للمرأة في الحضارة المصرية القديمة لها مكانة كبيرة يقف التاريخ أماها بالشرح والدرس؛ هي من أهم القيم الإنسانية التى احتفت بها ولم تنظر لها نظرة الأقلية بل على العكس هي منذ بدء الحضارة وفجرها مقدرة، لم تسعى لتمكين لأن المصري القديم أدرك أن الحياة إثنان لها نفس الحقوق وعليهما نفس الواجبات، فهي ملكة تحكم، وسيدة البيت "نبت بر" باللغة الهيروغليفية، وفي الحقل تزرع، وفي العلوم والهندسة تبدع، أينما نبغت تحققت.

 

مكانة الأم في مصر القديمة

تلك هي المرأة المصرية القديمة فما لنا وهي كل ذلك وأم، فالمجتمع المصري القديم وضع الأم في مكانة عظيمة؛ حيث في الأساطير القديمة استقر في مخيلة المصري القديم أن السماء أمًا تلد الشمس كل صباح وعددًا كبيرًا من آلهة المصريين القدماء كانوا من الأمهات مثل، إيزيس، ونفتيس، ونوت، وحتحور، حيث جدران المعابد الشاهد عبر الزمن على الأمومة المقدسة ومنها معبد دندرة على سبيل المثال الذي يجسد كل مراحل الأمومة،ليجعل المصري القديم تبجيله للمرأة الزوجة والأم خالدًا عبر الزمن واحتفالًا يتجدد كلما مر الزمن.

من الصور التي توضح مظاهر التبجيل والإحترام نقوش المقابر الخاصة بالملوك ورجال الدول أو عامة الشعب، تصورهم في صحبة أمهاتهم وزوجاتهم وليس فقط صورة في الحياة الدنيا بل في الحياة الأخرى أيضًا.

وسنجد مشاهدًا للملكات وهن يرضعن أطفالهن مثلهن مثل العامة من الأمهات دون حرج ليرمز المصري القديم في هذه المشاهد على العلاقة الحميمية التي تجمع الأم بطفلها دون تفرقة بين ملكة وأميرة، أو سيدة غنية، أو فقيرة.

 

مظاهر الاحتفال بعيد الأم في قديمًا وحديثا

من مظاهر الاحتفال في مصر القديمة التي حكت عنها بردية عمرها خمسة آلاف عام تعود للدولة القديمة تحكي هذا المظاهر التي أولها:- توقيت الاحتفال حيث يكون في وقت شهور الفيضان ،عندما تكون الأرض الخصبة معدة لبذر البذور وهو شهر "هاتور" في التقويم الصري القديم وهو مأخوذ من اسم الآلهة" حتحور" التي هي ربة الأمومة وتعني مرضعة الإله حورس.

وقد شبه المصري القديم الأم بنهر النيل رمز العطاء وشريان الحياة؛ حيث يكون الاحتفال بعيد الأم مع شروق الشمس لأنهم يعتقدون أنها رسالة من السماء تشارك الأم وتهنئها بعيدها، ويترك الأطفال في غرفة الأم الهدايا والتماثيل المقدسة المعبرة عن الأمومة، ويعتبر من أكثر التماثيل المعبرة عن الأم هو تمثال الإلهة حتحور تحمل حورس ترضعه يضعه الأطفال محاط بالزهور والقرابين.

أما الآن مظاهر الاحتفال نجدها في تكريم الأمهات المثاليات، وفي الأعمال الدرامية التي تجسد حياة الأم المصرية على سبيل المثال مسلسل "ذات" الذي رصد فترة كبيرة في حياة المجتمع المصري وخاصة الأم.

أما عن طقس الهدايا فهو مستمر حتى الآن حيث يشترك الأبناء في شراء الهدايا والتحلق، حول أمهاتهم للاحتفال وتقديم الهدايا، وهناك العديد من الأغاني التي يتغنى بها المجتمع المصري أشهرها ست الحبابيب يا حبيبة" ويوم جديد نهار سعيد" لمحمد فوزي.