الخميس 16 مايو 2024

بالصور.. صناعة الرخام ما بين "جشع التجار" و"أزمة الدولار"

14-2-2017 | 21:41

كتبت – فاطمة مرزوق

تحف فنية صُنعت بإتقان، وضعت على منضدة خشبية في مقدمة الشارع، تجتذب كل من يمر أمامها، تبدو للوهلة الأولى كمنتجات الفخار، لكن بمجرد الاقتراب منها وملامستها يتضح أنها صُنعت من الرخام والجرانيت، ورغم تنوع أشكالها التي تأسر العيون وطريقة عرضها التي تتم بشكل منسق ولافت للمواطنين فإن حركة البيع والشراء بالمعرض تبدو منعدمة، فالبعض يكتفي بنظرة من بعيد، وآخرون يسألون عن الاسعار ثم يمضون.

في أحد معارض الرخام بمنطقة «شق الثعبان» بطره المعادي التابعة لمحافظة القاهرة، يجلس المهندس «حمادة أبو النصر»، تبدو علامات الضيق على وجهه، فمنذ بداية اليوم لم يبرح مكانه، بينما انهمك عماله في تنظيف المعرض، يؤكد أن المعرض يحتوى بأكمله على منتجات الرخام منها المستورد من باكستان ودول أخرى، وهناك منتجات أيضَا صنعت في مصر، يشترونها من ورش رخام ويعرضونها للبيع، موضحًا أن البيع شهد حالة ركود تام منذ ثورة يناير، بالإضافة إلى أزمة الدولار التي زادت الأمور سوءًا وموجة ارتفاع الأسعار أيضًا.

وأضاف الرجل الخمسيني أن صناعة الرخام تواجه ثلاث تحديات أوشكت على القضاء عليها، أولها ارتفاع اسعار الخامات المستوردة من الخارج: «لو الدولار بـ18 هما يبيعوا لينا على أساس أنه بـ20»، أما الأزمة الثانية فتكمن في قيام التجار المصريين برفع الاسعار رغم أن الخامات تكون من صنعهم وليس لها علاقة بالاستيراد أو ارتفاع سعر الدولار، مشيراً إلى أن جشع التجار المصريين  هو الازمة الثانية التي يواجهونها، أما الأزمة الأخيرة فهى لجوء الفنيين الذين يُشكلون الرخام إلى أعمال أخرى بسبب انعدام الدخل، حيث اتجه أغلبهم إلى العمل على الـ«توك توك»، وكل هذا يهدد صناعة الرخام بالاندثار.

وفي سياق متصل، قال «علي أحمد» المسئول عن البيع بالمعرض إن حركة السائحين تلاشت تدريجياً من المعرض، ويتجه للشراء أشخاص من جميع طبقات المجتمع وفقًا لظروفهم المادية، لافتًا أن ذوق الزبائن هو ما يميز بين الشغل المصري والمستورد، مثل الكاسات والأواني الرخامية، بالإضافة إلى التحف الفرعونية والطبليات والأحواض.