السبت 23 نوفمبر 2024

ثقافة

رمضان 2023| نجوم المسرح المصري (3ـ 30).. صانع السعادة والبهجة أمين الهنيدي

  • 25-3-2023 | 21:11

أمين الهنيدي

طباعة
  • همت مصطفى

يُزخر تاريخنا الثقافي والفني بشخصيات كثيرة يمثلون علامات مضيئة، ونجومًا تتلألأ في حياتنا، من مؤلفين وممثلين ومخرجين، ونجوم خلف الستار، أضافت الكثير بالتزامها وإخلاصها وموهبتها وإبداعها في مسيرة المسرح المصري والعربي أيضًا، وأسعدت الجمهور بكل ما قدمت.

وتستكمل بوابة «دار الهلال» في رمضان 2023، ما بدأته من قبل برمضان 2021، حيث تواصل تسليط الضوء على نجم من هؤلاء النجوم يوميًا تحت عنوان «نجوم المسرح المصري» ولنسافر معًا في سطورنا إلى رحلته وحياته بالمسرح، فقد ترك هؤلاء النجوم إرثًا فنيًا في الحركة المسرحية المصرية وحفروا أسمائهم في عالم الإبداع بما قدموا بالكثير من الأدوار والشخصيات الدرامية بمسرحنا المصري.

واللقاء اليوم مع الفنان القدير.. خييف الظل  أمين الهنيدي 

ولد الفنان القدير أمين الهنيدي بالمنصورة بمحافظة الدقهلية في 24 أكتوبر عام 1925، والاسم بشهادة الميلاد: أمين عبد الحميد أمين محمد محمد الهنيدي.

بداية الرحلة الفنية

بدأ أمين الهنيدي رحلته مع فن التمثيل بالمسرح المدرسي، بعد التحاقه بمدرسة شبرا الثانوية، وبعد ذلك التحق بكلية الآداب واشترك بفريق التمثيل بالكلية، لكنه لم يكمل دراسته بالآداب والتحق بالحقوق، ثم قرر في النهاية الالتحاق بالمعهد العالي للتربية الرياضية بالإسكندرية وتخرج فيه عام 1949، وقد عُين بعد تخرجه وحصوله على درجة البكالوريوس مدرسًا للتربية الرياضية.

وبدأ التمثيل كمحترف لأول مرة على مسرح «الريحاني» في عام 1939 وكان حينذاك لا يزال طالبًا، وبعد تخرجه وفي عام 1954 سافر إلى السودان، وعمل هناك مع الفنان محمد أحمد المصري (الشهير بأبو لمعة) وكونا معا فرقة مسرحية بالنادي المصري في السودان.

تأسيس  فرقة «ساعة لقلبك المسرحية»

وكانت بداية أمين الهنيدي الحقيقية بعد عودته لمصر في منتصف الخمسينيات بالقرن الماضي، وذلك عندما التقى بالفنان عبد المنعم مدبولي والمؤلف يوسف عوف فاشترك معهما في البرنامج الإذاعي الشهير «ساعة لقلبك»، والذي قدم من خلاله شخصية الفلاح البسيط الماكر فهلاو، ودفعه النجاح الكبير الذي حققه البرنامج إلى مشاركة مجموعة نجومه في تأسيس فرقة «ساعة لقلبك المسرحية» (في النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي، ومثل أيضا بعد ذلك في أحد مسرحيات فرقة «الريحاني»، فشارك في مسرحية «ماكان من الأول».

 وعمل بعد ذلك بفرقة «تحية كاريوكا» في بداية الستينيات، وتميز بقوة  في تجسيد شخصية «الشيخ حسن» الضرير بمسرحية «شفيقة القبطية».

 وشارك بعد ذلك في البطولات المسرحية وذلك من خلال قيامه ببطولة بعض المسرحيات الكوميدية المتميزة التي شهدت نجاحه بفرقة “المسرح الكوميدي» (إحدى فرق التليفزيون المسرحية

شارك بعد ذلك بأداء أدوار البطولة بعدد كبير من الأعمال الفنية بمختلف الوسائط الفنية (المسرح السينما الإذاعة التليفزيون، وذلك حتى منتصف الثمانينات، فقدم من خلال الشاشة الفضية مجموعة من أفلامه البارزة ومن بينها: «غرام في الكرنك»، «شنطة حمزة»، «القرش»،

مشاركات محمد هنيدي المسرحية

شارك في بطولة عدد كبير من المسرحيات المتميزة، وكان الستينيات والسبعينيات فترات شهدت تميزه مسرحيا وتتمثل مشاركاته كالتالي:

فرق مسارح الدولة

  • المسرح الكوميدي: «أصل وصورة، لوكاندة الفردوس، حلمك ياشيخ علام، زيارة غرامية (1963)، شارع البهلوان (1964)، جوزين وفرد، عطوة أفندي قطاع عام، تسمح من فضلك (1966)، مين قتل مين (1967)، عائلة سعيدة جدا (1985)
  • مسرح الحكيم: «الشبعانين» (1966)
  • المسرح العالمي: «السحاب » (1967)
  • وزارة الثقافة: «روض الفرج» (1982)
  • القومي للطفل: « ممنوع يا كروان» (1982)

فرق القطاع الخاص

  • فرقة تحية كاريوكا: «شفيقة القبطية» (1962).
  • فرقة الفنانين المتحدين: «المغفل» (1967)، فردة شمال (1968)، غراميات عفيفي، برغوت في العش الذهبي، مجنون بطة (1969)
  • فرقة أمين الهنيدي: «عبود عبده عبود» (1970)، حسن حسنين حسونة (1971)، سد الحنك (1971)، سبع ولا ضبع (1972)، أجمل لقاء في العالم (1973)، لوليتا (1974)، يا عالم نفسي أتسجن (1975)، عشرين فرخة وديك (1976)، أنا آه أنا لأ (1977)، الضيف اللي هو (1978)..
  • فرقة كوميك تياترو (أحمد الإبياري): «الدنيا مقلوبة»  (1980)
  • فرقة المصري المسرحية: «عالم يهوس» (1981)
  •  المسرح الجديد: « فتش عن المرأة» (1982) 
  • المصرية للكوميديا: الفضيحة» (1983) 

  المسرحيات المصورة لأمين الهنيدي 

شارك الفنان أمين الهنيدي في بطولة بعض المسرحيات التي انتجت خصيصا للتصوير والعرض التليفزيوني، وتضم قائمة مشاركاته المسرحيات التالية: حضرة صاحب السوابق (1980)، عالم يهوس، مريض الوهم (1981)، درس حريمي، صيف ساخن (1982)، شوقي بيه عريس، كان غيرنا أشطر (1983)، أسبوع عسل (1984)، حلوة يا دنيا، الفلاح الفصيح، حلوة اللعبة دي، أسبوع عسل.

وتعاون أمين الهنيدي من خلال المسرحيات مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: السيد بدير، عبد المنعم مدبولي، كمال يس، نور الدمرداش، كرم مطاوع، علي الغندور، محمود السباع، محمود مرسي، محمد مرجان، فايز حلاوة، السيد رضي، أحمد توفيق، عبد الغني زكي، فهمي الخولي، شاكر عبد اللطيف، عادل صادق، سعيد مدبولي، شاكر خضير، رزيق البهنساوي، ممدوح عقل.


فرقة أمين الهنيدي المسرحية

وقام بتأسيس هذه الفرقة المنتج السباعي عبد الحميد السباعي بمشاركة كل من الفنان أمين الهنيدي والمخرج القدير السيد بدير عام 1970، وذلك خلال الفترة الزمنية التي شهدت رواج وتأسيس عدد كبير من فرق القطاع الخاص «بعد نكسة يونيو 1967، وتوقف التليفزيون عن الانتاج المسرحي» ، وقد حملت الفرقة اسم الفنان «أمين الهنيدي »  كنجم كبير من نجوم الكوميديا، والذي شارك بالطبع ببطولة جميع المسرحيات العشر التي قدمتها الفرقة.

وقام  الفنان والمخرج الكبير السيد بدير  بإخراج عدد كبير من هذه العروض، في حين قام الفنان عبد المنعم مدبولي بإخراج ثلاث مسرحيات هي: «سبع ولا ضبع» ، «أجمل لقاء في العالم، «أنا آه أنا لأ»، كما قام الفنان نور الدمرداش بإخراج مسرحية «لوليتا»، والفنان عبد الغني زكي بإخراج مسرحية واحدة هي «الضيف اللي هوه».

وقد شارك نخبة من كبار المؤلفين في كتابة النصوص التي قدمتها الفرقة وفي مقدمتهم الأساتذة سعد الدين وهبة، عصام الجمبلاطي، حسين عبد النبي، مصطفى كامل حسن، وحيد حامد، أحمد عفيفي، أحمد ثروت، مصطفى جمعة، كما قامت الفنانة نهى برادة بتصميم الديكورات لأكثر من مسرحية، كذلك قام الفنان سيد مكاوي بوضع الموسيقى والألحان لبعض المسرحيات ومن بينها: «أجمل لقاء في العالم»، «سبع ولا ضبع»

أبطال مسرحيات فرقة أمين الهنيدي

وشارك ببطولة هذه المسرحيات نخبة متميزة من النجوم في مقدمتهم كل من الفنانين: نجوى سالم، زبيدة ثروت، زيزي مصطفى، صفاء أبو السعود، ميمي شكيب، ملك الجمل، خيرية أحمد، وداد حمدي، سلوى محمود، سناء مظهر، ميمي جمال، كوثر العسال، آمال رمزي، عزيزة راشد، ليلى فهمي، ميرفت كاظم، نبيل الهجرسي، زين العشماوي، إبراهيم خان، فاروق الفيشاوي، نظيم شعراوي، علي الغندور، حسن حسين، محمود أبو زيد، حامد مرسي، محمد شوقي، أحمد أباظة، محمود القلعاوي، أحمد الشناوي.

توقف فرقة أمين الهنيدي

وتوقفت الفرقة مع بدايات عام 1978 بعد وفاة مؤسسها وممول عروضها «السباعي عبد الحميد»، وذلك بعدما قدمت نموذجًا لفرق القطاع الخاص التي حاولت الجمع بين تقديم الفكر وبين استقطاب الجمهور بتقديم المتعة الفنية، ويحسب لها اعتمادها فنيا على ثقافة وخبرات الفنان القدير السيد بدير، وكذلك تقديمها لنصوص بعض الكتاب الملتزمين وفي مقدمتهم المبدع سعد وهبة.

أعمال أمين الهنيدي السينمائية

شارك أمين الهنيدي ببطولة بعض الأفلام السينمائية الناجحة جماهيريًا وتنوعت أدواره السينمائية بشدة بين مجموعة من الأفلام التجارية التي قام ببطولتها، وبين مجموعة أخرى من الأفلام السينمائية الجادة التي قام خلالها بأداء بعض أدوار البطولة الثانية أو الأدوار الثانوية

وبدأت رحلة أمين الهنيدي مع السينما  بفيلم حماتي ملاك عام 1959، من إخراج عيسى كرامة، وبطولة إسماعيل يس، ماري منيب، آمال فريد، في حين وآخر أفلامه عام 1986 وهو فيلم «القطار» من إخراج أحمد فؤاد، وبطولة نور الشريف ميرفت أمين، يوسف شعبان.

ووصل رصيده السينمائي خلال ما يقرب من ثلاثين عاما إلى 35 فيلمًا، وتتمثل فيما يلي:

في  نهاية الخسينيات والستينيات .. حماتي ملاك (1959)، الأزواج والصيف (1961)، للنساء فقط (1962)، زوجة ليوم واحد، منتهى الفرح (1963)، زوجة من باريس (1964)، جدعان حارتنا، 6 بنات وعريس (1965)، سيد درويش، حارة السقايين (1966)، غرام في الكرنك، غازية من سنباطـ، تسمح من فضلك، شنطة حمزة، شباب مجنون جدا (1967)، أشجع رجل في العالم، شهر عسل بدون إزعاج، 7 أيام في الجنة (1968)، أنا ومراتي والجو، نشال رغم أنفه (1969)، الكدابين الثلاثة،

في السبعينيات .. واحد في المليون (1970)، الظريف والشهم والطماع (1971)، احترسي من الرجال يا ماما (1975)، أنا آه أنا لأ (1978)، القرش، 4-2-4، طائر على الطريق (1981)، رحلة عيون (1983)، صديقي الوفي، إحنا بتوع الإسعاف (1984)، ممنوع في مدرسة البنات، الحدق يفهم، القطار.(1986) 

وتعاون أمين الهنيدي من خلال مجموعة الأفلام السابقة مع نخبة متميزة من كبار مخرجي السينما العربية ومنهم: أحمد بدرخان، نيازي مصطفى، السيد زيادة، فطين عبد الوهاب، عاطف سالم، حسن الصيفي، نور الدمرداش، محمد سالم، منير التوني، عيسى كرامة، عبد المنعم شكري، محمود فريد، علي بحيري، أشرف فهمي، محمد خان، أحمد فؤاد، إبراهيم عفيفي، صلاح كريم، السعيد مصطفى، عبد الرحمن شريف، فاضل صالح، أنور هاشم.

مشاركات أمين الهنيدي الإذاعية 

شارك أمين الهنيدي بأداء بعض الشخصيات الدرامية المتميزة بخفة ظله وأدائه المميز في عدد كبير من المسلسلات الدرامية والتمثيليات والسهرات الإذاعية، على مدار ما يزيد عن ثلاثين عاما ومنها: «دكتور ياميش، العزوة، الشاطر عوكل، خرج ولم يعد، مغاوري غاوي مغنى، أشجع رجل في العالم، أذكى رجل في العام، مذكرات زوج، أبو الريش في سوق العيش، مخيمر الثالث عشر، شلة الأنس»

ثنائي فني مع شويكار وصفاء أبو السعود 

وكون  أمين الهنيدي ثنائي فني ناجح بالإذاعة مع كل من الفنانتين شويكار «أشجع رجل في العالم، شلة الأنس »، وصفاء أبو السعود «مغاوري غاوي مغنى، الشاطر عوكل، أذكى رجل في العالم، بالإضافة إلى غناء «شنطة حمزة».

المشاركات التليفزيونية

نجح أمين الهنيدي  في خلق وترك بصمة مميزة له بالدراما التليفزيونية، وقدم عدة شخصيات إنسانية بعيدا عن الأدوار الكوميدية التي اشتهر بها في المسرح، وتنوعت مشاركاته بالدراما التليفزيونية كثيرا بين أدواره الكوميدية وأدواره الإنسانية الأخرى بالمسلسلات الاجتماعية ومن أعماله التليفزيونية المسلسلات التالية:

« زيارة ودية، لعبة التفكير، أدركني يا دكتور، عفراء البادية، وأدرك شهريار الصباح، محمد رسول الله (ج5) »، وشارك ببطولة بعض التمثيليات والسهرات التليفزيونية ومنها المعدية»

ملامح وسمات أمين الهنيدي الفنية 

تميز أمين الهنيدي بملامحه الطيبة وسماحة وجهه، وتقاطيعه الضاحكة التي لا تفارقها ابتسامته المشرقة، واستطاع أن يحقق نجاحا وسط جيل الستينيات والسبعينيات الذي ضم نخبة من كبار نجوم الكوميديا منهم: عبد المنعم إبراهيم، عبد المنعم مدبولي، فؤاد المهندس، محمد عوض، محمد رضا، حسن مصطفى، أبو بكر عزت، نظيم شعراوي، جمال إسماعيل، محمد أحمد المصري «أبو لمعة»، فؤاد راتب «الخواجة بيجو»، إبراهيم سعفان، عادل إمام، سعيد صالح، سيد زيان، عبد الله فرغلي.

ومن أهم الصفات والسمات الفنية العامة لمشاركاته الإبداعية في مختلف ألوان الدراما 

  •  امتلك أميين الهنيدي خفة الظل والقدرة الرائعة على إشعاع البهجة والسرور، مع مهارة تقديم الشخصيات الكوميدية والتميز في تقديم الشخصيات الكاريكاتيرية
  • امتلاك موهبة الارتجال والقدرة على الإضحاك وتحقيق التواصل مع الجمهور، خاصة بعدما ارتبط في وجداننا وأذهاننا بقدرته الرائعة على إضحاكنا.
  •  التلقائية والاعتماد على بساطة الأداء وتجنب الأداء الكلاسيكي والمبالغات المفتعلة.
  •  تمتع بصوت معبر مميز النبرات وبأذن موسيقية، وبالقدرة على الغناء الدرامي وتقديم الاسكتشات الكوميدية.
  • التمتع باللياقة الجسدية العالية وخفة الحركة، والتي نجح في توظيفها بعروضه المسرحية.
  • كان حريصًا على تقديم الكوميديا الراقية بمختلف أشكالها وقوالبها الاجتماعية الموسيقية الاستعراضية والكوميديا السوداء» وجميعها بصورة تتناسب مع جميع أفراد الأسرة وبعيدة عن الإسفاف والابتذال وأيضا بلا تشنج أو افتعال.

الحياة الشخصة لأمين الهنيدي 

كان الفنان أمين الهنيدي يتملكه هاجس الخوف من المرض والموت ظل يلازمه طوال حياته ويسيطر عليه بشكل كبير، وربما زاد من إحساسه بذلك تألقه في تجسيد دور «الحانوتي» بمسرحية «أصل وصورة»، ولذا فقد ظل رافضا لفكرة الزواج حتى لا يكون سببًا في تعاسة آخرين لا ذنب لهم سوى أنهم وافقوا على الارتباط به في الحياة.

ولكنه بعدما نجح في تحقيق نجاحًا سينمائيُا كبيرا، ما بين الأدوار الثانية والبطولة المطلقة توقف أمام نفسه طويلا بعدما اكتشف فجأة أنه أصبح في منتصف الأربعينيات من عمره تقريبًا

تزوج عام 1969 بطريقة تقليدية «زواج الصالونات» وبعيدا عن الوسط الفني، وقبل أن يمر عام على زواجه كان قد أنجب ابنه الأول صالح، وخلال ثلاث سنوات كان قد أنجب ولدين آخرين، هما: عبد الحميد، ومحمود.

رحيل وأثر فني كبير 
واشتد عليه الألم في مطلع العام 1983، فتم نقله إلى المستشفى، حيث أجرى الفحوصات والتحليلات التي جاءت نتيجتها اكتشافه بأنه مصاب بسرطان المعدة، ثم اشتد عليه المرض بشكل كبير فقررت الدولة سفره للعلاج على نفقتها بالخارج، وسافر إلى لندن وأجرى جراحة في المعدة، لكنها للأسف لم تنجح في وقف زحف المرض وانتشاره، وبعد ثلاثة أشهر عاد إلى القاهرة ليظل في العناية الفائقة بأحد المستشفيات الخاصة حتى رحل عن دنيانا روحه في الثالث من يونيو 1986.

ورحل صانع البهجة الفنان القدير خفيف الظل أمين الهنيدي عن عالمنا لكنه ترك أثره باق حتى أيامنا ، وما حيينا  أبدا، وسيظل أيقونة من أيقونات الفن المصري والعربي خالدابكل ماقدم ،  فهو الذي أمتعنا بأدواره الكوميدية المتنوعة على مدى ما يقرب من خمسة وثلاثين عامًا، فهو فنان قدير حقا ويكفي أن نذكر له تفرده في إجادة أداء بعض الأدوار التراجيدية بنفس درجة إجادته وتألقه في أداء الأدوار الكوميدية.

ونجح في وضع بصمته الفنية وبالتحديد منذ بداياته في ساعة لقلبك، وبعد ذلك بفرق التليفزيون المسرحية مما أهله لحفر مكانة خاصة له في قلوبنا بموهبته المؤكدة وتلقائيته المحببة وإبداعاته المتنوعة والتزامه الشديد بالقيم السامية والأخلاقيات الرفيعة، وحرصه الدائم بالمحافظة على تقاليد المهنة والتمثيل المشرف للفنان المصري والعربي.

أمين الهنيدي .. صانع البهجة