واصلت وحدة حوار دار الإفتاء المصرية، حملتها "طفلي يسأل وأنا أجيب" من خلال صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"،.. والتي تهدف لتوعية الأمهات بالطريقة المثلى للإجابة على تساؤلات الصغار حول الصيام..

وعن سؤال "لو الحكمة من الصيام الشعور بالفقير، أزاي الفقير مكلف بالصيام زينا؟"،.. جاءت إجابة وحدة حوار الإفتاء كالتالي: "سؤال مهم جدًا يفتح لنا باب نفهم وندرب نفسنا على الآتي:

أولا: مش لازم نفهم الحِكمة من كل أمر ربنا كلفنا به

يعني ربنا هو خالقنا وهو يعلم عنا أكتر بكتير مما نعلمه إحنا عن نفسنا؛ ونفسنا دي عاملة زي الطفل الصغير اللي لازم نعلمه ونوجهه علشان يكون إنسان بمعنى الكلمة، له أخلاق طيبة سوية في التعامل مع الناس، بعيدا عن الطمع والجشع والخداع والنفاق وغيرها من الصفات اللي ربنا لا يحبها.

مثلا، لما نشعر بالمرض، نطلب من الطبيب أنه يصف لنا العلاج المناسب، وبالرغم من أنه ممكن العلاج يكون طعمه سيء، أو مؤلم، لكنه مهم جدا علشان التعافي ونسترد صحتنا.

أهو الصيام ربنا أمرنا به زي العلاج كده

فيه مشقة وفيه حرمان من أشياء محببة لينا زي الأكل والشرب "الحلال"، لكنه أراد يعلمنا شيء مهم كلنا (غني وفقير)

- النفس اللي ربنا خلقها محتاجة تدريب على فكرة الاستغناء، والاستغناء فيه قوة، والقوة دي صفة حلوة جدا ومهمة ربنا بيحبها وسيدنا النبي قال لنا: "المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف"

- إذن القوة هنا معناها معنوي، إني قدرت أتحكم في نفسي وأصبر، وأتعاون مع باقي المجتمع إني أوفر طعام لمن يحتاجه، إذن أنا شخص قوي "بتنفيذ أومر ربنا"

ثانيا: الشخص الفقير هو إنسان، وكلنا ربنا خلقنا مختلفين في الطبقات، منا الغني والفقير، لكن العبادة المخلصة لربنا بتعلمنا أنه كلنا أمام ربنا سواء إلا بالتقوى، يعني المميز أمام ربنا مش الغني أو الفقير، لكن التقوي: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"

والتقوى هي الميزان والهدف والحكمة الكبيرة جدا من الصيام: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"

(البقرة: 183)

يعني الهدف من الصيام هو تطهير القلب والنفس من كل حاجة مش حلوة، ونجتهد أنه يكون مكانها خير وحب وطاعة لربنا وأوامره، سواء عرفنا حكمتها أو لم نعرف".