الجمعة 24 مايو 2024

في ذكرى رحيلها .. ماتت كاميليا لتفدي أنيس منصور

1-9-2017 | 00:45

كتب ـ خليل زيدان

في ذكرى رحيل فاتنة السينما وأيقونة الجمال الفنانة كاميليا التي أثارت جدلاً واسعاً طوال حياتها القصيرة التي عاشتها بمصر ، سواءً في الأوساط الفنية أو السياسية والثقافية ، نلقي الضوء على بعض من جوانب حياتها منذ نشأتها وحتى الساعات الأخيرة في عمرها.

لكاميليا قصة حياة ألفها القدر وختمها لتكون قصة سينمائية ، وبدأت القصة في 13 ديسمبر عام 1929 في مدينة الأسكندرية على صراخ مولودة جديدة وهي ليليان أو كاميليا ، لتكون أختاً لشقيقتين ، وألحقتها والدتها أولجا في طفولتها بمدرسة الراهبات بشارع السبع بنات ، وبعد أن ترعرعت وأصبحت فتاة ألحقتها أمها بمدرسة أجنبية راقية هي مدرسة إنجليش جيرل كوليدج .

على شاطئ الأسكندرية كانت تسير الفتاة الجميلة ليليان حتى التقى بها الممثل والإذاعي أحمد سالم ، الذي كان يبحث عن وجه جديد لبطولة فيلم الست الكبيرة ، وبعد ساعات من لقائهما وقعا عقداً لتقوم كاميليا ببطولة الفيلم ، لكن حدث خلافاً بينهما تركت كاميليا الأسكندرية على أثره وسافرت إلى قبرص عند جدتها .. وعادت في سبتمبر 1947 لتلتقي بالأستاذ أدموند نحاس الذي وجد فيها نجمة لامعة ووقع معها عقداً لبطولة فيلم القناع الأحمر من إخراج يوسف وهبي وعرفت منذ ذلك الوقت بإسم كاميليا ، وفتحت أبواب الفن أمامها وانتقلت من نجاح إلى نجاح ، حتى أنها مثلت في خلال ثلاث سنوات ونصف أكثر من عشرين فيلماً.

لكن سرعان ما اندلعت الشائعات عن هويتها وعلاقتها بالملك فاروق واحتمالية أن تكون عميلة للموساد وتنقل لهم أخبار القصر وأسرار البلاد .. وتنتهي القصة في فجر يوم الخميس 31 أغسطس 1950 بسقوط طائرة على رمال صحراء قرية دست بمحافظة البحيرة ، بعد أن غادرت الطائرة مطار الملك فاروق بثلث الساعة تقريباً في جنح الظلام ، وكانت مأساة إليمة هزت مصر آنذاك ، أذ لقي 55 راكباً مصرعهم وكانت من بينهم الفنانة كاميليا .. والغريب في الأمر أن كاميليا لم يكن لها مكاناً على تلك الطائرة ، ولأن أجلها قد حان فقد كانت في قائمة الإنتظار ، وبالفعل وجدت أحد الركاب قد اعتذر عن سفره في تلك الرحلة ، فأخذت كاميليا مكانه ، وكان هذا الراكب هو الكاتب أنيس منصور ، الذي اعتذر عن سفره على تلك الطائرة قبلها بساعات لتحتل كاميليا مكانه .. وكتب أنيس منصور مقالة عن تذكرته على الطائرة التي تخلى عنها واشترتها كاميليا لتكون تذكرة رحيلها عن الدنيا وكتب أنيس منصور المقال بعنوان " ماتت هي لأحيا أنا" .. ورحلت كاميليا عن عمر يناهز الـ 30 عاماً.