كتبت - فاطمة مرزوق
ابتسامة رقيقة لا تفارق شفتيه، وعيون بريئة تأسر القلوب، يبدو بطلاً في حركاته وكلماته وصوته، أما ملامحه فتبدو طفولية، لكنها لم تعرف سوى التحدي والقوة والطموح، كان يعيش حياة طبيعية كأي شاب جامعي، حتي تعرض لحادث قلب حياته رأسًا على عقب، وتحول مسار حياته وتتغيرت أهدافه، واحتضن أحلامًا جديدة لم تكن يتخليها يومًا.
«محمد عظيم»، طالب بالفرقة الرابعة بكلية التجارة، جامعة القاهرة، أصيب بحادث منذ عام أسفر عن بتر قدمه اليسرى لينتقل من صحبة الأسوياء إلي المعاقين الذين جعلوا لونًا مختلفاً لحياته، حيث غمرتها الابتسامة والتفاؤل، يتذكر اليوم الذي تعرض فيه للحادث، حيث كان واقفًا في الشارع خلف سيارة نقل كبيرة ينتظر أحد أصدقائه وإذا بسيارة أخرى تصطدم بها وهو في المنتص مما أسفر عن بتر قدمه، يؤكد الشاب العشريني أنه قبل الحادث لم يكن يفعل شيء في حياته، التي أقتصرت على الدرسة والخروج مع الأصدقاء، أما بعد الحادث فبدت حياته أكثر جمالاً وبهجة حيث بدأ مشواره مع رياضة القوس والسهم ثم السباحة التي شغف بها منذ صغره، في البداية ظن الشاب العشريني أنه سيفشل في العوم ونزل حمام السباحة بلا أمل معتمداً على أن ينال شرف المحاولة، لكن خالفت ظنونه ووجد نفسه يعوم ببراعة وكأنه يملك قدميه الاثنين.
بدأ «محمد» في التأقلم مع الوضع الجديد الذي فرضه الواقع عليه، وعاد إلى دارسته واستطاع أن يجتاز كافة الاختبارات بتقديرات جيدة، جوائز عديدة حصدها «عظيم» في السباحة، حيث حصل على المركز الثالث في مهرجان السباحة بالقاهرة، كما حصل أيضًا على المركز الثاني في القوس والرمح على مستوى الجمهورية، وبطولة الجامعات في الكرة الطائر التي حقق فيها المركز الثاني، موضحًا أنه يتمكن من سير المسافات القصيرة على «عكاز» وأما المسافات الطويلة فيلجأ فيها إلى الكرسي المتحرك، واختمم حديثه قائلاً: «بحب القوس والسهم جدا وبحس بمتعة وأنا بلعبها ومتحمس أكمل فيها لأننا أول فريق معاقين في القوس والسهم على مستوى الجمهورية».