قالت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج سها جندي إن الأزهر الشريف والكنيسة المصرية مؤسستان وطنيتان يمكن الاستفادة من جهودهما في تعزيز القوة الناعمة المصرية داخل القارة الإفريقية.
جاء ذلك خلال لقاء الوزيرة اليوم الخميس أسقف عام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في إفريقيا نيافة الأنبا جوزيف؛ لبحث تعزيز سبل التعاون في ملف الجاليات المصرية بالقارة السمراء، بحضور مساعد وزيرة الهجرة لشئون الجاليات عمرو عباس.
وأكدت جندي أهمية التعاون مع الكنيسة المصرية في إفريقيا التي لها دور أصيل في تذليل أية عقبات تواجه أبناء الجالية المصرية هناك والعمل على تلبية احتياجاتهم في مختلف النواحي.
وأوضحت حرص القيادة السياسية على تعزيز العلاقات مع الأشقاء الأفارقة والاستفادة من القوة الناعمة المصرية هناك، مؤكدة أن الجاليات المصرية في إفريقيا متميزة في العديد من الدول الإفريقية ما بين رجال أعمال وأطباء ومهندسين وعناصر متميزة من الدبلوماسيين المصريين.
ولفتت إلى أن هناك تعاونًا دائمًا ومستمرًا بصدد توفير الكوادر وتدريب ونقل الخبرات إلى إفريقيا بقطاعات الصحة والتعليم والتشييد، وهناك الكثير من المشروعات التي قامت بها شركات مصرية متميزة في القارة السمراء بمشاركة عمالة مصرية ماهرة.
وأشارت إلى أن وزارة الهجرة بصدد التنسيق لإطلاق مؤتمر (مصر تستطيع بالتجارة والصناعة مع إفريقيا) انطلاقًا من العمق المصري في إفريقيا، مؤكدة أهمية وضع استراتيجية للتعاون مع الأشقاء الأفارقة وفتح أسواق جديدة وتحقيق منافع متبادلة.
وأكدت حرصها في إطار مبادرة (ساعة مع الوزيرة) على استدامة التواصل مع أبنائنا والاستماع لأفكارهم ومقترحاتهم ومناقشتها تمهيدًا لتطبيق الأفكار القابلة للتنفيذ، معلنة التنسيق لتنظيم لقاء افتراضي عبر الفيديو كونفرانس قريبًا مع الجالية المصرية في أربع دول بالجنوب الإفريقي.
ونوهت بأنها قد التقت بالفعل من بين الجاليات المصرية حول العالم بـ3 جاليات في إفريقيا (جنوب إفريقيا، وكينيا وليسوتو)، وهو ما رحب نيافة الأنبا جوزيف به ووعد باتخاذ اللازم تحضيرًا لهذا اللقاء من أجل خروجه بأفضل النتائج.
وتناول اللقاء، تنشيط حركة السياحة والطيران مع الدول الإفريقية، وتعزيز التبادل التجاري والاستثمارات وزيادة عمليات الاستيراد والتصدير خاصة للأدوية والأغذية والمحاصيل الزراعية والأثاث، والتعاون بمجالي التعليم والكهرباء، وإرسال دعم طبي للدول الإفريقية.
من جانبه..أكد نيافة الأنبا جوزيف ترحيبه بالتعاون مع الوزارة خاصة في ظل تحرك مصر الكبير بالقارة الإفريقية في عهد الجمهورية الجديدة، قائلًا: "إننا نتطلع إلى وجود تعاون مشترك بين وزارة الهجرة والكنيسة المصرية في إفريقيا بالنواحي العلمية والصحية والاجتماعية بجانب مجالات التنمية المستدامة، كما نسعى لتنمية العلاقات المتبادلة وتعزيزها بشتى الطرق".
واستعرض النشاط المكثف للكنيسة القبطية في إفريقيا خاصة بدول الجنوب الإفريقي، مشيرا إلى مختلف أشكال الخدمات التي تقدمها للأخوة الأفارقة بما في ذلكً الخدمات الطبية بالعيادات المتنقلة، والتعليم، ومراكز التدريب المهني، والمشروعات الصغيرة، وإعادة توطين النازحين وتوفير التدريب والتأهيل والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير الغذاء واستزراع الأراضي، كما أن هناك اهتمامًا تمنحه الكنيسة للمناطق الأولى بالرعاية.
وأشار إلى أن الكنيسة المصرية تتعاون في كافة ما تقدمه من خدمات مع جميع أبناء مصر بإفريقيا وجميع السفارات، بما في ذلك بعض المشروعات التي يتم التعاون فيها مع وكالة (الشراكة من أجل التنمية) التابعة لوزارة الخارجيةً؛ تعظيمًا لجهود مصر وتواجدها وتأثيرها في القارة الإفريقية، مؤكدا حرصه على التعاون مع وزارة الهجرة في أية مشروعات تسهم في تحقيق هذا الهدف.