أكد الدكتور أحمد مصطفي، أستاذ إدارة الأعمال، أن المعارض والمُبادرات التي تُنفذها الحكومة من خلال الوزارات والمؤسسات الحكومية التابعة أو بالاشتراك مع التحالُف الوطني للعمل الأهلي التنموي ومنها علي سبيل المثال وليس الحصر معارض "أهلا رمضان"، ومُبادرة "كتف بكتف"، والتي تستهدف كافة المواطنين في كافة ربوع الوطن، ستُسهم بشكل إيجابي في الحد من ارتفاع الأسعار بشكل كبير من قبل بعض التُجار وخصوصًا مع اقتراب شهر رمضان.

وأضاف مُصطفي في تصريحات خاصة لـ "دار الهلال"،  أن الحكومة قد تعاملت بحرفية شديدة في التغلُب علي احتمالية نقص السلع الاستراتيجية الأساسية، وكذلك علي موجة ارتفاع الأسعار القادمة من جراء ارتفاع أسعار الطاقة والمواد البترولية بمُشتقاتها وكذلك تشديد السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي نظرًا لارتفاع مُعدلات التضخُم بشكل غير مسبوق مما يُنذر برفع الفائدة ارتفاعًا ستكون لهُ تداعياتُه السلبية علي حدوث انخفاض لقيمة الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي مره أخرى.

وأوضح أن الدولة المصرية اتجهت مُبكرًا نحو إقامة هذه المعارض والمُبادرات والتي تتوفر بها كافة السلع وبأسعار تتناسب مع الدخل الشهري للمواطن البسيط كما ستكون وسيلة ضغط علي جشع بعض التُجار ومحاولتهم لرفع الأسعار ربطاً بين المُنتج والسلعة وسعر الدولار بالسوق السوداء، وبناءً علي ذلك وتنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية الرشيدة بالتخفيف عن كاهل المواطنين وأحوالهم المعيشية قامت الحكومة المصرية مُمثلة في وزارة التموين والتجارة الداخلية في إمداد معارض "أهلا رمضان" وكذلك منافذ المُجمعات الاستهلاكية إضافة إلي المنافذ ‏المتنقلة  بالأماكن التي تبتعد عن المجمعات الاستهلاكية ‏والسلاسل التجارية بكافة المراكز والأحياء والقُري والنجوع في كافة أنحاء الوطن.

وتابع أن هذه المنافذ تعمل على توفير كافة السلع والمُنتجات الغذائية المطلوبة لطرحها للمواطنين بأسعار مخفضة تصل نسبة التخفيض بها عن الأسواق إلي لـ30% من قيمتها ، كذلك صرف السلع التموينية لأصحاب البطاقات والذين يصل عددُهم إلي ما يقرُب من 64 مليون مواطن مقيدين ببطاقات التموين  بتكلفة تتجاوز الـ 3 مليارات جنيه شهريا ، إضافة إلي صرف الدفعة السابعة من الدعم الاستثنائي للأسر الأولى بالرعاية والتي تم مد العمل بها حتي نهاية شهر يونيو القادم وذلك من منافذ المجمعات الاستهلاكية وفروع الشركات التابعة للوزارة بقيمة تصل إلي أكثر من 833 مليون جنيه شهريا في صورة سلع  تموينية، إضافة إلى مُبادرة كتف بكتف والتي أطلقها التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي والتي تستهدف تقديم أكثر من حوالي 4 مليون كرتونة مواد غذائية للأسر الأكثر احتياجًا بجميع محافظات الجمهورية، و التي بدأت فعلياً بالمواطنين في المحافظات الحدودية، لتخفيف العبء عليهم وكذلك من حدة الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية.

وشدد مُصطفي علي ضرورة الاستمرار في توعية الجمهور بصفة دائمة ودورية من خلال كافة القنوات والمنابر الإعلامية بمُختلف أنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة بتلك المعارض والمُبادرات وأماكن تمركُزها والسلع والمُنتجات المتوفرة بها وأسعارها وذلك لتخفيف الضغط عن المواطن البسيط من حدة الشائعات التي تبثها قنوات الإعلام المُعادي بوجود نقص في السلع والمُنتجات إضافة إلي رداءة المعروض منها في مثل تلك المعارض والمُبادرات  وكذلك ارتفاع الأسعار في مُحاولة منها للتقليل من مجهودات الحكومة المصرية في ظل تلك الأزمة الحادة والتي تأثرت بها كافة اقتصاديات العالم وليست مصر وحدها إضافة إلي تشديد الحملات الرقابية علي كافة الأسواق وخصوصا مع اقتراب الشهر الكريم وخلالُه للحد من المُمارسات الغير أخلاقية قبل أن تكون غير قانونية استغلالًا للأزمة الاقتصادية من قبل بعض التُجار الغير المُلتزمين بالتسعيرة الجبرية بل قيام البعض منهُم بشراء كميات كبيرة من السلع والمُنتجات بالمعارض والمنافذ التي توفرها الدولة بسعر مُخفض وإعادة بيعها بأسعار عالية ،وكذلك ضرورة تطبيق التسعيرة الموحدة ولو بشكل مؤقت حتي تستقر الأسواق العالمية مع إنتهاء الأزمة.