السبت 1 يونيو 2024

استئناف حرب العقوبات الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن

1-9-2017 | 17:34

استؤنفت حرب العقوبات والردود المتبادلة بين موسكو وواشنطن الجمعة مع إصدار البيت الأبيض أمرا باغلاق القنصلية الروسية في سان فرنسيسكو فيما وصلت العلاقات بين البلدين إلى طريق مسدود.

ويأتي هذا القرار فيما غادر حوالى ثلثي موظفي البعثات الدبلوماسية الامريكية روسيا، ما يرمز إلى تبدد آمال التقارب الثنائي التي أثارها وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة.

وأمرت الولايات المتحدة بإغلاق القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو بحلول السبت إلى جانب بعثات تجارية في واشنطن ونيويورك في إطار مبدأ "المعاملة بالمثل".

وسارع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الجمعة إلى التنديد "بتصعيد التوتر" بين البلدين مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة هي التي "بدأته"، مؤكدَا احتفاظ بلده بحق الرد "بعد الانتهاء من تحليل" الوضع فيما أعفى إدارة ترامب من المسؤولية عن تدهور العلاقات بين البلدين.

وقال إن "كل هذه القضية بدأتها إدارة (الرئيس السابق باراك) أوباما للإضرار بالعلاقات الروسية الأمريكية ومنع ترامب من إخراجها من الخندق".

واعتبر لافروف أن الكونجرس والطبقة السياسية الأمريكية "يسعيان إلى تكبيل (إدارة ترامب) وابتكار تدخل روسي مفترض أو وجود صلات له أو لعائلته بروسيا".

وتابع مؤكدًا: "ليست هناك واقعة واحدة تثبت هذه الاتهامات”.

من جهته، قال مستشار الكرملين يوري أوشاكوف إن "الإدارة الأمريكية تواصل تدمير علاقاتنا الثنائية" معربًا عن التخوف من "تصعيد" هذه العقوبات.

وياتي الإجراء الأمريكي ردًا على قرار خفض عدد الدبلوماسيين الأمريكيين والموظفين الروس في البعثات الأمريكية لدى روسيا بـ 755 شخصًا، بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين ردًا على عقوبات اقتصادية جديدة فرضتها واشنطن.

وهكذا، أصبح سقف التواجد الدبلوماسي الأمريكي في روسيا 455 شخصًا أي بمستوى الحضور الدبلوماسي الروسي في الولايات المتحدة.

وأكدت وزارة الخارجية الأمريكبة الخميس "بدء التطبيق الكامل" للخفض. وبعد تعليقه، سيتم استئناف منح تأشيرات دخول للولايات المتحدة في روسيا في وقت قريب مع ابقائه محدودا في الوقت نفسه.

في مطلع أغسطس، اضطرت الولايات المتحدة للتخلي عن مبنيين دبلوماسيين في ضواحي موسكو في إطار هذه الإجراءات.

وقد أثار وصول ترامب إلى البيت الابيض في يناير آمالا بتحسن العلاقات بين البلدين، إلا أنها تواصل التدهور على خلفية اتهامات بتدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016 وكذلك بسبب شبهات بالتواطؤ بين فريق حملة ترامب وموسكو.

وتحدث وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون هاتفيًا الخميس مع نظيره لافروف واتفقا على الاجتماع في سبتمبر على الأرجح على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وصرح لافروف الجمعة: "نحن لا نسعى إلى توتر مع الولايات المتحدة ونريد فعليا أن تصبح الأجواء السياسية عادية" مضيفًا: "لكن ذلك يتطلب مبادرات من الطرفين".

لكنه وعد بالسعي رغم كل شيء إلى "مقاربات تقوم على الاحترام المتبادل" والتوصل إلى "تسوية" مع واشنطن.

وتبدو العلاقات بين البلدين حاليا أسوأ مما كانت عليه خلال ولاية أوباما الذي طرد 35 دبلوماسيا روسيا وعائلاتهم نهاية 2016 من دون أن يرد الكرملين آنذاك بشكل انتقامي.

وعينت موسكو سفيرا جديدا في واشنطن هو أناتولي أنطونوف المعروف بنهجه المتشدد الذي يبدي ارتيابا شديدا حيال محاوريه الأمريكيين.

واعتبر أنطونوف هذا الأسبوع أن "الكرة باتت في ملعب واشنطن" من أجل استعادة الثقة بين البلدين.

كما دعا السفير الروسي الذي وصل إلى واشنطن يوم الإعلان عن العقوبات الأمريكية الجديدة، الخميس إلى "دراسة الأوضاع بشكل هادئ".