يتمتع الناقد الجزائري الدكتور سوالمي الحبيب برؤاه وأفكاره المتميزة حول المسرح العربي عامة والمسرح الجزائري خاصة، فهو له العديد من المؤلفات والدراسات التي تتناول قضايا المسرح، حصل على شهادة الدكتوراه في النقد المسرحي حول الممارسة المسرحية المعاصرة في الجزائر بين الهواية والاحتراف، ويشغل موقع أستاذ محاضر بقسم الفنون جامعة تلمسان.
وبالإضافة إلى ذلك فهو ممثل في عدة مسرحيات انتجتها تعاونية السبيل الجزائرية منها دور الملك أوديب في مسرحية أوديب ملكا، ودور هوراشيو في مسرحية هملت لشكسبير، وهملت بلا هملت لخزعل الماجدي، ودور الوزير في مسرحية مولاة اللثام للكاتب جدي قدور.. الخ.
وفي هذا الحوار معه والذي خص به "بوابة الهلال" نتعرف منه على المسرح الجزائري أفكاره ورؤاه وقضاياه والتحديات التي يواجهها.
بداية يؤكد الحبيب إن المعايشة اليومية للممارسة المسرحية في الجزائر سواء على مستوى الممارسة الاحترافية أو على مستوى الهواة وحتى على مستوى الفعل المسرحي الأكاديمي والتي يتساوق فيها الجانب الممارساتي الإبداعي مع المقاربات النظرية يؤكد الحاجة لضرورة ربط الممارسة المسرحية بالجانب المفاهيمي للمسرح وامتزاج المناهج الإبداعية الأكاديمية مع الممارسة اليومية للحركة المسرحية حتى نستطيع إضافة بعد جمالي ومعرفي عميق على الفعل المسرحي برمته في الجزائر، وذلك بالاشتغال على النظريات الكبرى المؤسسة للمسرح وقراءتها بأدوات منهجية حديثة.
وفي الوقت نفسه، إن راهن الممارسة المسرحية في الجزائر يبقى من وجهة نظري رهين تجارب فردية هنا أو هناك تظهر إلى السطح في مناسبات احتفائية. تجعلنا نأمل في بداية ظهور تجربة مسرحية حافلة بالأمل في غد أفضل يضيف قيمة جمالية تراكمية تفيد الحركية المسرحية المتعثرة في الجزائر، لكن سرعان ما تأفل تلك التجربة ولا نفيد منها شيئا لا على المستوى الفني ولا على المستوى التراكمي ولنضرب مثالا على ذلك بتجربتين مسرحيتين جميلتين جدا أولاها مع المخرج لطفي بن سبع الذي استطاع في مرحلة معينة بداية العشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين، أن يقدم أعمالا نذكر منها مسرحية افتراض ما حدث فعلا التي تعد بحق تجربة بحثية رائدة في المسرح المعاصر الجزائري وقد استطاعت هذه التجربة أن تنال رضا كل الفاعلين والمتابعين للحركة المسرحية في الجزائر.
واستطاع المخرج أن يؤسس لبداية ظهور نوع مسرحي حداثي ليس في مسرحية افتراض فحسب بل في عدة مسرحيات أخرى، ولكن سرعان ما أفلت هذه التجربة بفعل عوامل ذاتية وأخرى موضوعية. وليس هذا فحسب، بل نجد تجارب أخرى غاية في الأهمية مثل تجربة أحمد رزاق ومحمد شرشال ، هذا الأخير الذي استطاع مثلا في مسرحيته الأخيرة جيباس أن يغوص في عوالم ما بعد الدراما.
ويضيف مستدركا "لكن هذه التجارب للأسف سرعان ما تدفن في مهدها، نظرا لمجموعة من العوامل. نذكر منها مثلا: أولا النقص الكبير للدعم المادي الذي يساعد على إبداع التجربة وتطورها. ثانيا الصراعات الشخصية في الوسط المسرحي التي تؤسس لمفهوم القتل الفني والنرجسية القاتلة.
ثالثا عدم استفادة المبدعين من الخبرات التنظيرية التي تساعد على صقل التجربة وتطويرها، وغيرها من العوامل الذاتية والموضوعية.
ومن أجل تحديث وتطوير التجارب المسرحية في الجزائر يجب استشراف آفاق النظريات الفنية من خلال اقتراح نماذج للتكوين المسرحي على مستوى المؤسسات المسرحية المحترفة في الجزائر واشتغالها جنبا إلى جنب مع المستوى الأكاديمي.
وأضاف كما يجب توسيع الاهتمام بالأسئلة المتصلة بالأدب والفكر - من جهة – لما لهما من أهمية في الارتقاء بمستوى مضامين النصوص، ثم بالجسد والحياة اليومية (الدرس السوسيولوجي والسيكولوجي) من جهة أخرى، بوصفهما الكفة الثانية المرجحة لجودة النتاج الفني، على حسب قول الدكتور عزوز بنعمر، كما يجب من جهة أخرى تقييم تقويم تجاربنا المسرحية السابقة إن على مستوى المؤسسات الحكومية او التعاونيات والفرق الخاصة.
وكذا على المستوى الأكاديمي ووضع اليد على الجرح حتى نستطيع استشفاف نقاط القوة ونقاط الضعف فيها، هذا من جهة ومن جهة أخرى يجب مأسسة تعليم المسرح بداية من مراحل التعليم الأولى حتى يتشكل وعي فني لدى الاجيال القادمة، كما يجب الاهتمام بالتكوين المسرحي، من خلال تنظيم الورشات المسرحية واستمراريتها خاصة للمسرحيين المحترفيين، وبطريقة مؤسسة معرفيا وجماليا، إضافة إلى هذا فإن الحاجة ملحة لتأسيس معاهد متخصصة في تكوين التقنين والمهن المسرحية، وكذا الإدارة المسرحية، التسيير المالي للفرق المسرحية.
واستكمل: وفي ضوء هذا يجب وضع استراتيجية واضحة المعالم للنهوض بالفن المسرحي في الجزائر بدون تسرع حتى نستطيع إحداث ثورة جمالية ومفاهيمية في الحركة المسرحية في الجزائر، وتكون البداية بإرسال بعثات فنية للاستفادة ميدانيا وعينيا من تجارب الدول التي استطاعت النهوض بمسرحها، ووضع الخبرات والتجارب العلمية في خدمة المسرح لا أن نضع المسرح في خدمة الأشخاص.
وحول حركة النقد المسرحي في الجزائر، يوضح الحبيب "تنقسم في الجزائر الحركة النقدية المسرحية إلى ثلاث توجهات متباينة، أما الأولى فهي النقد الصحفي. وهذا النوع ينقسم بدوره إلى صنفين، أما الأول فهو المتابعة اليومية للنشاطات والمهرجانات المسرحية التي تقام في المسارح ودور الثقافة والفضاءات المسرحية. هذا النوع لا يمكن اعتباره نقدا بأي حال من الأحوال، بل هو مجرد تغطيات إعلامية لنشاطات ثقافية.
والصنف الثاني هو الكتابات التي نجدها في نشريات المهرجانات وبعض الجرائد الوطنية في صفحاتها الثقافية. وهذا النوع يهتم به في أغلب الأحيان بعض الإعلاميين سواء في الصحف المكتوبة أو الإلكترونية أو على مستوى بعض القنوات الفضائية؛ لذا غالبا ما نجده ينزاح إلى النقد الانطباعي إن صح التعبير، وهو مجرد وجهة نظر لمتابعات من إعلاميين لا يمتلكون في أغلبهم ناصية مفاهيم المسرح الفنية والتقنية والفكرية، إلا ما شذ من النزر القليل الذي يعي ما يكتب ونجد هذا النزر في بعض الجرائد مثل جريدة الجمهورية التي تخصص فضاءا أسبوعيا للمتخصصين فنيا وأكاديميا في مهن المسرح، لذا فما يمكن قوله عن هذا الصنف يبقى من وجهة نظري مجرد تغطيات إعلامية لا تفيد الحركة المسرحية بشيء.
وأستدرك فأقول أنه في بعض الأحيان تكتب مقالات طويلة في مجلات وجرائد لتبييض صورة عرض مسرحي أو لتسويده انطلاقا من خلفيات ذاتية وشخصية. لهذا لا يمكن الاستئناس بهذا النوع إلا عندما يخوض فيه إعلاميون متكونون على أقل تقدير نظريا في مهن المسرح، لكي يقدموا صورة موضوعية ونافعة للحركة المسرحية المترنحة في واقعها للأسف، ويغيب عن المنبر الإعلامي وأقصد به الجانب الإشهاري البحوث الموزنة في النقد المسرحي، فالمتخصص في هذا المجال يجد أن هناك العديد من الدراسات النقدية الأكاديمية الوازنة والتي تظهر بموضوعية كبيرة هنات ومكامن التفوق في المسرح الجزائري، منطلقة من خلفيات نظرية ومتابعات ميدانية وصنعة مسرحية، ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر كتابات الناقد كمال بن ديمراد، أحمد حمومي، عزوز بنعمر مخلوف بوكروح، شنيقي ...وغيرهم كثيرون خاصة على مستوى الدراسات الجامعية، غير أنه للأسف تبقى بحوثهم يغطيها غبار رفوف المكتبات الجامعية، والمواقع الإلكترونية الجامعية التي لا يدخلها العاملين في الصناعة المسرحية إلا القليل منهم.
ويتابع "هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن بعض الأبحاث التي يقال عنها أنها أكاديمية لا تغني ولا تسمن من جوع لأسباب متعددة، منها ما هو موضوعي كصعوبة الحصول المادة المسرحية الخام لدراستها، ومنها ما هو ذاتي للأسف كعدم اهتمام اصحاب هذه الدراسات بالجانب تطبيقي كسلا في مرة وجهلا في مرات.
أما النوع الثالث من الحركة النقدية المتابعة للمسرح فهي الكتب التي تعنى بالتأريخ ونقد الصنعة المسرحية في الجزائر، وهي على قلتها، تبقى تتراوح بين الغث في أحيان والسمين في حين نادر، ذلك أن جل من صدر له كتاب في المسرح يحاول أن يحلل الظاهرة سطحيا دون الغوص مفاهيميا وفكريا في إصدارات الحركة المسرحية الجزائرية، هذا لا ينفي بأن هناك بعض الدراسات سواء الجامعية المتمثلة في رسائل الماجستير او الدكتوراه او الكتب التي تصدرها بعض دور النشر في الجزائر أو خارج الجزائر ذات قيمة معرفية ممتازة ولكن كما سبق الذكر لم يروج لها إعلاميا للظهور فاختفت وظهر الزبد الذي لا ينفع بل يضر، وفي موطن آخر فإن من أكثر المعيقات التي تواجه تطور الحركة النقدية في الجزائر أمران مهمان أولهما ، الصراع البيزنطي السوفسطائي بين الأكادميين والممارسين، والذي يجب أن يختفي ويحل محله التكامل البرغماتي من أجل مصلحة الطرفين، وثانيهما قلة التراكم الفني وأعني به نقص الارشفة في المسرح سواء نصيا أو ركحيا، وهذا بطبيعة الحال يعيق الدراسات النقدية المرافقة، لذا يجب استحداث هيئات مؤسساتية على مستوى الوزارات ذات الصلة تهتم بأرشفة المنتوج المسرحي الجزائري سواء المحترف منه أو الهاوي ففي نهاية الأمر يبقى المسرح وثيقة تعبر عن إنسانية المجتمع.
ويؤكد الحبيب أنه لا يختلف إثنان من المتابعين للحركة المسرحية في الجزائر أننا نعيش أزمة نص مسرحي. سواء على المستوى الاحترافي أو الأكاديمي أو الهاوي، فباستثناء أسماء تعد على الأصابع استطاعت أن تفرض نفسها مثل المبدع امحمد بن قطاف أو عبد القادر علولة أو كاتب ياسين أو ولد عبد الرحمن كاكي الذين ساعدتهم موهبتهم والظروف التي عاشوا فيها على صقل موهبتهم وفرض نصوصهم فإن أزمة الكتابة المسرحية في الجزائر تبقى متشعبة وظروف التأليف لا تنبئ بنهضة في هذا المجال على الأقل على المديين القريب والمتوسط.
ولعل أهم تحدي يواجه المؤلف المسرحي في الجزائر هو تثمين المجهود. فلا يعقل أن يذوب الكاتب كالشمعة من أجل إتمام نص مسرحي وعند عرضه على لجان القراءة لا يجد منها لا التقدير المادي ولا المعنوي، إضافة إلى ذلك فظاهرة الجزأرة والمقصود بهذا المصطلح هو تبيئة النصوص العالمية وفق النظرة الجزائرية تتخللها الكثير من التساؤلات أولها نقص الأمانة العلمية في حين وانعدامها في أحايين كثيرة، إذ نجد في البطاقة الإشهارية للعرض المسرحي نص من تأليف فلان ولكن عند مشاهدة العرض نجده مأخوذ من نصوص أخرى إما محلية أو عالمية، وللأسف لا يكلف فريق العمل نفسه حتى عناء الإشارة للنص الأصلي الذي أخذ منه.
وفي إطار آخر فإن مشكلة الكتاب المسرحيين حاليا في الجزائر أنهم لا يمتلكون في أغلبهم ملكة الصنعة المسرحية فتكتب نصوص لممثلين بعينهم وهذا اكبر خطأ يصيب النص في مقتل فبدل أن يضع الكاتب في حسبانه إنسانية الشخصيات، يكتب لشخص بعينه وهكذا لا يمكن للنص المسرحي أن يتطور خاصة من الناحية الفكرية والفنية. تحد آخر يقف في وجه المؤلف المسرحي في الجزائر وهو غموض الشروط المعتمدة في اختيار النصوص عند لجان القراءة المكلفة باختيار النصوص على مستوى المؤسسات الثقافية هذا الغموض يؤدي إلى الشك الدائم في مدى شفافية الاختيار .
وكذلك نأي دور النشر في الجزائر عن الاستثمار في طبع ونشر النصوص المسرحية لأنها لا تعود بالفائدة المادية السريعة مثل كتب الطبخ او المجالات الأخرى. وبين هذا وذاك يجد المؤلف المسرحي في الجزائر نفسه بين مطرقة البيروقراطية وسندان الوضعية الاجتماعية التي يعيشها فيخضع لأحد أمرين احلاهما مر إما أن ينأى بنفسه عن الإبداع ويختار مهنة أخرى تسكن جوعه أو يلجأ إلى أمور لا ترضي ضميره الإبداعي من أجل لقمة العيش.
وعن مهرجانات الجزائر المسرحية يقول "تؤسس المهرجانات من أجل تقييم وتقويم حصائل مرحلية للعمليات الإبداعية في المسرح، فهي تكاد تكون بمثابة تتويج لجهد الفرق والتعاونيات المسرحية على مدى مرحلي معين. حيث تختار أحسن الأعمال للتنافس على جوائز هذا المهرجان أو ذاك.
ويجب أن يكون الاختيار نابعا من خلفيات فنية موضوعية لا على أساس تحيزي وفق نظرة شخصية مجاملة في هذا أو نكاية في ذلك. كما تعتمد نظم المهرجانات عادة على أساس المنافسة الفنية بين الفرق والتعاونيات المسرحية.
مضيفا: في الجزائر ظهرت على الساحة المسرحية مجموعة كبيرة من المهرجانات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مهرجان المسرح المحترف، المهرجان الدولي للمسرح، المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي، المهرجان الوطني للمسرح الجامعي، وهلم جرا من المهرجانات التي استفادات من ميزانية الدولة على أساس ترقية الفن المسرحي في الجزائر وإعطائه ابعادا فنية واجتماعية واقتصادية تسهم في مأسسة المسرح في النسق الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للدولة.
ويرى الحبيب "هذه المهرجانات أسهمت في إنتاج أعمال مسرحية كثيرة وكثيرة جدا إن على المستوى العمومي او على مستوى التعاونيات الخاصة، وهذا بطبيعة الحال أمر إيجابي يجب التنويه به، ولكن مربط الفرس في أمران إثنان، أما الأمر الأول فهو الجانب الموضوعاتي والفكري والفني الخاص بالعروض المسرحية المقدمة، والثاني هو مساهمة هذه الحركية المسرحية في تطوير الذائقة الفنية عند المتلقي الجزائري.
ويتساءل: هل نجحت فعلا هذه المهرجانات في هذا؟ ويضيف "يبدو من خلال المتابعة المنتظمة لكيفية تسيير المهرجانات المسرحية في الجزائر أن هذه الأخيرة قد فشلت في وظيفتها، ويعود السبب في ذلك إلى عدة عوامل ندرجها فيما يلي: أولا اعتماد هذه المهرجانات على الريع الحكومي، بمعنى آخر تقوم المهرجانات المحلية والدولية المقامة في الجزائر على طريقة تسيير إدارية، حيث تتحصل إدارة المهرجانات على ميزانيات محددة في كل دورة من دوراتها من طرف وزارة الثقافة، وتقوم محافظة المهرجان بتوزيع هذا الريع على الفرق والتعاونيات المشاركة في فعاليات المهرجان، وهذا لا يساعد بأي حال من الأحوال على تطوير الحركة المسرحية في الجزائر، والحل هنا يكمن في وجوب تثمين المهرجانات بحسب ما تضيفه اقتصاديا ومدى استفادة الدولة والعاملين في الحقل المسرحي منها وإلا ستبقى هذه المهرجانات تراوح مكانها ولا تضيف شيئا بل تبقى مجرد تظاهرات لتوزيع الريع.
ثانيا انعدام روح المنافسة في بعض المهرجانات مثل مهرجان المسرح المحترف و المهرجان الدولي للمسرح فالمهرجان الوطني للمسرح المحترف تقدم فيه عروض المسارح الجهوية وهي مسارح حكومية عمومية تنتمي لوزارة الثقافة، إذ يقوم كل مسرح جهوي بإنتاج عمل مسرحي كل سنة ويشارك به مباشرة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف دون المرور على منافسات تصفوية بالمعنى الحرفي بينما لا تتاح نفس الفرصة للفرق والتعاونيات المحترفة الخاصة، ويؤدي هذا بطبيعة الحال إلى إضعاف روح المنافسة ومنه إضعاف المستوى الفني والفكري للعروض المقدمة، أما مهرجان المسرح الدولي فلا يقوم أصلا على مبدأ المنافسة، إذ يتم اختيار عروض مسرحية من داخل وخارج الوطن توجه لأصحابها دعوات لحضور المهرجان يقدمون خلاله عروضهم بمقابل مادي لكل فرقة دون منافسة. وهذا لا يخدم إطلاقا روح المنافسة التي تسهم في جودة الأعمال المقدمة.
ويلفت الحبيب إلى أن المهرجانات سواء الجامعية أو التي تهتم بالفرق الهاوية مثل المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي أو المهرجان الوطني لمسرح الهواة وهو بالمناسبة اعرق مهرجان في الجزائر لا يحظى بنفس الدعم المالي الذي تحظى به المهرجانات سابقة الذكر، ويبقى يتخبط في مشاكل مالية تؤثر على المردود الفني للفرق المشاركة فيه، لذا ومن أجل أن تقوم هذه المهرجانات بوظيفتها المنوطة بها يجب أن تتوفر رؤية فكرية للقائمين على الشأن الثقافي في الجزائر، هذه الرؤية لا مناص لها من الاعتماد على مثلث البعد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وإعطاء هذا المثلث قيمته الحقيقية حتى تستطيع المهرجانات القيام بوظيفتها الفنية والفكرية والجمالية كما ينبغي لها.