الخميس 16 مايو 2024

«أرملة في عمر 26 سنة».. الأم المثالية بأسيوط: اللقب تكريم من الله وأولادي

الأم المثالية بأسيوط وأبنائها

تحقيقات16-3-2023 | 16:46

أماني محمد

أكثر من 33 عاما عاشتها السيدة هدى إبراهيم محمود صالح أرملة، تعمل وتسعى لتربية أبنائها بعد وفاة زوجها مغتربا في الكويت، وكانت حينها لا تزال في سن الشباب عمرها 26 عاما فقررت التفرغ لتربية أبنائها وتعليمهم والوصول بهم إلى بر الأمان فكانت لهم أما وأبا، لتصبح اليوم هي الأم المثالية الأولى في أسيوط.

تزوجت هدى صالح ثم رزقها الله بالابنة الكبرى ثم الابن الثاني وكانت تعيش حياة هادئة وبسيطــة، وسافر الزوج إلى دولة الكويت للعمل لتحسين وضع الأسرة وكانت الأم حاملا في الابنة الصغرى، لكنه توفي إثر حادث سيارة بعد 25 يوم من وصوله إلى الكويت تاركاً الابنة الكبرى شيماء في عمر 3 سنوات والابن الأوسط أحمد في عمر عام ونصف، والابنة الصغرى وُلدت بعد وفاة والدها.

وجاء الحادث قبل أيام قليلة من غزو العراق للكويت، فأعاق الغزو حصول الأم على أي مستحقات للزوج، فلم تيأس الأم وقررت تربية أبنائها الصغار ورعايتهم ليكونوا في أفضل حال، فعكفت على تربية ورعاية أبنائها الصغار، وتحملت الصعاب بمفردها حتى تستطيع توفير حياة كريمة لهم حتى لا يشعروا بأي شيء ينقصهم.

واصلت مسيرتها المهنية كمعلة بجانب الاهتمام بتربية أبنائها، حيث أكرمها الله في أبنائها فتخرجت الابنة الكبرى وحصلت على ليسانس حقوق وحصلت على ماجيستير في القانون العام وتعمل حاليا في التأمينات، وتخرج الابن الثاني وحصل على ليسانس حقوق وماجيستير ويعمل بإحدى الهيئات القضائية، والابنة الصغرى تخرجت وحصلت على بكالوريوس طب وجراحة وتعمل طبيبة أطفال في مستشفى المبرة وحصلت على الماجيستير.

تكريم من الله وأولادها

وفي حديثها لـ"بوابة دار الهلال"، أكدت هدى صالح أن حصولها على الأم المثالية الأولى هو تكريم من الله وتكريم من أولادها الذين يرون أنها أما مثالية بالنسبة لهم، مضيفة: "هي قصة كفاح منذ عام 1990، وتوفي زوجي رحمه الله بعد زواج استمر 4 سنوات و8 أشهر فقط.

وأضافت أن زوجها رحمه الله توفي بعد وصوله بـ20 يوما في الكويت، قبل أن يصدر أي هوية أو إثبات وجاء غزو العراق في 1990 بعد وفاته بأيام بسيطة فلم أحصل على أي تعويض أو مستحقات، موضحة أنها بعد وفاة زوجها ساعدها والدها ووالدتها فتحملوا معها المسئولية حيث عادت إلى منزل والدها بعد وفاة زوجها بنحو 5 أشهر وتعيش هناك مع أولادها.

"والدي ووالدتي ساعدوني مع عون الله لي"، تضيف هدى صالح، مؤكدة أنها واجهت صعوبات خلال السنوات الماضية في تربية أبنائها منها صعوبات في فترات التعليم وقت التقديم إلى المدارس أو ظهور النتيجة أو وقت زواج بناتها، وكذلك أوقات المرض.

وتقول: "في أوقات تعب أولادي كنت أتمنى أن يكون والدهم موجودا، فمثلا عملية اللوزتين رغم بساطتها ، عندما أجرتها ابنتي كنت أتمنى وجود والدها في مثل هذا الموقف، رغم أن أخي وأهلي كلهم كانوا معي دائما ولم يتخلوا عني"، مؤكدة أنها لم تصدق خبر فوزها بالأم المثالية في البداية لكنها سعيدة به للغاية وتحمد الله على هذا التكريم.