لم تكن الموهبة شفيعاً للكثير من الفنانين ليستطيعوا العبور من بوابة النجومية والبطولة، فظلوا طوال مشوارهم الفنى فى الخفاء، ربما يعرف الكثيرون ملامحهم، ولكن لا يتذكرون حتى أسماءهم، على الرغم من أنهم قد حظوا بقدر كبير من الموهبة والإتقان.
استطاع أن يخطف العيون والقلوب بخفة دمه رغم بساطة أدواره، وصوته الأجش وافتقاره إلى الوسامة، ما منحه ميزة وشهرة لدى الجمهور، فمن منا لا يذكر الطالب ذا الصوت النشاز فى فيلم «سلامة فى خير»، أو «نوفل» فى «غزل البنات»، أو «حرنكش» فى فيلم «دهب»، أو الفتى الذى وضع النشادر فى عينى فاتن حمامة فى فيلم «اليتيمتين» لتفقد بصرها، وغيرها من الأدوار.
وُلد صفا محمد، الشهير بـ«نوفل» فى عام 1907، واكتشفه الموسيقار محمد عبدالوهاب ليشاركه فيلم «يحيا الحب» مع الفنانة ليلى مراد عام 1938، وكان «موسيقار الأجيال» يتفاءل بـ«صفا» كثيراً، كما كان الكثير من الفنانين يتفاءلون به، لذا أطلقوا عليه اسم «صفا الجميل».
أحب «صفا» أسمهان وحزن بشدة عند مصرعها عام 1944، وكان يعتقد بأنها بادلته حباً بحب، حيث كانت تحرص على بقائه برفقتها فى الاستوديو طوال الوقت، وعندما كانت تسافر خارج القاهرة، كانت تحرص على أن تتواصل معه عن طريق الخطابات، وذلك من باب التفاؤل به شأنها فى ذلك شأن كثيرين غيرها.
توفى صفا الجميل فى 27 يونيو 1966 عن عمر 59 عاماً.