تشمل لغة الجسد تلك الحركات التي يقوم بها بعض الأفراد باستخدام أيديهم أو تعبيرات الوجه أو أقدامهم أو نبرات صوتهم أو هز الكتف أو الرأس، ليفهم الطرف الآخر بشكل أفضل المعلومة التي نريد أن تصل إليه.
وأثبتت دراسة قام بها أحد علماء النفس، أن 7% فقط من الاتصال يكون بالكلمات و 38% بنبرة الصوت و 55% بلغة الجسد، حتى وإن اختلفت الكلمات ولغة الجسد فإن الفرد يميل إلى تصديق لغة الجسد.
وعلى الرغم من استخدام لغة الجسد على مدى ملايين السنين من تاريخ النشء الإنساني إلا أن مظاهر الاتصال غير الشفهي لم تدرس عمليًا على أي مقياس إلا منذ الستينيات من القرن الماضي، خاصةً بعدما نشر "دجوليوس فاست" كتابه عن لغة الجسد عام 1970.
وبشكل خاص تعد النساء أكثر إدراكًا من الرجال ومقدرةً على قراءة لغة الجسد، فللنساء قدرة فطرية على التقاط الإشارات غير الشفهية وفك رموزها فضلًا عن تمتعهن بعين دقيقة ترصد التفاصيل الصغيرة، ولهذا فإن القليل من الرجال لديهم القدرة على الكذب على زوجاتهم، بينما تستطيع معظم النساء إخفاء الحقيقة عن الرجال دون أن يدركوا ذلك.
ويرى العلماء أن هذه القدرة المميزة قد تكون نتاجًا للدور الاجتماعي للنساء الذي يشجعهن لكي يكن حساسات لانفعالات الآخرين ويعبرون عن مشاعرهم بشكل واضح، وقد يظهر هذا الحس النسوي بشكل أكبر لدى الأمهات لكونهم يعتمدن على القنوات غير الشفاهية أثناء الاتصال بالأطفال.
لذلك يُعتقد بأنه بسبب هذه القدرة المميزة تستطيع معظم النساء التفاوض في مختلف الأمور بشكل أفضل من الرجال.
وتستعرض "دار الهلال" بعض وسائل تعبيرات لغة الجسد ليتمكن الجميع من اكتشاف الحقائق بدقة:
- إذا اتسع بؤبؤ العين وبدا للعيان فإن ذلك دليل على أنه سمع منك توًا شيئا أسعده، أما إذا ضاق بؤبؤ العين فالعكس هو ما حدث، وإذا ضاقت عيناه أكثر أو فركهما ربما يدل على أنك حدثته عن شيء لا يصدقه.
- إذا حاول الشخص أن يتجنب النظر في عيون الناس ومن حوله فهذا يدل على أنه فاقد الثقة بنفسه، كما يدل أحيانا على الخجل أو انه يحاول الانسحاب في الحوار الجاري
- إذا رفع شخص ما حاجبًا واحدًا فإن ذلك يدل على أنك قلت له شيئا إما أنه لا يصدقه أو يراه مستحيلًا، أما رفع كلا الحاجبين فإن ذلك يدل على المفاجأة.
- إذا حك الشخص أنفه أو مرر يديه على أذنيه ساحبًا إياهما بينما يقول لك أنه يفهم ما تريده فهذا يعني أنه متحير بخصوص ما تقوله ومن المحتمل أنه لا يعلم مطلقًا ما تريد منه أن يفعله أو أنه يشك بصحة ما تقوله.
- إذا قطب أحدهم جبينه ونظر للأرض في عبوس فإن ذلك يعني أنه متحير أو مرتبك أو أنه لا يحب سماع ما قلته، أما إذا قطب جبينه ورفعه إلى أعلى فإن ذلك يدل على دهشته لما سمعه منك.
- كما أنه عندما يهز الشخص كتفه فيعني أنه لا يدري أو لا يعلم ما تتحدث عنه وقد يعني أيضا اللامبالاة.
- ويشير نقر الشخص بأصابعه على ذراع المقعد أو على المكتب إلى العصبية أو نفاد الصبر.
- وتنقسم تعبيرات لغة الجسد إلى نوعين:
التعبيرات الدقيقة، وهي تعبيرات لا إرادية تظهر على الوجه في جزء من الثانية تكشف لنا حقيقة الشعور الذي يشعر به الطرف الآخر وهم سبعة تعبيرات
السعادة : تظهر علي هيئة ابتسامة تلاحظ فيها وجود تجاعيد علي جانبي العينين مع ظهور الأسنان وسحب جانبي الفم للجانب مع ارتفاع نسبي للوجنتين.
الحزن : نلاحظ فيه انحدار نسبي لجانبي الفم لأسفل مع بروز للشفاه السفلي مع ارتفاع نسبي للفك لأعلي.
الغضب : حيث يظهر فيه الوجه بشكل متجهم وينجذب الحاجبين إلي الداخل مع نزولهم بشكل نسبي مع إطباق نسبي للأسنان.
الخوف : يحدث فيه ارتفاع للحاجبين وتقاربهم من بعضهم وكأنهم علي خط مستقيم مع ظهور تجاعيد في منتصف الجبهة مع اتساع للعينين مع انفتاح الفم.
الدهشة : تتسع عند الشعور بالدهشة العينين ويفتح الفم ونستطيع التمييز بين الحقيقي والمزيف عن طريق التوقيت فإن زادت مدة ظهور التعبير علي الوجه أكثر من ثانيتين فنفهم أنه مزيف ومفتعل.
الاشمئزاز : يحدث فيه تجعد للأنف يصاحبه ارتفاع للوجنتين والشفاه السفلي مع ظهور خطوط أسفل الجفن السفلي.
الازدراء : يحدث فيه ارتفاع لاحد جانبي الفم مع ارتفاع نسبي للوجنة أعلى جانب الفم المرتفع
تلميحات العين، والتي يمكن من خلال اتجاهات النظر اكتشاف ما يفكر فيه معظم الأشخاص وقد تم تطويره من خلال علماء النفس .
النظر لأعلي جهة اليسار : يتذكر صورة يحاول جلبها من ذاكرته.
النظر لأعلي جهة اليمين : يتخيل صورة وفي أغلب الأحيان سيخبرك شيئاً من نسيج خياله وهو أبعد ما يكون عن الحقيقة أو ما حدث بالفعل.
النظر لليسار في الوسط : توصف بالتذكر السمعي ( يحاول تذكر شيئاً قد قيل له أو سمعه بأذنيه)
النظر لليمين في الوسط : توصف بالتخيل السمعي ( يتخيل صوتاً معينًا أو شيئًا من تخيله لم يحدث في الغالب).
النظر لأسفل جهة اليسار : تدل علي أن صاحبها في حوار داخلي مع الذات ربما يراجع نفسه أو يفكر فيما سيقول وما هي عواقبه.
النظر لأسفل جهة اليمين : تدل علي المشاعر والأحاسيس التخيلية على الأغلب يحاول صاحب هذه النظرة تخيل أو اقناع غيره بشعوره بمشاعر وأحاسيس معينه وهي على الأغلب تكون مزيفة.
ولكن يظل هناك بعض الأشخاص الحذريين والأكثر حرصًا وأولئك الذين يستطيعون تثبيت ملامح الوجه وأولئك الذين لا يريدون الإفصاح عما بداخلهم فهم المتحفظون ولكن يمكن أيضًا معرفة انطباعاتهم من خلال وسائل أخرى.