أمر الإسلام الرجال بحسن معاملة النساء، كما خص الإسلام المرأة بالحفظ والتكريم، وأحاطها بسياج من الرعاية والعناية، سواءً كانت أمًا، أو أختًا، أو بنتًا، أو زوجة، وأكد على أن الرجل والمرأة سواء في الإنسانية.
وأشار الله تعالى في القرآن الكريم إلى أن الرجل والمرأة خُلقا من أصل واحد، ولما بُعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنكر العادات الجاهلية التي كانت تضهد المرأة وتظلمها، وأنزلها مكانة رفيعة تليق بها كأم وأخت وبنت وزوجة، وسَن للنساء الحقوق التي تكفل لهن الحياة الكريمة والاحترام والتقدير، ومن هذه الحقوق حق المرأة في الحياة فقد كان العرب يؤدون البنات، فحرم النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الفعل الشنيع، وجعله من أعظم الذنوب.
وخلال شهر رمضان نستعرض معا نماذج من النساء ومنهن الذين عاصرن النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعض من مواقف حياتهن،
ونلتقي اليوم مع أم حميد ومحطات في رحلته
هي زوجة أبى حميد الساعدي، وهى عابدة من عابدات صدر الإسلام، روى حديثها ابن أبى عاصم وبقى بن مُخلد، أنها قالت: قلت يا رسول الله، يمنعنا أزواجنا أن نصلى معك، فقال رسول الله (ص): "صلاتكن فى بيوتكن أفضل من صلاتكن فى حجركن، وصلاتكن فى حجركن أفضل من صلاتكن فى دوركن، وصلاتكن فى دوركن أفضل من صلاتكن فى الجماعة".
وأخرجه ابن حيثمة عن عبدالله بن سويد الأنصارى عن عمته أم حميد، امرأة أبى حميد الساعدي، انها جاءت إلى النبى فقال: قد علمت أنك تحبيين الصلاة معى، وصلاتك فى بيتك خير، وصلاتك فى دارك خير من صلاتك فى مسجد قومك، وصلاتك فى مسجد قومك خير من صلاتك فى مسجدى" وقال: فأمرت فبنى لها مسجد فى أقصى شئ من بيتها وأظلمه فكانت تصلى حتى لقيت الله تعالى"
كانت المرأة في الجاهلية مهانةً ولا قيمة لها، فقد كان الرجل هو السيد المتحكِّم في المرأة حسب هواه دون احترامٍ وتقدير، ولكنّ بعد أن جاء الإسلام رفع من شأنها وقدّرها وجعل لها المقام الأول في البيت، فالمرأة مخلوقٌ لطيفٌ، وحساسٌّ، وذو قدراتٍ محدّدةٍ خلقها الله تعالى بكيفيّةٍ معينّةٍ لتأدية بعض المهام التي تستطيع تحمّلها، وقد تكون المرأة؛ أمّاً أو زوجةً أو أختاً أو ابنةً، وفي جميع حالتها يجب مراعاتها واحترامها، وسنتحدّث في هذا المقال حول كيفيّة تكريم الله عز وجل للمرأة.