تعتبر مفيدة عبد الرحمن أول محامية في مصر، وهي من أولى خريجات كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول وهي زوجة وأم، وأيضًا أول محامية ترفع دعاوى أمام محكمة النقض في مصر، وأول امرأة تمارس مهنة المحاماة في القاهرة ومع احتفالات بوابة " دار الهلال" بشهر المرأة ، نستعرض في السطور القادمة ملامح من حياتها وأهم إنجازاتها.
ولدت مفيدة عبد الرحمن عام 1914، وتزوجت في سن صغيرة ولكن زوجها شجعها علي إستكمال دراستها، حتي أكملت دراستها الجامعية بكلية الحقوق 1939، وكان لزوجها دورًا كبيرًا في تشجيعها للالتحاق بكلية الحقوق، حيث روت مفيدة عبد الرحمن أنها فوجئت بعد تقديم أوراقها برفض عميد الكلية لها بعد علمه أنها زوجة وأم، حيث أصر على مقابلة زوجها للحصول على موافقة كتابية منه، ودعمها زوجها ونجح في إقناع العميد، الذي تعجب من إصرار زوجها على دخولها الكلية، لتصبح مفيدة عبد الرحمن أول فتاة تدرس الحقوق في مصر، وأيضًا أول زوجة تدخل الجامعة وتخرجت منها وهي أم لخمسة أبناء، وأصبحت فيما بعد أول أم تتخرج منها.
بدأت عملها في المحاماة في نوفمبر 1939، حققت شهرة كبيرة بعد أول قضية تولتها وترافعت بها، وكانت قضية قتل غير متعمد حيث استطاعت الفوز بالقضية، وتمت تبرئة موكلها، وفي عام 1959 أصبحت عضوا في البرلمان عن الغورية والإزبكية (أحياء القاهرة) وكانت نائبة نشطة لمدة سبعة عشر عامًا على التوالي، كما كانت المرأة الوحيدة التي شاركت في عمل لجنة تعديل قوانين الوضع للمسلمين التي بدأت في الستينيات، أثبت جدارتها وتفوقها في مهنة صعبة ونظرًا لعملها الناجح في المحاماة والبرلمان، ومع تربيتها لتسعة أبناء، فقد أطلق على مفيدة لقب «الأم العاملة المثالية».