أعربت صحيفة (الأهرام) عن أملها في أن ينجح الحوار الوطني الذي سيبدأ في 3 مايو المقبل، في وضع لبنات وقواعد الجمهورية الجديدة نحو التقدم والازدهار.
ورأت الصحيفة -في افتتاحية عددها الصادر اليوم الخميس تحت عنوان (الحوار الوطني والجمهورية الجديدة)- أن إعلان بدء الحوار الوطني في 3 مايو؛ يعكس العديد من المعاني والدلالات، على رأسها بالتأكيد أن الجمهورية الجديدة تقوم على التحاور والتفاهم والنقاش الجاد، وصولًا إلى الإجماع المطلوب على المبادئ التي ستنهض عليها مصر الحاضر والمستقبل.
وأضافت الصحيفة أن الدلالة الثانية تتمثل في أن القيادة السياسية تؤمن إيمانًا صادقًا بأن المرحلة المقبلة يجب أن تقوم على أساس المصارحة وتبادل الرأي، وأن المصلحة العامة للوطن تعلو فوق الأشخاص والمصالح الذاتية المحدودة والقاصرة.
وأشارت إلى أن الدلالة الثالثة لبدء الحوار تكمن في أن الجدية هي القاعدة الرئيسية في كل ما يجري -الآن- على أرض الوطن، حيث إن المناقشات التي سبقت الحوار، التي استمرت سنة كاملة، منذ أن دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي لهذا الحوار الوطني، كانت ضرورية لوضع معايير التحاور حتى لا يكون الأمر مجرد مباريات كلامية بين المشاركين لا تسمن ولا تغنى من جوع.
وتابعت: إن مصر المستقبل، التي نتمناها جميعا، لن يتم إنجازها بمجرد الكلام، بل بوضع اليد على التحديات الحالية، ثم دراسة كيفية المواجهة، والنتيجة الوصول لأجندة وإستراتيجية واضحة لصنع الغد المأمول. وليس خافيا حجم هذه التحديات، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي والفكري، مع الوضع في الاعتبار طبيعة المرحلة الصعبة التي يمر بها العالم كله؛ ما يترك أثره علينا نحن هنا في الداخل.
ولفتت إلى أنه من بدهيات إقامة الدول الحديثة المتقدمة أن تكون الشفافية هي العنصر المؤسس لكل أنشطة الدولة، وليس أولى من التمتع بالشفافية من مناقشات هذا الحوار الوطني، الذي ستبدأ جلساته يوم الأربعاء 3 مايو، وبطبيعة الحال؛ فإن الشفافية تقتضى عرض مجريات الحوار على كل المواطنين، من خلال وسائل الإعلام المختلفة؛ إذ لا معنى لحوار وطني دون مشاركة المواطنين، ومعلوم أن الزمن الذي كانت فيه الحوارات تجرى بين النخب السياسية والمثقفة، من دون مشاركة رجل الشارع العادي البسيط، قد بات جزءا من الماضي، وعفا عليه الدهر.
وذكرت أن الرئيس السيسي - دائما - ما يصر على أن كل جهده وعمله هدفهما المواطن المصري البسيط الذي تتشكل منه غالبية هذا الشعب، ومن ثم فإن المحور الرئيسي، الذي تتفرع منه عشرات المحاور خلال الحوار؛ سيكون هو النهوض بهذا المواطن لتحسين شروط حياته هو وأسرته.
وأردفت: ربما يعتقد البعض أن اختلاف وجهات النظر والرؤى والآراء بين أطراف الحوار الوطني قد يضعف الحوار، وهذا تصور خاطئ، بل مؤشر على الضعف، لأن الديمقراطية الحقيقية التي نسعى جميعا لإقامتها في جمهوريتنا الجديدة الفتية، لا يمكن أن تنمو ويشتد عودها إلا باختلاف الآراء والرؤى، لكن بشرط أن يكون هذا الاختلاف بعيدا عن المصالح الذاتية الأنانية، وتكون غايته العظمى هي مصلحة الوطن كله.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول "إن مصر وطن نعيش فيه جميعا، ويحتوينا كلنا بكل اختلافاتنا وتنوعنا، ومن ثم فإن ما ينتظره رجل الشارع من حوار القوى الوطنية هذا هو الصدق والموضوعية والواقعية والفهم الحقيقي لمشكلاتنا وآمالنا، وإن شاء الله سوف ينجح الحوار في وضع لبنات وقواعد الجمهورية الجديدة التي ستأخذنا إلى التقدم والازدهار".