السبت 1 يونيو 2024

«الفتة» و«معايدة الموتى».. أبرز 10 عادات للمصريين في عيد الأضحى

31-8-2017 | 13:52

كتبت- أماني محمد

 

عُرفت أيام عيد الأضحى بأنها أيام أكل وشرب حسبما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، فالمصريون اعتادوا في هذه الأيام المباركة على عادات خاصة لم تتغير أو تتبدل وتوارثتها الأجيال حتى تظل قائمة حتى يومنا هذا، فهناك عادات تقوم بها الأسر المصرية قبيل العيد وخلال أيامه الأربعة تبدأ بتنظيف المنزل وشراء مستلزمات العيد والصلاة والنحر وتوزيع اللحوم على الفقراء والمعادية وشوي اللحوم وصلة الأرحام وأكل "الفتة" ومنح الصغار عيدية مالية وشراء الملابس وزيارة المقابر وعيرها من العادات.

 

ما بين عادات دينية وموروثات اجتماعية يحتفل المصريون بعيد الأضحى بالصلاة في المساجد والساحات ، ونحر الأضحية، والإفطار بوجبة اعتاد عليها في اليوم من العيد وتجمع أفراد العائلة في منزل واحد، وغير ذلك من طقوس بات أقرب للفروض في تلك الأيام.

 

زيارة المقابر

ورغم نهي الشرع عن زيارة المقابر في أول أيام العيد سواء الأضحى أو الفطر إلا أن البعض لا يزال يرى في اليوم الأول فرصة لزيارة الأموات استنادا لاعتقادات خاطئة، وبعض الآخر يزور المقابر ليلة العيد كاتقاد منهم لمعيادة الموتى الذي رحلوا قبل حلول العيد.

 

تجديد المنزل

ومن العادات أيضًا الثابتة لدى المصريون هي تنظيف وتجديد محتوبات وأركان المنزل قبل صلاة العيد بساعات معدودة، حتى يحتفظ برونقًا جميلاً وجذابًا يضاهي فرحة العيد، فتجتمع السيدات والفتيات ليلة العيد ويعتكفون على  تنظيف المنزل كاملًا.

 

الملابس الجديدة

وأيضًا من العادات الثابتة، شراء الملابس الجديدة لغلب أفراد الأسرة وارتدائها أول أيام العيد ويتم خلعها خلال الذبح والطهي وتناول اللحوم في العيد حتى لا تتسخ وتطولها الدماء.

 

وجبة الفتة

فيما تظل الوجبة الرئيسية على مائدة المصريين في اليوم الأول للعيد هي "الفتة" واللحوم سواء كانت من الأضحية أو التي يشترونها من الجزار قبيل العيد، وتظل المأكولات بمختلف مسمياتها في أول أيام العيد من العادات المترسخة لدى المصريون.

 

فتقول نورا علي، ربة منزل:" إنها وأسرتها في أول أيام عيد الأضحى لا يفطرون إلا من الأضحية، فبعد انتهاء صلاة العيد يذبحون الأضحية ويجهزون وجبة الإفطار التي تكون عبارة عن "فتة ولحم مسلوق وسلطة"، مضيفة "نعتبر أول أيام العيد هو جزء من صيام العشر الأوائل من ذي الحجة فنظل صائمين حتى نفطر من لحم الأضحية".

 

احتفال تقليدي

وعلى عكس منها، فإن يوم سيد إسماعيل، أحد سكان حي حدائق القبة، يسير طبيعيا فيفطرون من لحوم يشترونها مسبقا لأنهم اعتادوا على ذبح الأضحية في اليوم الثاني، مضيفا أن اليوم الأول يمضي بهدوء بوجبة فتة ولحم مسلوق ليست من لحوم الأضحية وبعد الذبح يجمع أبناؤه وبناته ثالث أيام العيد لتناول الغداء وتكون تلك هي الوجبة واليوم المفضلان لديه.

 

إلا أن أسرة أحمد عبد العزيز، تفضل الإفطار الخفيف لتكون الوجبة الرئيسية هي الغداء من الفتة واللحوم، قائلا:" في الصباح نفضل الوجبات الخفيفة لأننا نستيقظ باكرا ولا نريد إرباك المعدة، ونحن لا نضحي بل نشتري لحوم ونتناولها في الغداء ككل المصريين مع الفتة، أما ثاني يوم يكون للمشويات من الدجاج واللحوم هكذا تعودنا ويأتي أولادي المتزوجين ونجتمع في هذا اليوم".

 

أيام ود وتراحم

الدكتور سيف رجب قزامل، عميد كلية الشريعة بطنطا، يقول إن أيام العيد هي أيام ود ورحمة ويبدأ الفرد استعداده لها من فجر يوم عرفة بالتكبيرات منذ صلاة الفجر حتى عصر آخر أيام التشريق وهو اليوم الرابع من العيد، مضيفا أن التكبير هو سنة يبدأ تأديتها مع دخول العشر الأوائل من ذي الحجة وذلك في البيت أو الطرقات أو الأسواق.

 

وأشارإلى أنه يستحب أن يصلي المسلم الفجر في يوم العيد في وقته وفي جماعة إن لم يكن في المسجد ففي منزله ويؤم أهله.

 

حكم صلاة العيد والجمعة معًا

وعن تزامن أول أيام العيد مع يوم الجمعة وهل يؤدي المسلم صلاتي العيد والجمعة أم يكتف بالرخصة التي منحها الرسول لمن يؤدي صلاة العيد أن يعفي من الجمعة فقال إنه من الأفضل تأدية الصلاتين في موعدها العيد والجمعة.

 

وأوضح أنه وقت النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن هناك مساجد سوى المسجد النبوي وكان الرسول يشق على الناس الذهاب والإياب فأراد أن يريحهم من صلاة العيد والجمعة معًا لندرة المساجد، لكن اليوم المساجد كثيرة وقريبة فيفضل تأدية الصلاتين.

 

وقال لـ«الهلال اليوم» إن أيام العيد هي أيام الصلح والتسامح وصلة الرحم والتغلب على الشياطين التي تتسبب في قطع الأرحام والعقوق بين الآباء والأبناء".

 

وتابع:"العيد يوم عون على التراحم والبحث عن الفقراء والمتحاجين والمسكين والسعي لمصالحهم وإدخال الفرح لنفوسهم".

وأضاف "قزامل" أن الملائكة في الطرقات تدعو للمصلين بالمغفرة والرحمة فلا يصح وجود شحناء بين متخاصمين أو توتر بين اثنين فيجب تصفيته والعمل على نشر روح التراحم بين الجميع كما هي السنة من الأضحية.

 

شروط الأضحية وسننها

وقال إن عيد الأضحى فرصة للتراحم والإخاء وفتح صفحة جديدة مع الله فكما يكتب للحجيج في يوم عرفات مغفرة وعتق من النار فلغيرهم أيضا الفرصة بالعمل الصالح والذكر والدعاء وصلة الأرحام والاستغفار والتكبير والتهليل.

 

وعن الأضحية وسنن ذبحها فأوضح عميد كلية الشريعة، أن وقت ذبحها يكون من بعد انتهاء صلاة العيد وحتى عصر اليوم الرابع ويستحب فيها حضور الأهل ومشاهدة الذبح لأن الله يغفر للمضحي مع أول قطرة دماء من الذبيحة، مضيفا أن شراء اللحوم والتصدق بها لا يغني عن الضحية التي يكون المقصد منها إراقة الدماء لله.

 

وأكد أنه مهما كانت كميتها قليلة فيتقبل الله من المضحي بشرط أن يحسن اختيارها وألا تكون مريضة أو هزيلة وتكون سليمة ومطابقة للسن المطلوب وهو خمس سنوات للإبل واثنتين للبقر أو العجول وسنة للخروف، مضيفا أن التوزيع يكون بقدر الثلث لصاحب الأضحية والثلث للفقراء والثلث للهدايا وإذا زاد عن ذلك للفقراء فلا بأس.