من الطبيعي أن ينتاب المرأة حالة من القلق أو الفزع جراء صعوبة ما، ولكن المخيف أن يستمر هذا القلق لفترة طويلة إلي أن يهيمن على الحياة اليومية لها، ليعطل مسيرة حياتها وينعكس سلباً على علاقتها بزوجها وأسرتها والآخرين، ولذلك نوضح الأسباب النفسية لشعور المرأة بالقلق وكيفية التخلص منه كي لا يؤثر على صحتها العقلية والنفسية.

ويوضح الدكتور بدر عباس راشد استشاري الطب النفسي ورئيس مجلس إدارة جمعية علوم الأعصاب و الطب النفسي بالمنوفية، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن القلق هو اضطراب نفسي يصيب الجميع، ويعني التفكير بشكل سلبي في المستقبل وعدم الاستمتاع بالحاضر وما نمتلك، يصاحبه نوع من السخط على الواقع وتوقع حدوث أخطاء، ويصيب النساء عن الرجال.

ويرجع ذلك لمشاعر المرأة التي تسبق تفكيرها غالباً، وتختلف مشاعر القلق النفسي من امرأة لأخرى وفقا للمرحلة العمرية ومكان المعيشة والوسط الاجتماعي والحالة الاجتماعية، لأن لكلا منهن ضغوط نفسية وأزمات تسبب القلق.

 ويضيف استشاري الطب النفسي أن هناك الكثير من الأسباب تؤدي لزيادة شعور المرأة باضطراب القلق النفسي ومن أهمها:

• التغيرات الهرمونية وفقاً للمرحلة العمرية من بلوغ وحمل وولادة وانقطاع الطمث وغيرهم من التغييرات التي تسبب توتر وقلق.
• العوامل الوراثية، كتنشئة المرأة منذ صغرها على أنها المسئول الأول والأخير عن رعاية كل أفراد الأسرة، وأن الجميع يعتمد عليها، مما ينمي لديها الشعور بالقلق والخوف الدائم من فشل تحملها المسئولية.
• خوف المرأة من التقدم في العمر، وتغير مظهرها وجمالها.
• المشاكل الاجتماعية والتفكير المفرط في أزمات العمل والمشاكل الاقتصادية.

ويقسم عباس أعراض القلق النفسي لدى السيدات إلي:

• أعراض نفسية وتشمل زحام في التفكير، وعدم وجود صفاء ذهني، وتقلبات مزاجية، والحزن الشديد والخوف، والعصبية، ونقص تركيز واضطراب في النوم، والانسحاب الاجتماعي.
• أعراض جسدية جسمانية وتشمل تسارع في ضربات القلب، ورعشة، وأوجاع متفرقة في أنحاء الجسم، اضطراب في المعدة، والآم في القولون، وحدوث ارتجاع بالمريء ، وحموضة، و ضيق في النفس.

ويوضح الدكتور بدر عباس، أنه هناك اختلاف بين مفهومي الخوف والقلق، فالأول هو الخوف من شيء محدد، أما الثاني فيعني الخوف من شيء مطلق وغير محدد، ولذلك لابد من إتباع بعض الخطوات العلاجية للقضاء على القلق النفسي، ومنها:

• على المرأة تقبل ذاتها بلا شروط، وأن تعي بأهمية جودة الحياة.
• الشعور بالرضا وعدم المقارنة مع الآخرين.
• وضع الخطط وكتابتها، والتفكير بشكل إيجابي والتركيز على اللحظة التي نمر بها وليس ما سيحدث في المستقبل، وإجبار العقل على الاندماج مع الواقع حتى نستطيع حل المشاكل.
• العلاج بالتحدث أو الاستشارة النفسية، والعمل مع معالج لتقليل أعراض القلق، وعدم الخجل من العلاج النفسي خاصة في حالة تفاقم الأعراض وتزايدها.