قال رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل إن الصين لم تتجاوز أي خطوط حمراء فيما يتعلق بتزويد روسيا بالأسلحة وتريد "التقليل من مخاطر الارتباط بالأنشطة العسكرية الروسية".
وأكد بوريل في تصريحات صحفية من العاصمة البلجيكية، أوردتها اليوم السبت منصة "يوراكتيف"، أنه سيقوم قريبا بزيارة رسمية إلى الصين لمناقشة الغزو الروسي لأوكرانيا دون تقديم تواريخ محددة.
ولفتت "يوراكتيف" إلى أنه من المنتظر أن يزور العديد من القادة الأوروبيين بكين قريبا وذلك بعد زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى موسكو هذا الأسبوع.
ومن المتوقع وصول الرئيس الإسباني بيدرو سانشيز إلى العاصمة بكين الأسبوع القادم كما سيتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى العاصمة الصينية خلال أسبوعين بصحبة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. كما تمت دعوة رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني ، لكن لم يتم الإعلان عن موعد زيارتها حتى الآن.
في غضون ذلك، يضع الاتحاد الأوروبي اللمسات الأخيرة على الاستعدادات للقمة المقبلة بين الاتحاد الأوروبي والصين في بكين ، والتي من المتوقع أن تعقد قبل الصيف ، بعد قمة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وفقا لمسؤولي الاتحاد الأوروبي.
وأوضح بوريل أن الصين تريد أن تلعب دورا دبلوماسيا ، ولا تريد أن تكون مرتبطة بشكل كامل بأعمال موسكو العسكرية ، مضيفًا أن بكين تود ان تظهر بصورة الميسر فى عملية التفاوض وليس بدور الوسيط.
في فبراير، قدمت الصين وثيقة من 12 نقطة تدعو إلى محادثات سلام عاجلة. وقد رحبت موسكو بهذه الوثيقة، لكنها أثارت إحجامما من جانب الغرب.
ولدى سؤاله عن الوثيقة، كرر بوريل أنها قائمة تحتوي على "موقف الصين المعروف" ، لكنها "ليست خطة سلام".
وأضاف: "الرئيس الروسى يتحدث عن تسوية سلمية مع استمرار القصف وعلى الصين أن تستخدم نفوذها لجعل روسيا تفهم أن هذا الوضع لن يسفر عن شىء.
وتأتي تصريحات بوريل وسط مخاوف متزايدة في الغرب بشأن دعم الصين لروسيا ، والتي تجلت برفض بكين إدانة العدوان الروسي وزيارة الرئيس الصيني لموسكو لقمة تستمر يومين مع نظيره الروسي هذا الأسبوع.
وعلى الرغم من مظاهر العلاقة القوية بين الرئيسين الروسي والصيني يعتقد بوريل أن "الصين ليست مستعدة للانحياز إلى جانب في الصراع مشيرا إلى أن بكين تريد تقليل مخاطر الارتباط بالأنشطة العسكرية الروسية".
وتابع: "لا يريد الصينيون أن يبدوا متحالفين تمامًا مع روسيا - فهم غير مرتاحين لما يحدث مضيفا يبدو أن لهذه الصداقة "حدودا معينة".
في الأسابيع الأخيرة ، استطلعت واشنطن رأى أقرب حلفائها بشأن إمكانية فرض عقوبات جديدة على الصين إذا ما قررت تقديم دعم عسكري لروسيا في حربها في أوكرانيا. و من جانبها نفت الصين أي نية لتسليح روسيا.
وردا على سؤال عما إذا كان لديه ادلة على على قيام الصين بتزويد روسيا بالأسلحة قال بوريل :"الصين لم تتجاوز أي خطوط حمراء بالنسبة لنا مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي يراقب الوضع عن كثب.
وفيما يتعلق بموقف الغرب الذى يشوبه الحذر من رد فعل الصين على الحرب في أوكرانيا ، حيث حذر بعض المسؤولين من أن انتصارا روسي محتملاً قد يؤثر على خطط الصين لتايوان، أوضح بوريل أن الشراكة بين بكين وموسكو "هي شراكة دبلوماسية واقتصادية ، لكنهما لم يطورا تحالفاً عسكرياً قط.
وتابع: "في الواقع ، يبدو أن أي تشابه بين روسيا وأوكرانيا من ناحية، والصين وتايوان من ناحية أخرى ، يبدو مصافة .
وأضاف رئيس الدبلوماسية الأوروبية ، أن بكين تفضل التطلع إلى النجاحات الدبلوماسية، مستشهدة بدورها في إعادة العلاقات الأخيرة بين إيران والسعودية ، بعد سنوات من العداء الذي هدد الاستقرار والأمن في الخليج وساعد على تأجيج الصراعات في الشرق الأوسط من اليمن الى سوريا.
ورداً على سؤال حول مخاطر تحفيز بكين لدعم الجهود المبذولة لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا لأسباب اقتصادية، قال بوريل إن "الصين تستغل الوضع وكذلك الهند".
وأضاف أنه "لا ينبغي توقع توقف الصين عن شراء النفط الروسي".
ولدى سؤاله عن الاستراتيجية الأوروبية تجاه بكين ، قال بوريل إنه منذ بداية ولايته، دعا إلى "عقيدة سيناترا" ، في إشارة إلى السياسة السوفيتية القديمة في عهد ميخائيل جورباتشوف التي سمحت للدول الأعضاء من حلف وارسو لتحديد شؤونهم الداخلية.
وأكد بوريل سابقًا بأن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تطوير موقفه المستقل بشأن الصين دون أن يكون متحالفا تمامًا مع الولايات المتحدة.
في مواجهة موقف واشنطن المتشدد بشكل متزايد من بكين كان الشاغل الرئيسي للاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة هو تجنب الانجرار إلى الصراع بين القوتين.
وخلص بوريل إلى أن الوضع أصبح معقد بسبب الحرب في أوكرانيا مضيفا: لكن كيفية تفاعل مثلث أوروبا والولايات المتحدة والصين ستحدد هذا القرن.