حذر استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة وأمراض النوم الدكتور الأردني محمد حسن الطراونة، من خطورة مرض السل "التدرن"، مؤكدا أنه أكثر فتكا من فيروس "كورونا".
وقال الطراونة - في تصريح لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان؛ بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السل الذي يصادف 24 مارس من كل عام - إن مرض السل يعد أكثر خطورة من أعراض فيروس "كورونا"، ويمكن أن يتحول إلى جائحة في أي وقت وستكون أخطر وأكبر من "كوفيد -19".
وشدد على ضرورة توفير آليات البحث العلمي من أجل العمل على مواجهة هذا المرض الخطير، مؤكدا أنه في الوقت الذي تعكف فيه منظمة الصحة العالمية للقضاء على مرض السل وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السل، أعلنت المنظمة عن تمديد مبادرة مديرها العام الدكتور تيدروس أدهانوم بشأن القضاء على السل وتحقيق التغطية الصحية الشاملة للفترة من 2023 إلى 2027 حتى عام 2030.
وطالب الطراونة بوجود بروتوكول واستراتيجية عربية لعلاج مرض السل، لخطورته الشديدة على صحة الإنسان.. مشيرا إلى أنه لا يوجد بروتوكول أو استراتيجية عربية لمرض السل، وأن ما يوجد هي جهود إقليمية للدول.
وأوضح أن مرض السل يعد من الأمراض المعدية والتي تشكل خطورة وتشكل مشكلة صحية عالمية لذلك هذا المرض ينتقل عن طريق التنفس المسبب لهذا المرض هي جرثومة السل أو ما تسمى بالجرثومة السلية المتفطرة.
وأضاف الطراونة أن هذه الجرثومة تدخل إلى الجهاز التنفسي عن طريق الرذاذ الخارج من المصابين عن طريق السعال والعطاس عندما تكون حالة السل لديهم نشطة فعندما تدخل إلى الجهاز التنفسي تستقر في الحويصلات الهوائية ويكون المصدر الرئيسي للسل هو الرئة بنسبة 70% وقد تصاب أعضاء الجسم الأخرى بنسبة تصل إلى 30% فقد يؤثر السل على العظام والجلد والدماغ فهو مرض ينتقل من خلال المصدر الذي دخل إليه إلى الرئة عن طريق الدم حتى يصل إلى أعضاء الجسم الأخرى.
وأشار إلى أن أعراضه، تتمثل في السعال المستمر، المصحوب بدم أو مخاط، مع الشعور بألم في منطقة الصدر وأثناء التنفس والسعال، مع فقدان الوزن بصورة ملحوظة، والإرهاق والتعرق الليلي والحمى وفقدان الشهية، والضعف العام.
ولفت إلى أن هذه الأعراض تستدعي التشخيص المبكر، لأن الأشخاص المصابين بالسل النشط عندما يخالطون في أماكن العمل أو الأماكن المغلقة المكتظة التي تقل فيها التهوية ينقلون العدوى بشكل كبير، فنصف الأشخاص الذين يخالطون أشخاصا مصابين بالسل النشط قد يصابون.
وكشف أن العلاج ينقسم إلى المرضى المصابين والعلاج الوقائي للمرضى المخالطين وذلك لمنع انتشار العدوى لإنها تنتشر في المجتمعات ذات الاقتصاد الضعيف، مشيرا إلى أن جهود مكافحة السل هي جهود عالمية فقد وضعت منظمة الصحة العالمية استراتيجية للقضاء على السل ومن أهم الإجراءات أن يكون هناك بروتوكول وطني ودولي وإقليمي للتشخيص المبكر للأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض السل، وذلك من خلال إجراء المسح والاكتشاف المبكر لهذه الحالات.
وشدد على ضرورة دعم المناطق التي تحدث فيها نزاعات وحروب والتي تعاني من اقتصادات منخفضة من قبل الدول المتقدمة للرصد المبكر لمثل هذه الحالات حتى لا تنتشر العدوى.
وحول الدراسات التي تجرى حول العالم الآن، قال الطراونة إن منظمة الصحة العالمية رصدت ما يقارب 2 مليار دولار لإجراء دراسات وأبحاث لإيجاد علاجات ولقاحات جديدة لمرض السل وقد خصصت حوالي 17 مليار دولار لعلاج حوالي 40 مليون شخص مصاب ولإيصال العلاج الوقائي لما يقارب 30 مليون شخص مخالط.
وحول طرق الوقاية، قدم الدكتور محمد حسن الطراونة، مجموعة من النصائح وهى أنه في حالة الإصابة بالسل يجب أن تبقى في المنزل وتبتعد عن الاختلاط، فلا يمكن الذهاب إلى أماكن تواجد الآخرين مثل: العمل أو المدرسة ويجب العزل في حجرة منفردة خاصة في أسابيع الإصابة الأولى.
واستطرد الطبيب الأردني حديثه بضرورة الحرص على تهوية الغرفة باستمرار، حيث تنتشر البكتريا المسببة لمرض السل بسهولة كبيرة، وعند السعال وجب علينا أن نغطي الفم واستخدام المنديل حتى عند التحدث وبعد الاستخدام نضعه في كيس ونغلقه بإحكام قبل التخلص منه، أيضا يجب الحرص على ارتداء الكمامة إذا اضطر المريض للتحدث مع أشخاص آخرين فهذا يقلل كثيرا من فرص الإصابة والعدوى.