الثلاثاء 28 مايو 2024

نتنياهو يتجاهل نصيحة وزير الدفاع ويعلن إصراره على المضي قدما في التشريعات القضائية

بنيامين نتنياهو

عرب وعالم23-3-2023 | 23:29

دار الهلال

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الليلة، إصراره على المضي قدمًا في تشريعات إضعاف القضاء، مُشيرًا إلى أن ائتلافه سيطرح التشريعات أمام الكنيست الأسبوع المقبل، رغم طلب وزير الدفاع يواف جالانت تأجيل هذا الأمر لحين عودة الكنيست من العطلة القريبة، في شهر مايو المُقبل. 

وفي الوقت ذاته، قال نتنياهو، إنه في مقابل ذلك، سيبذل كل الجهود من أجل "التوصل إلى حل" يرضي المُدافعين عن المشروع ومعارضيه. 

وتعهّد نتنياهو بما وصفه بـ "تهدئة النفوس" و"استعادة الوحدة" تجنّبا لـ"انشقاق في الأمة"، على خلفية تظاهرات شعبية تشهدها إسرائيل منذ أسابيع احتجاجا على التعديلات القضائية التي عرضتها حكومته. 

ونفى نتنياهو - حسب القناة السابعة الإسرائيلية - الاتهام الموجه له من قبل المعارضة بسعيه لتقويض الديمقراطية بجعل المحكمة العليا كيانا مُسيسًا، وقال "نريد محكمة متوازنة ملك للشعب وتنال ثقتهم.. هذه ليست نهاية الديمقراطية ولكن تعزيز الديمقراطية". 

وفي وقت سابق الليلة، قالت قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية، عن أن رئيس جهاز "الشاباك"، رونين بار، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، حذرا نتنياهو من غليان داخل الجيش والأجهزة الأمنية وأكدا أن الاحتجاجات على مُخطط إضعاف جهاز القضاء، ستتصاعد خلال الأيام المقبلة، وأن "تداخل التهديدات" يضع إسرائيل في موقف "خطير".

وكشفت القناة عن أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، عقد اجتماعًا أمس الأربعاء، مع نتنياهو عبّر خلاله عن تداعيات خطة إضعاف القضاء على الجيش الإسرائيلي في ظل اتساع دائرة معارضي مخطط الحكومة الإسرائيلية داخل الجيش والتهديدات بالامتناع عن تأدية الخدمة العسكرية.

ونقلت القناة الرسمية الإسرائيلية عن مصادر مُطلعة، قولها إن مخاوف الأجهزة الأمنية لا تتعلق فقط باتساع احتجاج جنود الاحتياط بل من تصاعد الغليان الداخلي في صفوف العناصر الذين يخدمون في قوات الأمن.

وبحسب التقديرات التي نقلها قادة الأجهزة الأمنية لنتنياهو فإن الإجراءات الاحتجاجية ستتصاعد، وهناك مخاوف من تأثير ذلك على كفاءة القوات الأمنية الإسرائيلية.

وأوضحت القناة أن هليفي، حذّر خلال الاجتماع الذي عقده مع نتنياهو في الكنيست، من تأثر وحدة الجيش الإسرائيلي إذا تمت المصادقة على التشريع الرامي لإضعاف جهاز القضاء من قبل الكنيست، الأسبوع المقبل.

وذكرت القناة أن رونين بار رئيس جهاز الشاباك عقد اجتماعا منفصلا مع نتنياهو وحذره من تصاعد التهديدات الأمنية إلى جانب الصدع في المجتمع الإسرائيلي.

وشدد بار على أن "تداخل التهديدات (الصدع الداخلي والتهديدات الأمنية الخارجية) يضع دولة إسرائيل في موقف خطير"، وذكرت القناة أن "هذه ليست المرة الأولى التي يحذر فيها رئيس الشاباك نتنياهو من التهديدات خلال الآونة الأخيرة".

وفي وقت سابق اليوم، وتحت شعار "يوم الشلل القومي" تجددت المظاهرات، ضد الحكومة الإسرائيلية في عدة مدن إسرائيلية وتم إغلاق شوارع رئيسية ومفترقات طرق مركزية. 

وأغلق مُتظاهرون شبكة الشوارع المركزية في تل أبيب، ثم أعادوا فتحها أمام حركة السير بعد وقت قصير ولاحقا أغلق المتظاهرون شمال "أيالون"، واعتقلت الشرطة 26 متظاهرا، كما اعتقلت 18 متظاهرا قرب مركز للشرطة داخل تل أبيب. 
وتظاهر مُحتجون ضد الخطة القضائية قبالة منزل رئيس شاس أرييه درعي، فيما أشعل متظاهرون إطارات مطاطية في مدينة أشكلون (عسقلان).

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن وزراء من حزب "الليكود" ألغوا مشاركتهم في مؤتمر ينظمه مركز الحكم المحلي لنواب رؤساء مدن، في تل أبيب، بسبب "تخوف من مواجهات جسدية مع المتظاهرين".

وتظاهر نحو ألف شخص في بئر السبع، وأغلقوا الشارع الرئيسي في المدينة، كما أغلق متظاهرون شارعا عند قرية الغجر الحدودية مع لبنان.

كما أغلق متظاهرون مفترقا مركزيا عند المدخل الجنوبي لمدينة حيفا، حيث مجمع شركات هايتك كبرى، وحاول خيالة الشرطة تفريقهم وفتح المفترق عبر رش المتظاهرين بمدافع المياه.

كما تظاهر طلاب جامعات ضد الخطة القضائية، وأغلقوا شوارع في تل أبيب، وحملوا لافتات كُتب فيها "لا توجد ديمقراطية بدون مساواة" و"بعد جهاز القضاء، الهدف هو الأكاديميا".

واعتقلت الشرطة قيادية في حركة الاحتجاج ضد خطة إضعاف جهاز القضاء، كانت تشارك في مظاهرة نظمها عاملو "رفائيل" (سلطة تطوير الأسلحة)، فيما أطلقت الشرطة سراحها لاحقا قبل أن تفرض عليها قيودًا. 

وأغلق متظاهرون شارع الشاطئ، بين حيفا وتل أبيب، أمام حركة السير، وكذلك الشارع رقم 4، بين حيفا وتل أبيب، قرب مفترق مدينة "رعنانا"، حيث اندلعت مواجهات بين متظاهرين والشرطة، التي سعت إلى تفريقهم واعتقلت خمسة منهم، كما أغلق متظاهرون آخرون شارعا يقع شرقي تل أبيب وقامت الشرطة باعتقال بعضهم. 

وأغلق طلاب مدارس وذويهم شارعا رئيسيا في مدينة كفار سابا، فيما طالبت الشرطة مئات المتظاهرين في المكان بإعادة فتح الشارع، وأغلق مُتظاهرون آخرون بقافلة من السيارات شارع "6" السريع. 

وتواصلت احتجاجات قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، اليوم، وبعث ضباط احتياط في سلاح المدرعات رسالة إلى نتنياهو، ويواف جالانت وزير الجيش، عبروا فيها عن صدمتهم وغضبهم بشأن التغييرات القضائية وقالوا إن لدى كل منهم خط أحمر، وأن قسما منهم سيتوقف عن الامتثال في الاحتياط إذا تم تمرير ما وصفوه بـ الانقلاب على النظام القضائي بالقراءة الثالثة".