نظمت مؤسسة "كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة"، اليوم الثلاثاء، بالتعاون مع المجلس المصري للشؤون الخارجية برئاسة السفير محمد العرابي، ندوة بعنوان "الصين في عالم متغير"، بمشاركة عدد من كبار الدبلوماسيين والمفكرين.
وقال رئيس المؤسسة ممدوح عباس، في الكلمة الافتتاحية، إن تلك الندوة تنعقد بسبب ما نشهده من أحداث دولية متسارعة تؤثر على سياسة الصين الخارجية، وعلى طبيعة دورها، ورؤيتها للعالم بصورة مباشرة، مضيفا أن ذلك يأتي متواكبا مع اجتماع مجلس نواب الشعب الصيني الذي شهد تجديد انتخاب XI Jenping شي جين بينج بالإجماع رئيسا للصين للمرة الثالثة، لمدة خمس سنوات، بعد أن كان قد تم إعادة انتخابه في أكتوبر الماضي في أعلى منصبين في سلم السلطة بالدولة قائدًا للحزب الشيوعي الصيني ورئيسا للجنة العسكرية.
وأضاف أن اجتماع مجلس نواب الشعب الأخير اختتم أعماله بقرارات تعكس تغيرات هيكلية أهمها تعزيز القوة العسكرية للجيش الصيني، كما جاءت كل التغيرات في القيادات الصينية داعمة لسلطة الرئيس، الذي كان مضمون كلمته في الاجتماع السنوي الأخير أن "الصين قد عادت"، منوها بأن ذلك جاء بعد أن تعودنا لعقود، منذ إصلاحات الزعيم الصيني دينج زياو بينج، على متابعة تطور الصين الاقتصادي، والتعرف على نموذج التنمية الذي قدمته، ونجحت من خلاله في إخراج ما يزيد على 800 مليون مواطن من سكانها من تحت خط الفقر، ورفع مستوى معيشتهم وقدرتهم الاستهلاكية.
وتابع:" شاهدنا بإعجاب حرص الصين على تحقيق أعلى درجات التفوق العلمي، والاستفادة من أحدث ما وصل اليه العلم الغربي، من خلال قيامها بإيفاد مبعوثين ودارسين الى أرقى جامعات العالم بأعداد كبيرة، فضلًا عن جهودها للحاق بالولايات المتحدة في المجال الاقتصادي والسعي إلى منافستها على الصدارة، كل ذلك مع اتباعها لسياسة سلمية في مجال علاقاتها الدولية".
ولفت رئيس "مؤسسة بطرس غالي" إلى حرص الصين على لعب دور مؤثر في سياستها الخارجية؛ الأمر الذي اتضح في العلاقات الصينية الروسية، فضلًا عن التفاعل مع المنطقة العربية والشرق الأوسط، والذي ظهر بوضوح في الدور الذي لعبته الصين في تحقيق المصالحة السعودية الإيرانية، والتي إذا استمرت سيكون لها تأثيراتها المهمة في المنطقة".
وأشار إلى أننا اعتدنا في العالم العربي وفي إفريقيا على رؤية تزايد الاستثمارات الصينية والمساعدات التنموية، لكنها تزايدت على نحو غير مسبوق في السنوات الأخيرة، مذكرًا بمبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقها الرئيس الصيني عام 2013 والتي تقوم على إقامة بنية تحتية كتطوير الموانئ والطرق البرية والسكك الحديدية وإنشاء مناطق صناعية حولها، انضم إلى هذه المبادرة أكثر من 130 دولة، بجانب إنشاء محافل مثل القمة الإفريقية الصينية ومنتدى التعاون العربي الصيني، وكل هذا يزيد من حجم الدور الذي تلعبه الصيني في السياسة الدولية، وفي منطقتنا العربية، وفي القارة الإفريقية.
وفيما يتعلق بمصر والصين، أشار ممدوح عباس إلى استثمارات الصين المهمة في مصر، ومنها المنطقة الصناعية في العين السخنة، وإلى أن مصر عضو مؤسس في بنك الاستثمار والبنية التحتية الآسيوي لخدمة مبادرة الحزام والطريق، مختتمًا، كلمته الافتتاحية بالندوة، بطرح سؤالين : هل من الممكن مضاعفة الاستفادة من ذلك النموذج التنموي؟ وكيف نبني على العلاقات التاريخية بين الصين ومصر التي تمتد لقرابة سبعين عاما؟
يشار إلى أن ندوة "الصين في عالم متغير"، هي أول نشاط مشترك بين مؤسسة بطرس غالي والمجلس المصري للشؤون الخارجية بعد توقيع المؤسستين لبروتوكول تعاون مشترك.
وشارك في الندوة السفير محمد العرابي رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، والمفكر السياسي مصطفى الفقي، و الدكتور عبد المنعم السعيد عضو مجلس الشيوخ، والسفير هشام الزميتي عضو الهيئة الاستشارية للمؤسسة والمجلس المصري، وكل من السفير على الحفني والسفير مجدي عامر سفراء مصر السابقين بالصين، والسفير عزت سعد مدير المجلس، والدكتورة ابتسام علي أستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة "نيو جيزة".