرية ساخراً أيضاً من بعض التعبيرات التي استخدمها المجددون الرومانتيكيون الذين عرف عن المازني ولعه بهم :
تزلزل وجه الأرض والظهر حقبة
فألقت على صفر الوجوه غياهبا
تذوب خروق الدهر في مصنع الدجى
فلا يتولى وصفها غير شاعر
غداة تولتها أكف العصائب
أحاطت بلاد الصفر من كل جانب
فتدمي بخطب قاتم اللون ذائب
ولا يتولى سردها غير كاتب
أما من ناحية المضمون فإن شعر بيرم التونسي – وأزجاله كذلك – كان مثالاً للالتزام بقضايا عصره ومجتمعه وقد أغفلنا في هذا المقال قصيدته الشهيرة عن المجلس البلدى لكثرة ذيوعها. وتبقى كلمة نرجو فيها باحثينا الجادين في الجامعات أن ينهض أحدهم بعبء دراسة شعر بيرم الفصيح فما أجدره بالدراسة المتأنية الجادة .
مقامات بيرم التونسى
عندما أطلق العقاد على المرحوم بيرم التونسي لقب " عبقرى الجيل " لم يكن مجاملاً، فالعقاد كما هو معروف تخصص في تفسير أنماط العبقرية ودرسها دراسة مستفيضة في سلسلة عبقرياته، وقد كان بيرم التونسي طاقة أدبية متفجرة وكانت إبداعاته، شعراً ونثراً، أكثر من أن تحصى.
ولكن الذي غلب عليه أنه شاعر عامية يكتب بلغة الناس اليومية ناقداً أحوال الناس وسلوكياتهم الخاطئة في أسلوب قشيب وأزجال رشيقة خفيفة الدم. ولكن أروع إنجاز له باللغة الفصحى يتمثل إلى جانب قصائده الفصيحة في تلك المقامات التي نشرت حتى الآن في طبعتين :الأولى أصدرها الناشر المعروف محمد مدبولي، والثانية أصدرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب، إلا أن النشرتين كلتيهما مكتظتان بالأخطاء الطباعية التى تصم هذا العمل العظيم وتشوهه حتى ليكاد يصعب على القارئ الذى لا حظ له من اللغة الأصيلة أن يستوعب المقامة ويستمتع بها.
وإذا كان بديع الدين الهمذاني ـ صاحب أشهر مقامات في تاريخ الأدب العربي ـ قد جعل بطل مقاماته واحداً هو أبو الفتح السكندرى، فإن أبطال بيرم التونسي متعددون وكلهم من طبقة اجتماعية واحدة هي طبقة المجاورين وهو لفظ كان يطلق على من كانوا يطلبون العلم في الأزهر، ومن جرى مجراهم من أصحاب الوظائف الدينية وما شابهها مثل أئمة المساجد والمؤذنين ومشايخ الكتاتيب وعرفاء الكتاتيب والمنشدين الدينيين والقراء والمحامين الشرعيين وخدم المساجد وكتبة المحامين وغيرهم، ولكن التركيز الأكبر كان على طلاب العلم من المجاورين ، وقد أوسع بيرم هذه الفئة نقداً وسخريةً نظراً لما كان يسودها من جمود وتحجر وضيق أفق وأسماء أبطال مقامات بيرم كلها فكاهية مثل " بعجر بن قحطان " و "سعران بن فلسان" و "الأعمش بن عميان" و " فشكح بن لقمان " . . إلخ .
وأسلوب بيرم في مقاماته يقوم على الأسس البديعية التقليدية من تورية وسجع وطباق وجناس وغير ذلك، وتأمل قوله على لسان " فشكح بن لقمان " : " قد عثرت لك على امرأة تشتهيها أقسمت ألا تتزوج إلا فقيها وهي صاحبة قصر شامخ وعز باذخ عندها أتومبيل ومصاغ ثقيل " .
ويطعم بيرم التونسي مقاماته بالأشعار كما هو الحال في المقامات المعروفة، ولكن أشعاره فكهة خفيفة كقوله على لسان فشكح في القمامة الذواتية بعد أن حدثوه عن المرأة السابقة فظل يتخيل أنه سيتزوجها وينسى معها معاناته في الأزهر ودراسته الثقيلة :
وأستريح من ضرب زيد
وأكل خبز وشرب ماء
وحفظ متن وفهم شرح
ولكز بكر وشتم عمرو
وقضم فول وقضم تمر
وشرح درس وطوع أمر
والمجتمع الذي تعبر عنه مقامات بيرم مثقل بالمتناقضات، ففيه صورة قلمية للانتهازى والوصولى والمنافق والورع والمغفل والساذج والنصاب، ولكن اهتمام بيرم الأكبر انصب على النماذج الرديئة إيماناً منه بأن للأدب دوراً مهماً في فضح الفساد الاجتماعي ووظيفة مهمة في إثارة اهتمام الناس بقضايا مجتمعهم سعياً نحو التنوير والتثوير ضد التخلف الثقافي والاجتماعى.
وتكشف المقامات عن سعة اطلاع بيرم على التراث وإلمامه بأسراره وتمكنه من لغته وإدراكه لجمالياتها.
فما أجدر هذه المقامات بدراسات لغوية بنيوية ودراسات نقدية موازية، بل ما أجدرها بطبعة محققة منقحة لأن حجم المتعة والتسلية والفكاهة فيها أكبر بكثير من كثير مما ينشر في هذه الأيام.