دفعت أزمة إفلاس بنكي "سيليكون فالي" و"سيجنتشر" الأمريكيين إلى سحب قرابة 100 مليار دولار من أموال الودائع من البنوك، رغم محاولات المنظمين الفيدراليين طمأنة العملاء بأن النظام المصرفي في الولايات المتحدة آمن.

وعقدت جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية، وجيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وأكثر من 10 مسؤولين آخرين، اجتماعا مغلقا خاصا لمجلس مراقبة الاستقرار المالي أمس الأول الجمعة، اطلعوا خلاله على تطورات السوق، وفق ما ذكرته شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.

وقال المسؤولون في بيان عقب الاجتماع، "لقد ناقش المجلس الظروف الحالية في القطاع المصرفي، وأشار إلى أنه في حين أن بعض المؤسسات تتعرض لضغوط، فإن النظام المصرفي الأمريكي لا يزال سليما ومرنا".

وأضاف البيان، "ناقش المجلس أيضا الجهود الجارية على مستوى الوكالات الأعضاء لمراقبة التطورات المالية".. فيما لم تصدر أي تفاصيل أخرى عن هذا الاجتماع.

وجاء هذا البيان في نفس الوقت تقريبا الذي أظهرت فيه بيانات جديدة صادرة عن الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) أن عملاء البنوك في الولايات المتحدة سحبوا بشكل جماعي، زهاء 98.4 مليار دولار من حساباتهم خلال الأسبوع المنتهي في 15 مارس الماضي.

وتغطي هذه الفترة تقريبا الإعلانات المفاجئة عن إفلاس بنكي سيليكون فالي وسيجنتشر، والتي هزت القطاع المصرفي في أنحاء الولايات المتحدة.

وتظهر البيانات أن الجزء الأكبر من الأموال التي تم سحبها جاء من بنوك صغيرة.

وقد شهدت البنوك الكبيرة زيادة في حجم الودائع بمقدار 67 مليار دولار، بينما شهدت البنوك الأصغر سحب للأموال بمقدار بلغ 120 مليار دولار.

وأدت عمليات السحب هذه إلى انخفاض إجمالي الودائع إلى ما يزيد قليلا عن 17.5 تريليون دولار، وهو ما يمثل حوالي 0.6 بالمائة من الحجم الإجمالي.

وتراجع حجم الودائع على مدار العام الماضي، حيث انخفض بمقدار 582.4 مليار دولار منذ فبراير 2022، وفق بيانات الاحتياطي الفيدرالي.

وشهدت صناديق الاستثمار في سوق المال ارتفاعا في حجم الأصول خلال الأسبوعين الماضيين، بزيادة قدرها 203 مليارات دولار لتصل إلى 3.27 تريليون دولار، وفق بيانات حديثة.

وكان جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد سعى الأسبوع الماضي لطمأنة المواطنين بأن النظام المصرفي آمن.

وقال باول، خلال مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي، "لقد رأيتم أن لدينا الأدوات التي تمكننا من حماية المودعين حين يكون هناك تهديد بضرر جسيم على الاقتصاد أو النظام المالي، ونحن على استعداد لاستخدام هذه الأدوات.. وأعتقد أن على المودعين الافتراض بأن ودائعهم آمنة".

وأشار باول إلى أن التدفقات الخارجية للودائع "استقرت خلال الأسبوع الماضي"، بعدما وصفها بـ"إجراءات قوية" اتخذها الاحتياطي الفيدرالي لدعم النظام المصرفي، وفق /سي إن بي سي/.