لا احد ينكر أن للدراما التلفزيونية تأثير كبير على المشاهد خاصة في شهر رمضان، حيث تقضي بعض الأسر من نساء وأطفال ورجال ساعات طوال لمتابعة ما تعرضه الشاشة الصغيرة من أعمال درامية سواء اجتماعية أو تاريخية أو إسلامية، ونتساءل إلي أي مدى تؤثر الأعمال الدرامية التاريخية على تشكيل وعي وشخصية الطفل، وكيف تستغل الأم تلك المسلسلات في تنمية روح الانتماء للوطن لدى أبنائها...

تقول الدكتورة دعاء بركات، أستاذ فلسفة التربية وعلم النفس بجامعة حلوان، انه هناك اهتمام واضح بالإنتاج الدرامي لتوثيق الأحداث التاريخية في السنوات الأخيرة بشكل مبهر، وذلك يرجع للإنتاج القوي وسيناريو الأعمال التاريخية التي تتبناه الدولة المصرية من كتابة النصوص الحقيقية عن تلك الأحداث، وكذلك دعمها ببعض الأفلام التسجيلية والوثائقية لها، مما يعطي مصداقية وموضوعية للعمل تؤثر في شخصية وهوية الكبير قبل الصغير، وهناك بعض الأعمال الدرامية التي تحدثت عن حرب أكتوبر العظيمة العدوان الثلاثي ونكسة 67 وغيرها من الحروب والأحداث التاريخية التي لم نعاصرها بل عاشها آبائنا وأجدادنا، ولولا أن الأعمال الدرامية سردتها، لما شكل لنا من وعي أو انتماء للوطن.

وأكدت أستاذ فلسفة التربية وعلم النفس بجامعة حلوان، أن نصوص الدراما تسهم بشكل كبير في صقل شخصية الطفل واكتسابه المهارات التي تتضمنها بعض الأعمال الدرامية فضلا عن القيم والمضامين التربوية كالصدق والأمانة واحترام الآخرين والانتماء، ولكن الفكرة تكمن في كيفية تقديم تلك النصوص الدرامية على الشاشة، لأن هناك بعض الأعمال تقدم بشكل غير لائق للطفل مما يشوه من تراثنا وحضارتنا وهويتنا، ويجعل المجال مفتوح للمنافسة القوية الواردة من الحضارات العربية والتركية وغيرها، ولذلك لابد من زيادة الأعمال التاريخية التي تقدم بشكل متناسب مع عقلية الطفل والتكنولوجيا التي يطلع عليها مثل الأعمال الكرتونية أو "الأنيميشن" المعتمد على الرسوم الحركية والألوان والصورة، كي يقبل عليها بشكل كبير، كما أنها تعد مادة مسلية للكبار أيضاً.

 ونصحت بركات، بضرورة إتباع الأم تلك النصائح كي تنمي روح الانتماء لدى طفلها من خلال تلك الأعمال التاريخية، وذلك عن طريق:

• ضرورة التوجيه المباشر للطفل لمشاهدة الأعمال التاريخية، عن طريق التعليم بالقدوة، حيث أن الطفل عندما يشاهد والديه يتابعون تلك الأعمال ويهتمون بها، بل وهناك حوار مشترك بينهم حولها، سيتولد لديه نفس الروح في المشاهدة بكل وعي وصدق.
• أن يكون لدى الأم الانتماء والهوية والميول الحقيقية لتلك الأعمال، بأن يراها الصغير تتابع تلك المسلسلات بشغف وتتأثر بما يحدث من أحداث سواء بالفرح والسرور أو بالحزن والهم ، كي نبني لدى الطفل الثقة والانتماء للوطن.
• أن يزيد الآباء والأمهات من القصص التي تنمي روح الوطنية وحب الوطن في نفوس الأبناء، من خلال البحث بشكل أكثر عن بعض الشخصيات التاريخية التي تذكر في تلك الأعمال وإدارة الحديث المتواصل عنهم.