الجمعة 24 يناير 2025

سيدتي

بدأت بـ«الإلهة إيزيس».. احتفالات عيد الأم حول العالم

  • 20-3-2023 | 13:04

عيد الأم

طباعة
  • بسمة أبوبكر

يحتفل العالم غدا بعيد الأم، وهو احتفال سنوي يقام في تواريخ مختلفة بأنحاء العالم لتكريم الأمهات، ويكون الاحتفال بتقديم بطاقات المعايدة والزهور والهدايا للأمهات والزيارات.

ويعد عيد الأم من الاحتفالات التي ظهرت في القرن العشرين تكريما لدور الأمهات في تربية الأبناء وتأثيرهن في مجتمعاتهن، ويختلف تاريخ الاحتفال بعيد الأم من دولة لأخرى، إذ يصادف في العالم العربي 21 مارس من كل عام.

وتعود فكرة الاحتفال بعيد الأم في الدول العربية إلى الصحفي علي أمين، مؤسس صحيفة "أخبار اليوم" عام 1955، الذي عمل كمدرس لمادة الصحافة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة لمدة أربع سنوات، والذي قام بطرحها في مصر.

 يُقال أن أمين استوحى الفكرة من التقليد الأمريكي وقدمها للجمهور المصري في كتابه أمريكا الضاحكة أو Smiling America في عام 1943، فقد رأى أمين مدى التضحيات التي تقدمها الأمهات لأجل أولادهم دون ذكر، فأراد أن يتم تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها وشن حملة لجعل عيد الأم إجازة رسمية في مصر.

وفي عام 1956، نجح أمين في مساعيه وتم الاحتفال بأول عيد أم في مصر، في أول يوم في فصل الربيع، الذي سرعان ما انتشر في بقية دول المنطقة العربية.

عيد الأم عند القدماء المصريين

هناك اعتقاد عام بأن تقليد الاحتفال بعيد الأم قد بدأ في الغرب، منحدراً عن احتفالات الربيع لدى الإغريق والرومان للاحتفاء بالأمهات، أو يوم أحد الأمومة Mothering Sunday، الذي يأتي قبل عيد الفصح بثلاثة أسابيع لدى مسيحيين أوروبا منذ عام 1600.

لكن في الواقع، بدأت أول احتفالات عيد الأم هنا في مصر الفرعونية.

حيث أقام القدماء المصريين احتفالاً سنوياً لتكريم الإلهة إيزيس، وهي من أكثر الإلهات المحبوبة وأكثرهن تحملاً وصبراً في مصر القديمة والتي كانت رمزاً للأم والزوجة المثالية، وكانت راعية الطبيعة والسحر.

ووفقاً إلى الميثولوجيا أو علم الأساطير، كانت إيزيس زوجة أوزوريس وأخته أيضاً.

وحينما قام أخاهما الغيور ست بقتل أوزوريس، قامت إيزيس بجمع أشلاء جسد أوزوريس، والتي تم توزيعها على أقاليم مصر. ثم أصبحت حاملاً بابن أوزوريس، حورس، الذي انتقم لموت أبيه وقتل ست ليصبح أول حاكم لمصر، ونتيجة لذلك، اعتبرت إيزيس أم للملوك الفراعنة وأصبحت رمزاً للأمومة، وتم إقامة احتفالاً سنوياً تكريماً لها.

وفي البداية، كان يتم تصوير إيزيس وهي تضع تاج لعرش خالي على رأسها، تجسيداً لسلطة وقوة الفرعون، وفيما بعد، أصبحت تصور بتاج لديه قرني بقرة بينهما قرص الشمس أو إلهة مجنحة، وهو رمزاً على الحماية والقدرة على بعث الحياة في الموت، وفي المملكة الجديدة، بعض الرسوم أظهرت إيزيس ترضع ابنها حورس.

الاحتفال بعيد الأم عند اليونانيون

وفي العصر اليوناني، أدخل بطليموس الأول عبادة الإلهة إيزيس حتى يكون لكل من المصريين واليونانيين إله رئيسي واحد داخل مملكته، والتي انتشرت في مصر الحديثة، وقد اقترن اسم إيزيس بالإلهات ديميتر، وعشتروت، وأفروديت مما عزز ارتباط اسمها بالخصوبة والأنوثة.

الاحتفال بعيد الأم عند الإغريق القدامى

اشترك الإغريق القدامى في مراسم الاحتفال بالربيع لتكريم ريا، أم زيوس وأم جميع الآلهة، بتقديم كعكات العسل، والمشروبات الفاخرة، والورود والأزهار مع بزوغ الفجر.

أما مهرجان هيلاريا الروماني، فقد كان احتفالاً بالاعتدال الربيعي لتكريم سيبيل، أم الآلهة، التي تُعرف أيضاً بماجنا ماتر أو الأم العظيمة.

ثم انتهى المطاف بالتحول من الاحتفالات الدينية بالأمومة إلى الاحتفال بالأشخاص أنفسهم.

ومنذ بداية الإحتفال بعيد الأم وتختلف مراسم وتقاليد الإحتفال به بين الدول المختلفة حول العالم:

المملكة المتحدة

في وقت مبكر من القرن السادس عشر، احتفلت المملكة المتحدة في يوم الأحد الرابع من الصوم الكبير بيوم أحد الأمومة، عندما تجتمع العائلات للذهاب للكنيسة. 

في أوائل القرن العشرين، تم دمج "أحد الأم" الذي تطور إلى تقليد يقضي وقت العائلة في المنزل - مع عطلة أمريكية تمنح بطاقة Hallmark ، لكنها احتفظت باسمها التقليدي وتاريخها 15 مارس.

الولايات المتحدة الأمريكية

ويعود فضل الاحتفال بعيد الأم في الولايات المتحدة الأمريكية إلى آنا جارفيز، التي نادت بجعل هذا اليوم إجازة رسمية لتكريم الأمهات على التضحيات اللاتي يقمن بها مستوحاة من حلم أمها الراحلة بوجود يوم يكرم الأمهات جميعاً، احتفلت جارفيز، الناشطة الاجتماعية، بأول عيد أم في عام 1908 في شكل حفل تأبين لأمها بكنيسة Methodist Church بولاية فيرجينيا الغربية.

وفي عام 1914، نجحت جارفيز وداعميها في جعل هذا اليوم إجازة قومية في الأحد الثاني من شهر مايو.

ويتم الاحتفال باليوم عن طريق انخفاض مبيعات البطاقات والهدايا وباقة الزهور، إذ يعتبره كثيرون ثالث أكبر عطلة بعد الكريسماس وعيد الحب.

روسيا

في الاتحاد السوفيتي السابق، تم الاحتفال بالأمهات في اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس ، وهو تاريخ احتفالي أصبح منذ ذلك الحين يومًا يحتفل به دوليًا لتكريم النساء والتفكير في هدف المساواة بين الجنسين 

في عام 1998، أدخلت روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي عيد الأم في يوم الأحد الأخير من شهر نوفمبر، ولكن معظم الهدايا لا تزال تحدث في شهر مارس.

 السويد

يبتهج السويديون بعيد الأم في الأحد الأخير من شهر مايو، ويبيع عديد من الأطفال الزهور البلاستيكية الصغيرة كهدايا للاحتفال بهذه المناسبة الخاصة، والأموال التي يتم جمعها تُستخدم لإرسال الأمهات مع أطفالها في رحلة، وتقديم بعض الهدايا لها مثل باقات الزهور، وتناول الأم لوجبة الإفطار على السرير بإعداد أبنائها.

كما يبقين السيدات السويديات مستلقيات في الفراش، لا يفعلن شيئا طوال اليوم سوى طلب ما يحلو لهن، وعلى الجميع الرضوخ لهذه الطلبات وتنفيذها.

تايلاند

يتم الاحتفال بالعطلة في 12 أغسطس للاحتفال بعيد ميلاد الملكة سيريكيت المبجلة؛ حيث تنظم مسيرات مع تقديم الياسمين والهدايا القيمة.

وتستمتع الأمهات والأطفال باليوم من خلال التواجد معًا، ويتم أيضًا تنظيم أنشطة مثل الحفلات الموسيقية وغيرها في هذا اليوم.

فرنسا

وفي فرنسا يحتفل بعيد الأم في آخر يوم أحد من شهر مايو، حيث يتم الاحتفال به على أنه عيد للأسرة، وتلتف الأسرة كلها حول المائدة لتناول وجبة شهية وتوزيع الحلوى.

ويبدوعيد الأم  في فرنسا مشابهًا لعيد الأم في الولايات المتحدة - حيث يتم منح البطاقات والزهور ويتم تناول العشاء العائلي.

الصين
على الرغم من كونه جديدًا نسبيًا في البلاد، إلا أن عطلة عيد الأم  تتماشى مع تقاليد التقوى الأبوية في الصين، كما هو الحال في دول العالم، في الأحد الثاني من شهر مايو، يحتفل عدد متزايد من الصينيين بهذا اليوم بالهدايا والاحتفالات.

باكستان
من أغرب الاحتفالات التي تقام في هذه المناسبة هو الاحتفال الديني الضخم الذي يقيمه الباكستانيون للاحتفال بجميع الأمهات اللواتي فارقن الحياة، كتعبير لهن عن افتقادهن، وتأكيدا على أنهم ما زالوا يذكروهن، وتقديرا لما قدمنه من عطاء قبل رحيلهن، مع تنظيم صلاة ضخمة على أرواح الأمهات المتوفيات، وفي نهاية اليوم توزع الهدايا والمساعدات على الفقراء والمحتاجين.

يوغوسلافيا

يكون الاحتفال بعيد الأم في يوغسلافيا في ديسمبر من كل عام، ولمدة ثلاثة أيام، حيث يتسلل الأطفال إلى غرفة نوم الأم أول شيء في الصباح ، ويربطونها، ومن أجل إطلاق سراحها، يشترطون عليها أن تقدم لهم هدايا، وذلك كطريقة للمزح معها ورسم الابتسامة على وجهها.

النرويج

والنرويج هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحتفل بعيد الأم في فبراير وتحديدا في ثاني أحد من فبراير، وهو تقليد ديني في الأساس، في ما تحتفل السويد بعيد الأم في آخر يوم أحد من يونيو ، وتحتفل فرنسا به في أول يوم أحد من يونيو سنويا.

كرواتيا
لأبناء كراوتيا أسلوبهم الخاص في الاحتفال بهذا اليوم، حيث يصعدون إلى غرفة والديهما ويساعدون الأب على تقييد الأم وهي نائمة، لتستيقظ في صباح اليوم التالي لتجد نفسها مقيدة بجانب هداياها.

اليابان

انضمت اليابان في البداية إلى عيد الأم مع عيد ميلاد الإمبراطورة Koujun، التي امتدت فترة ولايتها معظم القرن العشرين. ولكن تم نقل عيد الأم منذ ذلك الحين إلى يوم الأحد الثاني من شهر مايو ، عندما يقوم اليابانيون بتحميل أمهاتهم بالهدايا - الزهور بشكل أساسي. أظهر استطلاع حديث شمل 1000 رجل بالغ أن 87٪ يخططون لإعطاء شيء لأمهاتهم.

وفي هذا اليوم تقام مسابقة فنية حيث يقدم الأطفال لوحات أمهاتهم ويحصل الفائزون على جولة في جميع أنحاء البلاد، وفي بعض الأحيان، يتولى الأطفال الأعمال المنزلية وأعمال الطهي في المنزل أيضًا.

كما يطلقون على هذا اليوم اسم "ها ها نو هاي"، ويقوم الأبناء فيه بطهو المأكولات المحببة لأمهاتهم، ويقدمونها مع بعض ورود القرنفل الأحمر تعبيرا عن حبهم لهن.

إثيوبيا

لا يرتبط عيد الأم في إثيوبيا بيوم محدد، ويكون على حسب الانتهاء من الموسم الشتوي الممطر، حيث يأتي الأبناء حاملين الهدايا والفاكهة والأطعمة الشهية للأمهات، ويدهنون أنفسهم بالزبد. 

واحتفالات عيد الأم تستمر 3 أيام مخصصة للأمهات في إثيوبيا، وتشمل الأنشطة وليمة كبيرة حيث تكون البنات مسؤولة عن تحضير الخضروات والأبناء واللحوم، وتشمل الاحتفالات أيضا الغناء والرقص مع أفراد الأسرة.

 تايوان

يحتل عيد الأم أهمية كبيرة في تايوان حيث يصادف نفس تاريخ عيد ميلاد بوذا، الأحد الثاني من شهر مايو، لذلك يُنظر إليه على أنه احتفال مقدس للغاية، ما يعني وجود وفرة من الكرنفالات والأعياد والحفلات التي يجب حضورها، وكلها فخمة وواسعة الانتشار.

احتفالات عيد الأم في الشرق الأوسط

وفي الشرق الأوسط كانت مصر هي أول دولة تحتفل بعيد الأم في 21 مارس ، وكانت البداية عام 1956 عندما قامت إحدى الأمهات بزيارة الصحفي الراحل مصطفى أمين في مكتبه في صحيفة أخبار اليوم المصرية وقصت عليه قصتها وكيف أنها صارت أرملة وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من أجلهم حتى تخرجوا في الجامعة وتزوجوا واستقلوا بحياتهم وانصرفوا عنها تماما، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير "فكرة" يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها.

وكمعظم الدول العربية، يعرف "يوم الأم" عند الأردنيين واللبنانيين والسوريين والفلسطينيين بـ"عيد الأم"، فقد درجت العادة لديهم أن تجري الإشارة إلى يوم احتفالي بلفظة "عيد"، ورغم أن هذه اللفظة تشير إلى مناسبة دينية بحتة ولا علاقة لها بالمناسبات الاجتماعية والوطنية، فإنها "تستخدم مجازا لهذه المناسبة وغيرها".

ويحترم الجميع هذه المناسبة، ويحرصون على تقديم الهدايا لأمهاتهم، وتتنوع تلك الهدايا بين الأدوات المنزلية كأدوات المطبخ، والزهور واللوحات الجدارية، إضافة للمجوهرات المختلفة والملابس والأحذية وغيرها. فهي مناسبة عظيمة بالنسبة لهم وتجتمع فيها العائلة في بيت الأم لتقديم الهدايا لها.

وأخيرًا اليوم، يتم الاحتفال بعيد الأم في جميع أنحاء العالم، عادة في شهري مارس أو مايو، وتختلف مظاهر الاحتفال نفسها من دولة لأخرى، ولكن، يعتبر منح الهدايا والزهور، أو الطبخ للأمهات للتعبير عن الشكر والامتنان لهن موجوداً في كل مكان.

أخبار الساعة