أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، اليوم الأربعاء، أهمية تنشيط وتعزيز التعاون التجاري العربي الفرنسي، ليس فقط من خلال التبادل التجاري ولكن أيضا من خلال الاستثمارات المتبادلة واصفا هذا الأمر بــ "المطلوب والمفيد للجانبين الفرنسي والعربي".
وقال زكي ـــ في تصريحات خاصة لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في باريس، على هامش مشاركته في القمة الاقتصادية العربية الفرنسية الرابعة لعام ٢٠٢٣ تحت عنوان "شراكة توطد في عالم يمر بأزمة" المقامة حاليا في العاصمة الفرنسية باريس ـــ "الغرف العربية تعمل بشراكة دائمة مع جامعة الدول العربية وهي مرتبطة بشراكات عديدة مع فرنسا وبالتالي حضورنا اليوم هو دليل على أهمية هذه الشراكات وتنشيطها خلال الفترة القادمة".
وأكد أن هناك تطورا في عقد هذا النوع من المنتديات فهناك حضور قوي ومهم وهو أمر يدل على أهمية العلاقة التجارية العربية الفرنسية.
وفي كلمته ـ التي ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الاقتصادية العربية الفرنسية ــ أكد زكي التزام جامعة الدول العربية بالاستمرار في بذل كافة الجهود التي من شأنها إعلاء قضايا السلم والتنمية المُستدامة والشراكات المُثمرة التي تخدم جميع الأطراف العربية والفرنسية.
وأشار زكي، ممثلا عن السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في فعاليات القمة الاقتصادية العربية الفرنسية، إلى التاريخ الممتد عبر قرون للعلاقات بين فرنسا والعالم العربي، مؤكدا أن الطرفين على ضفتي بحر واحد الذي شهد عبر التاريخ تبادلا للسلع؛ ما أدى إلى بلورة ثقافة متوسطية مشتركة، وهذه العلاقة الراسخة تشكل رصيدا ثمينا يمكن البناء عليه اليوم لإيجاد حلول مشتركة للمشاكل التي تواجه الطرفين.
وقال:"نأمل أن تلك الأزمات أن كانت تنطوي على مخاطر فهي تحمل أيضا فرصا يجب الاهتمام بها"، موضحا أن فرنسا والعالم العربي يواجهان أزمات تحتاج حلولا مشتركة، حيث أن هناك أمورا مشتركة وتحديات مشتركة مثل التغير المناخي والهجرة والبطالة والتحول الرقمي والتنمية المُستدامة وأسواق الطاقة كلها أمور تحتاج نظرة توافقية، لذلك، فالتعاون والتآزر في هذه الأزمات العصيبة يصبح ضرورة لا غنى عنها.
وأشار إلى أن دولا عربية كثيرة نجحت في الحفاظ على الاستقرار وانخرطت في مشروعات تنموية بالرغم من تحديات الأزمة الحالية، وهناك دول أخرى تسعى إلى تنوع اقتصادها وتنفيذ خططها من خلال نظرة طموحة خلال السنوات القادمة.
وفي ختام كلمته أعرب زكي عن ثقته في أن هذه القمة الاقتصادية ستكون على درجة عالية من الأهمية وأنها ستحظى باهتمام الأعمال والحكومات على الجانبين وعلى حد سواء .
وتعتبر هذه القمة الاقتصادية العربية ــــ الفرنسية التي تنظم للمرة الرابعة، فرصة لإجراء تقييم للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدول العربية وفرنسا ولاستكشاف طرق ووسائل تعزيز هذه العلاقة خصوصا بين القطاعات الخاصة بحيث تكون مبنية على أسس مربحة للطرفين، في ظل التضخم المرتفع والضغوط القوية على سلاسل التوريد وارتفاع أسعار المواد الخام والطاقة إلى جانب أزمة المناخ.
وتمحورت أعمال القمة حول العديد من الموضوعات من بينها البيئة والمياه والصناعة ومشروعات العمران الحديثة والغذاء والدواء.