"الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددتَ شعبًا طيبَ الأعراقِ" جملة أطلقها شاعر النيل "حافظ إبراهيم، وأصاب بها عصب المجتمع، إذ أنه لمس جمره الحار، وروحه الوقادة؛ لأنه اختص الأمهات، حين وصفهن بالمدرسة التي تَتكوَّن وتُعَد، فتُكوِّنَ وتُعِدَ شعبًا ذا طيبة وتنوع، ونحن لا نحتاج عيدًا لنكرمهن على ما قدمن من تضحيات لا تعد ولا تحصى، لا ترد ولا تنسى، مهما تعاظم كرمُ الأسخياء، وزادت أعطيات النبلاء، فالأم أعظم سخي، وأصدق نبيل.
وكرمت الدكتورة "نيفين القباج" وزيرة التضامن الاجتماعى، في مؤتمر صحفي بمقر وزارة التضامن الاجتماعى أسماء الأمهات الفائزات فى مسابقة الأم المثالية لعام 2023 على مستوى محافظات الجمهورية، قبل عيدهن بخمسة أيام..لأنهن مثاليات، وكانت بينهن عايدة محمد السيد، ابنة كفر طحا، مركز شبين القناطر الأم المثالية عن محافظة القليوبية.
كافحتُ لأُدخل أولادي طب وهندسة.. وكان معاش زوجي 200جنيه
حصلت على دبلوم فني تجاري، وتزوجت من رجل بسيط، ورزقها الله بولد وبنت، وعاشت حياة هادئة وبسيطة، وكعادة المكافحات اهتمت "الأم" بأسرتها الصغيرة بجانب عملها وقامت برعايتهم، وحرصت على تعليم ابنيها، حتى صارا متفوقين في الدراسة طوال المراحل التعليمية.
قالت: عايدة محمد السيد، الأم المثالية المكرمة عن محافظة القليوبية، إن "الله أكرمها؛ فالتحق الابن الأول بكلية الطب، والابنة بكلية الهندسة، حتى صدمتها الحياة، فتوفى زوجها قبل تخرج الابن الأكبر بعام واحد، وكانت الابنة في الفرقة الثالثة بكلية الهندسة، وكان معاش الزوج 200 جنيه فقط، فكافحتْ حتى تخرج ابناها وحصلا على مؤهلات جامعية".
أولادني يكرموني.. ولا حياة لي من دونهم
وأضافت في تصريحات "لبوابة دار الهلال": أنها "ساعدت الأول إلى أن حصل على بكالوريوس الطب والجراحة، ثم نال درجة الماجستير، وكافحت معه حتى تزوج، وناضلت مع الابنة إلى أن تخرجت وحصلت على بكالوريوس الهندسة، وساعدتها حتى تزوجت وأنجبت، وما زال عطاؤها مستمرًا في رعاية أحفادها".
وأوضحت: أنها "سعيدة "بتكريمها، لأنه تتويج واستحقاق عن اللحظات الصعبة التي مرت بها"، وقالت على حد تعبيرها: " كانت الحياة صعبة، مليئة بالمواقف المريرة، لكن الله لم يتخلَّ عني، والدليل اليوم، حتى أتى الوقت الذي أُكرم فيها، مع أولادي".
وأكدت: أن "أولادها متفوقون يخدمون مجتمعهم، ويكرموني دائمًا بنجاحهم، لذلك أنصح كل المجتمع بالحرص على نجاحات أولاده، لأن الأولاد ثمرة المجتمع، وهم كل شيء بالنسبة لها، وأنها لا تقول تخلت عن حياتها لأجل أولادها، فأولادها هم كل حياتها بالفعل، ولا حياة لها من دونهم"
وأضافت: أنها "الآن تقضي يومها كله مع أحفادها، لأن لديها 10 أحفاد، وتنصح ابنتها ألا تتخلى عن زوجها، مهما قست الظروف وأن تقف بجانبه، لأن كل أم عظيمة تبدأ من هنا"، وتابعت: "عندي 65 سنة، وأتمنى أن يكرمني الله بزيارة بيته الحرام".