الإثنين 29 ابريل 2024

في الذكرى الـ1083 لتأسيسه.. «الجامع الأزهر» قبلة العلم وملاذ اللغة العربية

الجامع الأزهر

تحقيقات29-3-2023 | 12:06

إسراء خالد

تحل اليوم ذكرى مرور 1083 عامًا هجريًا على تأسيس الجامع الأزهر، والذي لا يعد فقط مجرد قبلة للعلم ومنارة للحضارة الإسلامية أو مسجد أثري عريق، بل هو أيقونة من أيقونات القاهرة، وأحد أهم الأماكن التي يرتبط بها المصريين في علاقة روحانية يشهد عليها شارع الأزهر في المناسبات الدينية، خاصًة شهر رمضان الكريم.

ويحيي الأزهر الشريف، اليوم، ذكرى مرور 1083 عامًا هجريًا على تأسيس الجامع الأزهر الشريف، والتي توافق السابع من شهر رمضان من كل عام، بالجامع الأزهر، وذلك بحضور عدد من علماء الأزهر وقياداته.

وفي السطور التالية، تعرض بوابة «دار الهلال»، تاريخ إنشاء الجامع الأزهر والاهتمام به على مر العصور:

الجامع الأزهر

وتم وضع حجر أساس الجامع الأزهر على يد جوهر الصقلي قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في 24 جمادى الأولى 359هـ/ 4 أبريل 970م أي بعد عام من تأسيس مدينة القاهرة، واستغرق بناؤه ما يقرب من 27 شهرًا، حيث افتُتِح للصلاة في يوم الجمعة 21 يونيه 972م، الموافق 7 رمضان 361هـ، وما لبث أن تحول إلى جامعة علمية، وأُطلق عليه اسم الجامع الأزهر؛ نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وزوجة الإمام على بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ التي ينتسب إليها الفاطميون على أرجح الأقوال.

وبعد زوال دولة الفاطميين على يد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي في الثالث من المحرم 567هـ/ 11 سبتمبر1171م عطَّل صلاة الجمعة في الجامع الأزهر وأنشأ عدة مدارس سُنِيَّة لتنافسه في رسالته العلمية للقضاء على المذهب الشيعي في مصر، واستطاع بهذه الخطوة أن يعيد إلى مصر المذهب السُني بحيوية ونشاط، فانتهت بذلك علاقة الجامع الأزهر بالمذهب الشيعي.

وقد حظي الجامع الأزهر على مرّ العصور منذ نشأته وحتى وقتنا الحاضر باهتمام الخلفاء والسلاطين والأمراء والحكام بعمارته من حيث التوسعة والإنشاءات والترميم لا سيما العصر المملوكي، وكان آخرها أعمال الترميم الشاملة التي انتهت في عام 1439ه/ 2018م والتي استمرت ثلاث سنوات تقريبًا، وتبلغ مساحته 12 ألف متر مربع تقريبًا.

الجامع الأزهر في ظل الحكم المملوكي

وشهد الجامع الأزهر تحولًا كبيرًا في ظل الحكم المملوكي (648 ـــ 923ه/ 1250 ـــ 1517م)؛ فأعيدت فيه صلاة الجمعة في عام 665ه/ 1267م، وسرعان ما اتجه السلاطين المماليك للعودة بالأزهر إلى نشاطه العلمي، وتوجيه هذا النشاط توجيهًا سُنيًا (وفق المذاهب الأربعة)، وقد استأثر الجامع الأزهر في هذا العصر بالزعامة الدينية والعلمية معًا، وأصبح المركز الرئيسي للدراسات السُنيَّة في مصر والعالم الإسلامي، لاسيما بعد سقوط بغداد في الشرق، وتصدع الحكم الإسلامي في الأندلس وشمالي أفريقيا.

كثُرت العلوم التي كانت تدرس بالجامع الأزهر في ذلك العصر وتنوعت إلى دراسة فروع العلوم العَقَديَّة والشرعية والعربية والعقلية فضلًا عن دراسة علم التاريخ وتقويم البلدان وغيرها من العلوم، كما تم إنشاء ثلاث مدارس وإلحاقها بالجامع الأزهر وهى: «الطيبرسية، الآقبغاوية، الجوهرية»، ورتبت فيها الدروس مما أدى إلى إثراء الحركة العلمية بالجامع الأزهر، إلَّا أن أهم ما يميز الأزهر في العصرالمملوكي هو نشأة مساكن للطلبة الوافدين والمصريين فيه عرفت بالأروقة.

الجامع الأزهر في ظل الحكم العثماني

وفي ظل الحكم العثماني لمصر (923 ـــــ 1213ه/ 1517 ـــــ 1798م) احتفظ الجامع الأزهر على مدار ثلاثة قرون بقوته وتقاليده، ومضى يؤدي رسالته باللغة العربية في الحَقْلًيْنِ الديني والتعليمي، وظل موطنًا للدراسات الدينية، وملاذًا للغة العربية، وكعبة علمية يفد إليها أعلام الفكر الإسلامي يتصدرون الحلقات الدراسية في رحابه، كما توافد عليه طلاب العلم من مختلف أنحاء العالم الإسلامي لينهلوا من شتى المعارف التي تُدَرَّس فيه.

ومن أهم ما يتميز به الأزهر في ذلك العصر هو ظهور منصب شيخ الأزهر وكانت أول حلقة درس في الأزهرعندما جلس قاضى القضاة أبوالحسن على بن النعمان في أكتوبر 975م ليقرأ مختصر أبيه في فقه آل البيت، وبعد الأيوبيين استرد الأزهر مكانته في العصر المملوكى بعدما أصبح يُدرس فيه الفقه والمذاهب السنية.

وفى عهد الخديو عباس حلمى الثانى صدر قانون سنة 1896م لتطوير الأزهر.

وفى عام 1936 صدر المرسوم الملكى رقم 26 بشأن إعادة تنظيم الأزهر، وقصر كليات الأزهر على كليات الشريعة وأصول الدين واللغة العربية،وفى عهد جمال عبدالناصر صدر القانون رقم 103 لسنة 1961م بشأن إعادة تنظيم الأزهر وجعله تابعًا لرئاسة الجمهورية.

Dr.Randa
Dr.Radwa